تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الحديث، وقال ابن عدي: عامة حديثه مما لا يتابعه الثقات عليه

(ج) عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج:

عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج مشهور بالعلم وكثرة الحديث وصفه النسائي وغيره بالتدليس وكان ابن جريج يأخذ الرواية من الضعفاء والمجروحين ويدلس فيها بعد ذلك كله؛ ولهذا قال الدارقطني: شر التدليس تدليس بن جريج فإنه قبيح التدليس لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح

(د) مقاتل بن سليمان:

مقاتل بن سليمان - كما قال النسائي وابن حبان - كذاب، وقال عنه وكيع: سمعنا منه والله المستعان وليس ذلك فحسب بل ذكر النقاد أن الكلبي خير منه، وقال الجوزجانى: كان دجالا جسورا، وقال العباس بن مصعب: كان مقاتل لا يضبط الإسناد، وقال البخاري: سكتوا عنه، ويقول عنه ابن حبان: (وكان مقاتل يأخذ عن اليهود والنصارى علم القرآن الذي يوافق كتبهم)، وقد كان مقاتل يروى عن الضحاك بن مزاحم وهو قد ولد بعد وفاة الضحاك بأربع سنوات

وأخيرا:

تبين من خلال هذه الدراسة أن الإباحة في الإسرائيليات لم تكن لنوع دون نوع، وإنما كانت لمنهج دون منهج، والأصل في ذلك هو رفض هذه الإسرائيليات سواء في العقيدة أو الأحكام أو القصص والأخبار أو غيرها، أما الإباحة فهي خاصة بالعلماء دون العامة، وهي عند العلماء أيضا خارج القرآن وتفسيره وتتعلق بأمرين، وهذا الأمران متعلقان بدعوة أهل الكتاب:

- إيراد ما يوفق القرآن في إطار الدعوة وإثبات أن الدينين من الله تعالى، وهذه النوع من الدعوة يكون تحت إطار قوله تعالى "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ "

- إيراد ما يخالف القرآن في إطار الدعوة والمناظرة وإثبات التحريف وإلزامهم الحجة، وهذه النوع من الدعوة يكون تحت إطار قوله تعالى " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ" وقوله "وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ" وقوله "يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ"

وإذا كان هذا المنهج الذي بيناه يتعلق بالعلماء العاملين في مجال الدعوة فحسب لا بسواهم فلبقية الناس من المسلمين نقول – كما قال أستاذنا أحمد نوفل الذي اتخذ منهجيا عمريا – في حلقة تلفزيونية في قناة الرسالة وقال:

- ما وافق حقائق القرآن والسنة من هذه الإسرائيليات مرفوض مرفوض مرفوض

- ما خالف حقائق القرآن والسنة من هذه الإسرائيليات مرفوض مرفوض مرفوض

- ما سُكت عنه في القرآن والسنة من هذه الإسرائيليات مرفوض مرفوض مرفوض

وأقول:إن القرآن غير محتاج إلى ما يكمله أو يتممه قال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا) فكل ما يحتاجه الإنسان مبيّن في القرآن؛ فهو مكتف بنفسه ولا يحتاج إلى كتاب آخر؛ خاصة وأن هذه الكتب التي يراد أن يُوضَح بها محرّفة مبدّلة، وليس ذلك فحسب بل من الإسرائيليات ما لا وجود له في التوراة والإنجيل على تحريفهما، وإنما هي أخبار شائعة عند أهل الكتاب فحسب، ولأجل ذلك فلا حاجة لنا في مجال التفسير إلى ما ذُكر منها سواء وافقت أو خالفت أو سكت عنها، أما ما لم يذكر مما اشتهر عند أهل الكتاب فهو أولى بالرفض وضرب الصفح.

ولهذا فالمسلمون غير محتاجين لهذه الإسرائيليات لا في التفسير ولا غيره وإنما الحاجة لها عند مجادلة أهل الكتاب ومناظرتهم ودعوتهم وفي عمل الدراسات المقارنة فحسب

وبهذا يمكن الجمع بين حديثي النبي صلى الله عليه وسلم:

- " أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ " الذي رواه أحمد، وهذا هو الأصل، وهو المنع القاطع

- "بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمداً، فليتبوأ مقعده من النار" الذي رواه البخاري ومسلم، فالحديث كما يبدو من سياقه جاء في إطار البلاغ والدعوة لقوله صلى الله عليه وسلم " بلغوا عني" والتحديث عن بني إسرائيل رغم أن أخبارهم منها المكذوبة والصحيحة إنما يكون داخل هذا السياق، ثم حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الكذب عليه؛ إذ يجب أن لا يروى عنه غير الحق، وإن الملاحظ هنا في الحديث مقابلة كذب بني إسرائيل بصدق الإسلام في إطار هذه الدعوة أو المناظرة، وهذا واضح في سياق الحديث.

مراجع:

- البغوي: معالم التنزيل تحقيق محمد عبد الله النمر وآخرون، ط/4 دار طيبة للنشر والتوزيع، سنة 1997 م

- الذهبي:

(أ) سير أعلام النبلاء، تحقيق شعيب الأرنؤوط، ط/مؤسسة الرسالة

(ب) ميزان الاعتدال في نقد الرجال، تحقيق علي محمد البجاوي، ط/ دار المعرفة للطباعة والنشر بيروت، لبنان.

- الذهبي: محمد حسين: الإسرائيليات في التفسير والحديث: ط5، مكتبة القاهرة 2004م.

- الطبري

(أ) تاريخ الأمم والملوك، ط/ دار إحياء التراث العربي بيروت.

(ب) جامع البيان في تأويل القرآن تحقيق: أحمد محمد شاكر ط /4 مؤسسة الرسالة سنة 2000 م

- العسقلاني: ابن حجر:

(أ) تهذيب التهذيب ط/1 دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، 1984 م.

(ب) تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس تحقيق عاصم بن عبد الله القريوني، ط/ جمعية عمال المطابع التعاونية الأردن عمان.

- العقيلي: الصعفاء الكبير، تحقيق عبد المعطي قلعجي ط/ دار الكتب العلمية بيروت

- القرطبي: الجامع لأحكام القرآن: تحقيق أحمد عبد العليم البردوني ط/3 دار الكتب المصرية.

بن كثير:

(أ) البداية والنهاية، تحقيق علي شيري، ط/1 دار إحياء التراث العربي 1988 م.

(ب) تفسير القرآن العظيم، تحقيق سامي بن محمد سلامة، ط/2 دار طيبة للنشر والتوزيع سنة 1999 م.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير