قَيْدُ الْصَّيْدِ الحلقة (3) قراءة في طبقات المفسرين للإمام الداوودي (945هـ)
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[14 Feb 2009, 09:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة (3)
من مختارات من قراءة في طبقات المفسرين للإمام الداوودي (945هـ)
54ـ إقراء
ذكر في ترجمة السخاوي المقرئ (643هـ) أنه أقرأ الناس بجامع بني أمية بدمشق نيفاً وأربعين سنة.
قلت: وهذا يذكرنا بإقراء أبي عبد الرحمن السلمي الناس بالكوفة مثل هذا، وهذه السنة المباركة لازالت إلى يومنا هذا، وأدركنا عليها بعض مشايخنا، وهذا من بركات حفظ الله لكتابه الكريم.
55ـ على الطريق:
في ترجمة الشيخ السهروردي الصوفي (632هـ)، قال كتب إليه بعضهم: يا سيدي إن تركت العمل أخلدت إلى البطالة، وإن عملت داخلني العُجب فأيهما أولى؟
فكتب جوابه: اعمل واستغفر الله من العجب.
56ـ إلى خطبائنا
في ترجمة القاضي عياض (544هـ) قال: وكان لا يخطب إلا من إنشائه، وذكر مثل هذا عن محمد بن إبراهيم الشافعي الحموي قاضي بيت المقدس (733هـ)
فأين خطبائنا اليوم الذين ينقلون خطبهم جاهزة من كتب التراث ينقلونها نصاً وحرفاً، وبعضها قديم جداً، لا يناسب عصرنا لا في لغته ولا في موضوعه، فأين احترام المخاطبين، وأين أمانة المسؤولية.
57ـ قال أبو محمد عبد الله بن أحمد الفرغاني في تاريخه المعروف بالصلة: عن تفسير الطبري: فلو ادعى عالم أن يصنف منه عشرة كتب، كل كتاب منها يحتوي على علم مفرد عجيب مستقصى لفعل!
58ـ بركة الاستخارة
حكي عن الإمام الطبري أنه استخار الله وسأله الإعانة على تصنيف التفسير ثلاث سنين فأعانه.
59ـ 5ختمات لدرس التفسير في 23 سنة
في ترجمة أبي عبد الله الحراني فخر الدين محمد بن الخضر الحنبلي (622هـ) أنه شرع في إلقاء التفسير بكرةَ كل يوم بجامع حرَّان سنة (588هـ) وواظب على ذلك، حتى فسر القرآن خمس مرات، انتهى آخرها سنة (610هـ) وكان مجموع ذلك ثلاث وعشرين سنة، ذكر ذلك في أول تفسيره الذي صنفه واسمه (التفسير الكبير).
60ـ بين عقوق الوالدين وعقوق الأستاذين!؟
قال أبو عبد الرحمن السلمي: قال لي الأستاذ أبو سهل محمد بن سليمان الحنفي العجلي الشافعي (369هـ): عقوق الوالدين يمحوه الاستغفار، وعقوق الأستاذين لا يمحوه شيء.
ينبغي في مثل هذا الموضوع التوسط فلا تقديس ولا تدنيس.
61ـ لكل مقام مقال
كان الإمام محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المالكي المصري (268هـ) يقول: التوقر في النزهة، مثل التبذل في الحفلة.
62ـ سهرة ... لجرد المحفوظ!
قال محمد بن عبد الكريم القزويني (580هـ) والد الإمام الرافعي: سهرت البارحة مفكراً فيما أحفظ من الأبيات المفردة، والمقطوعات الخاصة، ـ قال الراوي: ـ فذكر آلافاًً.
63ـ اعتداد
في ترجمة الإمام ابن النقاش محمد بن علي بن عبد الواحد المغربي الشافعي (763هـ)
أن له تفسيراً مطولاً جداً، التزم أن لا ينقل فيه حرفاً عن أحد.
64ـ تشخيص صريح
وكان يقول: الناس اليوم رافعية لا شافعية، ونووية لا نبوية.
علق ابن قاضي شهبة الشافعي في الطبقات: وآخر هذا الكلام منكر.
65ـ بين العلم و العقل
صنف الإمام أبو بكر البلخي محمد بن الفضل المعروف بالرواس كتاب الاعتقاد في اعتقاد أهل السنة لمحمود بن سبكتكين، ذكر فيه أن العلم أفضل من العقل، ومن قال: إن العقل أفضل من العلم فهو معتزلي، قال: لأن العلم حاجة، والعقل كالآلة.