تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Feb 2009, 04:32 م]ـ

شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم لم يتعرضا للصرفة في كتبهما ولم يشيرا إليها من قريب ولا بعيد

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه (الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح) 5/ 429: (ومن أضعف الأقوالِ - أي في إعجاز القرآن - قول من يقول من أهل الكلام: إنه معجز بصرف الدواعي مع تمام الموجب لها، أو بسلب القدرة التامة، أو بسلبهم القدرة المعتادة في مثله سلباً عاماً، مثل قوله تعالى لزكريا: ( ... آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليالٍ سويا) وهو أن الله صرف قلوب الأمم عن معارضته مع قيام المقتضي التام فإن هذا يقال على سبيل التقدير والتنزيل، وهو أنه إذا قدر أن هذا الكلام يقدر الناس على الإتيان بمثله، فامتناعهم جميعهم عن هذه المعارضة مع قيام الدواعي العظيمة إلى المعارضة من أبلغ الآيات الخارقة للعادات ... الخ).

وهذا يدل على أن ابن تيمية يرد القول بالصرفة ويعتبره من اضعف ما قيل في بيان وجه الإعجاز، غير أنه يقبله في كلامه السابق على سبيل التنزل مع المخالف. ولعل عبارة (التنزيل) التي لونتها بالأحمر هي في المخطوطة (التنزل) ولم تقرأ بشكل جيد، أو أن معناهما متقارب.

ولذلك قال ابن تيمية في آخر كلامه ص 431: (فهذا غاية التنزل، وإلا فالصواب المقطوع به أن الخلق كلهم عاجزون عن معارضته، لا يقدرون على ذلك، ولا يقدر محمد صلى الله عليه وسلم نفسه من تلقاء نفسه على أن يبدل سورة من القرآن، بل يظهر الفرق بين القرآن وسائر كلامه لكل من له أدنى تدبر ... الخ)

فهذا يا دكتور جمال حديث متصل قيم لابن تيمية عن الصرفة في كتابه الجواب الصحيح.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Feb 2009, 04:40 م]ـ

وبالمناسبة فإنَّ من أفضل من تعرض للحديث عن الصرفة ممن اطلعتُ على كلامه من المعاصرين مؤخراً ما كتبه الدكتور جمال الدين عبدالعزيز شريف وفقه الله في كتابه القيم (نظريات الإعجاز القرآني) وهو رسالته للدكتوراه. وقد نشره معهد إسلامية المعرفة بجامعة الجزيرة بالسودان.

جزاه الله خيراً.

ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[26 Feb 2009, 05:25 م]ـ

أشكر الدكتور عبدالرحمن الشهري على هذه المعلومة القيمة من كتاب ابن تيمية "الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح" والحق أنني بحثت في كتب ابن تيمية وابن القيم ونسيت هذا الكتاب المهم؛ وبهذا يثبت أن شيخ الإسلام يرفض الصرفة ويقول بإعجاز الإخبار بالغيوب بشكل منفصل بعيد عنها كما أشكر الأخ نزار حمادي على عزو القول الذي ذكره ابن كثير إلى مصدره "الرازي" لكن الفول الذي نقله ابن كثير هو " وقد قرّر بعض المتكلّمين الإعجاز بطريق يشمل قول أهل السنة وقول المعتزلة في الصّرفة؛ فقال إن كان هذا القرآن معجزا في نفسه لا يستطيع البشر الإتيان بمثله ولا في قواهم معارضته فقد حصل المدعى؛ وهو المطلوب، وإن كان في إمكانهم معارضته بمثله ولم يفعلوا ذلك - مع شدة عداوتهم له -كان ذلك دليلا على أنه من عند الله؛ لصرفه إياهم عن معارضته مع قدراتهم على ذلك " أهـ

لكن أليس هذا هو تعليق ابن كثير على مانقله "وهذه الطريقة وإن لم تكن مرضية - لأن القرآن في نفسه معجز لا يستطيع البشر معارضته كما قررنا - إلا أنها تصلح على سبيل المجادلة والمنافحة عن الحق "

وهل وردت هذه العبارة أو ما هو في معناه في كلام الرازي

ـ[نزار حمادي]ــــــــ[26 Feb 2009, 06:53 م]ـ

وهل وردت هذه العبارة أو ما هو في معناه في كلام الرازي

الفخر الرازي مصدر لكثير من الأئمة ومنهم ابن كثير وحتى أشياخه.

وابن كثير يحاكي كلام الفخر الرازي الذي قال في مقام إثبات نبوة ورسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بعد أن قرر إعجاز القرآن بفصاحته وعلو شأنه: وَهَبْ أَنَّ بَعْضَهُمْ نَازَعَ فِي كَوْنِهِ بَالِغاً فِي الكَمَالِ إِلَى حَدِّ الإِعْجَازِ. اهـ. ثم ساق القول بالصرفة على سبيل التنزل لبيان أن القرآن معجز من كل الوجوه.

ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[26 Feb 2009, 07:56 م]ـ

أخي نزار حمادي

ذكرت في مداخلتي عند نقل قول ابن كثير احتمالين

1 - ولم أعلم أن أحدا من أهل السنة داخل مدرسة ابن تيمية قد قال بالصرفة على النحو الذي قال به النظام،لكن ابن كثير قبل الصّرفة بتحفّظ شديد وعدّها –مع كونها غير مقبولة لديه-وجها يصلح للدفاع به عن القرآن وإعجازه، وهذا يدل السياق الذي أورده ابن كثير عليه

2 - وربما كان ناقلا لهذا القول فحسب

وتعليقك الأخير قد رجح الاحتمال الثاني

جزاك الله خيرا

ـ[شهاب الدين]ــــــــ[26 Feb 2009, 11:49 م]ـ

السلام عليكم و بعد

وقفت على كلام للشيخ أبو زهرة - رحمه الله - بواسطة كتاب " مباحث في الإعجاز " للدكتور مسلم يذكر فيه الأساس الذي بني عليه ابن حزم - رحمه الله - مقولته حول الصرفة و نص الكلامه هو: " ... و إنما يفسر قوله بالصرفة تمشيا مع مبدئه في عدم جواز تعليل كلام الله و شرعه , فقد ألزم نفسه بالأخذ بظاهر النصوص من غير تعليل , فالإتجاه إلى تعليل الإعجاز الوارد في قوله تعالى (فإن لم تفعلوا و لن تفعلوا) و غيرها من الآيات بأن السبب فيه بلاغته التى علت عن طاقة العرب , يعد هذا تعليلا , و هو من باب الرأي الذي ينفيه " انتهى

هل من تعليق؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير