تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[08 May 2009, 10:04 م]ـ

أخي الفاضل محب القرآن

ما ذكرته صحيح في عمومه

لكن هنالك - كما ذكرت في هذه الدراسة - مستويان

المستوى الأول: مصدر المعرفة عندنا - نحن المسلمين – ليس التوراة ولا الإنجيل المحرفين فلا نأخذ منهما شيئا سواء في العقيدة أو الأحكام أو الأخبار وسواء صح الذي نريد أخذه أم لم يصح، وفي الحديث الذي أوردته، أخي محب القرآن، والذي رواه أبو داود وأحمد والبيهقي وابن حبان وعبد الرزاق في مصنفه - دليل على أن هذه الإسرائيليات ليست مصدر معرفتنا على الإطلاق؛ إذ إن ذلك اليهودي الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أمراً ثابتاً في عقيدتنا ومبيناً في السنة الصحيحة سواء كان ذلك ما يجري في القبر من سؤال وجواب أو كان قبل ذلك نحو قول الجنازة " قدموني قدموني" كما جاء في البخاري والنسائي والبيهقي وابن حبان وأحمد وابن حبان وأبي يعلى والطيالسي، ورغم ذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤيد قول اليهودي "الصحيح" بل أرجع الأمر إلى "علم الله "ليرينا المنهج في التعامل مع الإسرائيليات، وقد أورد ابن حبان في تمام هذا الحديث تعليق النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك: (قاتل الله اليهود لقد أوتوا علما) وهذا الحديث إسناده قوي؛ مما يدل على أن كلام اليهودي موافق لما عندنا وإن كان المصدر مرفوضاً، أما ما ذكره بعض العلماء من الشراح من أن هذا من مشكل الحديث ويمكن أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم غير عارف بذلك؛ إذ لم يوح إليه بعد أمر "كلام الجنازة " حين سأله اليهودي فهو كلام لا وجاهة له؛ إذ أنه صلى الله عليه وسلم لم يقل "لا أعلم" بل قال "الله أعلم" والفرق كبير ثم كيف وصف النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بالعلم إذا لم يكن يعرفه. والحق الذي لا لبس فيه هو أن التوراة والإنجيل قبل تحريفهما قد كانا من عند الله؛ ولذلك لا بد أن تشابه القرآن في كثير من الأمور، ولكن لما وقع فيهما التحريف والتبديل لم يكن الأخذ منهما مأموناً حتى في تلك الأمور الموافقة؛ إذ لاحظت أن بعض الأمور الموافقة لما عندنا قد تكون فيها بعض الزيادات الطفيفة وقد تبدو هذه الزيادات يسيرة ومعقولة المعنى وغير مؤثرة، ولكن عند التأمل والتدقيق تجدها شديدة الخطورة؛ فتلتصق هذه المعاني بمعاني القرآن أشد ما بكون الالتصاق ولا يستطيع الذهن التخلص منها إلا بعد جهد كبير؛ فالأمر شديد الدقة جدا

المستوى الثاني: وهو مستوى خاص يتعلق بالنقد والمناظرة والدراسات المقارنة وهذا المستوى من الضروري فيه إعمال ما ذكرته أخي محب القرآن زادك الله وإيانا للقرآن حبا

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير