جزاكم الله خيرا وبارك فيكم أستاذ نايف
نحن بحاجة ـ بالفعل ـ إلى ذلك المنهج
ولكن لدينا إشكالية عظيمة جدا .. ألا وهي تحول وتحور وتبلور كافة المشروعات التربوية لتصير مشروعات علمية بحثية بحتة .. فلو دققت ربما ترى البعض من الدعاة أو المربين يؤمنون بتلك النظرية وربما يتباحثونها معك، بينما حينما تفحص بل تلقي نظرة عابرة على منهجهم التربوي الواقعي تراه لم يتغير عن مفاهيمه القديمة التي يسير عليها قبل أن يستنير عقله بتلك النظرية.
وحينما تأملت في سبب ذلك وجدت أنه (هول) القضية!
نعم، إن القرآن نزل لأحياء يتحركون في أرض الواقع، وهذا يعني أنه ـ أي القرآن ـ سيوجههم في حركتهم الواقعية وفعاليات حياتهم الواقعة بالفعل .. وهذا له (رهبة) عظيمة في النفوس .. القرآن كان يخاطب حول أحداق وربما بأسماء أصحاب الأحداث .. فقد كان طرفا في الاحداث ولكنه طرف توجيهي مستعل، وهذا لا يملك جمهور المعاصرين أن يعايشوه، لأنهم لم يصلوابعد لمرحلة من الجندية أن يخوضوا الواقع بالقرآن .. القرآن بصراحته ووضوحه وحسمه .. فنحن في عصر الاحتياط والمداراة وإلصاق قاعدة لا ضرر ولا ضرار بكل قضية أو دعوة وإجراء الحسنى حتى على لب الاعتقاد ومتن الشريعة وليس فقط في أسلوب أو سلوك الدعوة .. كذلك الأصل الآن هو الأمان وتجنب وقوع الاعتراض أو التعنيف أو الإيذاء من المخالفين. وهذا (كله) مخالف لما يستقرئه المرء من معايشته للقرآن وإنزاله على واقع الصحابة الذين نزل إليهم كطرف في معركتهم مع الباطل.
كذلك نحن في عصر تصور إمكان تجنب الخلافية الفكرية بنوع تعريض أو مداراة على طول الخط! وهذا خلاف كل شيء .. قرآن .. ومنطق .. وواقع .. فنتصور أن تقليل الفجوة ممكن .. وهنا أقول: لو أن الفجوة غير موجودة أو أنها صغيرة جدا فلماذا نزل القرآن إذا؟!
كنت في لقاء مع أحد الدعاة الأفاضل نناقش هذه القضية ـ وهو داع فاضل أحسبه من المخلصين والله حسيبه ـ
فقلت له: نحن يا شيخنا نظل نقول الواقع الواقع الواقع والتطبيق في الواقع ومعرفة الواقع .. إلخ ولكن نحن ضربنا لأنفسنا خطا أحمرا على الواقع لا نتجاوزه فكيف نظل نتكلم ونأمل أن نخوضه؟ فمثلا لو أردت الآن أن أتحدث عن الواقع وأن الداعية ينصح الشباب بالدعوة إلى الله في أرض الواقع .. فلماذا نجبن عن بيان الواقع لهذا الشاب؟ .. أخبره .. أخبره أن هناك أجهزة أمنية ستتعرض له بالقمع والضرب والتعذيب بالكهرباء .. كأحد إخواننا بالقاهرة في معرض الكتاب الأخير قام بالتصدي لحملات التنصير بالمعرض من خلال توزيع كتيبات دعوية على الخارجين من مكتبات النصارى .. فقبض عليه جهاز الأمن المصري وأودعه بالزنزانة وخرج بعدها بفترة .. ألا تخبر الشاب بـ (الواقع) الذي ينتظره؟ .. يخبره الداعية ويعلمه كيف يتعامل مع هذه المواقف .. ولكن الواقع أن هذه المناطق حولها خطوط حمراء لا يمكن القرب منها!
هذا هو أستاذ نايف .. إن الأمر أكبر بكثير من أن ندرك مجرد (الفكرة) .. إننا لابد وأن نتحرك منفذين تلك الفكرة .. وهنا يظهر الخطر وتنكشف القلوب .. فالقضية ليست علمية بحثية .. بل هي قضية إيمان ويقين وتعلق بالآخرة.
انظر إلى السور المكية في تربيتها للمؤمنين .. وانظر إلى العمل بحركتها التربوية في واقعنا ونحن في العالم 2009 هنا لن يثبت بالقرآن إلا من اختاره الله للثبات به وعليه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما رأيكم بكتاب قواعد التدبر الأمثل في هذا المضمار؟
ـ[احب الصالحين]ــــــــ[22 Feb 2009, 05:23 م]ـ
اخي الكريم
مرت بذهني خاطرة وانا اقرأ موضوعك المفيد فأحببت تقييدها بالكتابة
كتابين قرأتهما منذ زمن طويل وهما للكاتب
محمد منير الغضبان
المنهج التربوي للسيرة النبوية
المنهج الحركى للسيرة النبوية
فقد افدت منهما في حينها
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[22 Feb 2009, 07:43 م]ـ
الكتاب الثاني عرفت أنه جيد وهو في جدول القراءة إن شاء الله
ما دار نشره؟
ـ[احب الصالحين]ــــــــ[23 Feb 2009, 06:15 م]ـ
اخي الكريم
عهدي بالكتاب قديم
واشتريته من مكتبة طيبة في الرياض
ولكني وجدت رابطا يخبر ان ناشره دار المنار
اليك الرابط
http://www.daralzaman.com/bookdetail1.asp?bookid=2815&catid=3
ويمكن تحميله من الانترنت من عدة مواقع
ـ[عبد اللطيف الحسني]ــــــــ[23 Feb 2009, 06:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله تعالى وجزاكم خيرا, فهذا الموضوع حيوي وهام, لا بد من الاهتمام به.
دعائي
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[23 Feb 2009, 07:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله تعالى وجزاكم خيرا, فهذا الموضوع حيوي وهام, لا بد من الاهتمام به.
دعائي
هذا الموضوع هو عندي مشروع
لكني غير متعجل عليه .. لا لعدم حساسيته وأهميته؛ وإنما تعلمنا كذلك من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ألا نعجل وألا نسابق سنة الله الكونية .. فليأخذ كل مشروع حقه إن كنا نريده أن يكون مشروعا حقيقيا.
والحمد لله رب العالمين
¥