ـ[أم الأشبال]ــــــــ[22 Feb 2009, 06:27 ص]ـ
حدثني أمية بن بسطام حدثنا يزيد بن زريع عن حبيب عن ابن أبي مليكة قال ابن الزبير قلت لعثمان بن عفان {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا}. قال قد نسختها الآية الأخرى فلم تكتبها؟ أو تدعها؟ قال يا ابن أخي لا أغير شيئا منه من مكانه
ورد اللفظ بهذا اللفظ أيضا في البخاري:
4172 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الْأَسْوَدِ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَا حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ
قُلْتُ لِعُثْمَانَ هَذِهِ الْآيَةُ الَّتِي فِي الْبَقَرَةِ
{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا إِلَى قَوْلِهِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ}
قَدْ نَسَخَتْهَا الْأُخْرَى فَلِمَ تَكْتُبُهَا قَالَ تَدَعُهَا يَا ابْنَ أَخِي لَا أُغَيِّرُ شَيْئًا مِنْهُ مِنْ مَكَانِهِ
قَالَ حُمَيْدٌ أَوْ نَحْوَ هَذَا." أهـ
وقبل أن نصل إلى مراد الصحابي من الأثر لابد من جمع الروايات التي تحدثت عن نفس الموضوع، فهذا الأمر يحتاج إلى تنقير، لذلك منع أهل العلم العوام من تقليد الصحابة، فمرادهم يحتاج إلى إحاطة ببعض الأمور ففقه الصحابة لم يذلل كفقه الأئمة الأربعة مثلا.
ولابد من الانتباه لقضية أخرى وهي
أن هناك آيات قد نسخت بحيث لم تكتب في المصحف، فالنسخ أنواع، فقد يكون الصحابي قصده السؤال والاستفسار، وكان الجواب
وهذا مجرد تخمين فالأمر يحتاج إلى بحث وتنقيب
والله أعلم.
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[22 Feb 2009, 03:24 م]ـ
أخي أبو الأشبال قولك "لابد من الانتباه لقضية أخرى وهي أن هناك آيات قد نسخت بحيث لم تكتب في المصحف"
إذا كنت تقصد به: أن عبد الله بن الزبير سأل عن تلك الآيات بالذات لعلمه أن بعض المنسوخ لا يكتب؛ فالسياق يحتمل ذلك أيضا
وإن كان المعنى الأول عندي أقرب
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[22 Feb 2009, 03:43 م]ـ
هذا النص رواه البخاري في صحيحه كتاب التفسير باب قول الله "وعلم آدم الأسماء كلها " بروايتين مختلفين
الأولى - " حدثني أمية بن بسطام حدثنا يزيد بن زريع عن حبيب عن ابن أبي مليكة، وفيها "فلم تكتبها؟ أو تدعها؟ "
والثانية- حدثني عبد الله بن أبي الأسود حدثنا حميد بن الأسود ويزيد بن زريع قالا حدثنا حبيب بن الشهيد عن ابن أبي مليكة وفيها " فلم تكتبها؟ قال تدعها يا ابن أخي لا أغير شيئا منه من مكانه "
كما رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب العدد باب عدة الوفاة "أخبرنا أبو عمرو الأديب نا أبو بكر الإسماعيلي نا أبو جعفر أحمد بن الحسين بن نصر الحذاء نا علي بن المديني نا يزيد بن زريع نا حبيب بن الشهيد نا عبد الله بن أبي مليكة وفيها "فلم تكتبها أو تدعها قال يا بن أخي لا أغير شيئا منه من مكانه وفي رواية علي لم تكتبها
وقال ابن حجر في فتح الباري "لم تدعها " أي تتركها مكتوبة وهو شك من الراوي أي اللفظين وقع
وقال أيضا" إن السؤال كان "بصيغة الاستفهام الإنكاري، كأنه قال:لم تكتبها وقد عرفت أنها منسوخة؟ "
وقال أيضا " وفي جواب عثمان هذا دليل على أن ترتيب الآي توقيفي، وكأن عبد الله بن الزبير ظن أن الذي ينسخ حكمه لا يكتب، فأجابه عثمان بأن ذلك ليس بلازم والمتبع فيه التوقف وله فوائد منها ثواب التلاوة والامتثال، على أن من السلف من ذهب إلى أنها ليست منسوخة وإنما خص من الحول بعضه وبقي البعض وصية لها إن شاءت أقامت كما في الباب عن مجاهد لكن الجمهور على خلافه"
وقال أيضا "وهذا الموضع مما وقع فيه الناسخ مقدما في ترتيب التلاوة على المنسوخ وقد قيل إنه لم يقع نظير ذلك إلا هنا، وفي الأحزاب على قول من قال أن إحلال جميع النساء هو الناسخ، وقد ظفرت بمواضع أخرى منها في البقرة أيضا قوله "فأينما تولوا فثم وجه الله " فإنها محكمة في التطوع مخصصة لعموم قوله "وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره" كونها مقدمة في التلاوة ومنها في البقرة أيضا قوله تعالى "ما ننسخ من آية" على قول من قال إن سبب نزولها أن اليهود طعنوا في تحويل القبلة فإنه يقتضى أن تكون مقدمة في التلاوة متأخرة في النزول وقد تتبعت من ذلك شيئا كثيرا ذكرته في غير هذا الموضع ويكفى هنا الإشارة إلى هذا القدر"
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[22 Feb 2009, 11:06 م]ـ
أخي أبو الأشبال قولك "لابد من الانتباه لقضية أخرى وهي أن هناك آيات قد نسخت بحيث لم تكتب في المصحف"
إذا كنت تقصد به: أن عبد الله بن الزبير سأل عن تلك الآيات بالذات لعلمه أن بعض المنسوخ لا يكتب؛ فالسياق يحتمل ذلك أيضا
وإن كان المعنى الأول عندي أقرب
أخي الفاضل د. جمال الدين
يظهر أن الكلام محتمل فيحمل المتوهم على المحكم والواضح من كلام الصحابة رضي الله عنهم وعملهم، وهذا ما تعلمته من أستاذي، والأمر يحتاج إلى بحث وأنت أهل لذلك بإذن الله تعالى وفقك الباري.
والله أعلم وأحكم.