تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يرى الحس الأمواج تصطخب فوق أديم الأرض , وهي في حكم العقل أمواج من سرابٍ خادعٍ لا تملأ ملعقة , فأي الحقيقتين هي النهار الحسية أم العقلية؟؟

]

وأنا أقول لك الحس يرى سراباً ولا يرى أمواجا،لا ما يملأ ملعقة ولا أقل من ملعقة. الإشكال لو أنه يرى أمواجا حقيقية مضطربة ثم تأتي إليه وتقول إنه هذه أمواج ساكنة لا تتحرك فعليك حينها أن تثبت لها ذلك وتقول إنك قد وقعت في وهم الحس.

ثم تقول:

ويرى الحس الميت محض جثة جامدة هامدة , وهي لم تزل في حكم العقل متغيرة متحللة لعناصرها الأولى فأي الحقيقتين هي النهار الحسية أم العقلية؟؟

ويرى الحس اللحد على قدّ الميت , وهو في حسابات القلب روضة فسيحة من رياض الجنة أو هو في حسابات القلب حفرة من النار أضيق مما يراه الحس , فأي الحقيقتين هي النهار الحسية أم القلبية؟؟!

]

وأنا أقو لك الجثة والتحلل كلاهما حقائق حسية والعقل فقط بحث عن سر التحلل.

وكذلك كون اللحد على قد الميت فهو حقيقة حسية، ولا منافاة بينه وبين الحقيقة الإيمانية.

ثم تواصل فتقول:

ويرى الحس النجوم تتلألأ نورا , وهي في العقل أجرام سماوية مظلمة لولا انعكاس ضوء الشمس ما أنارت ولا تلألأت , فأي الحقيقتين هي النهار الحسية أم العقلية؟؟!

ويرى الحس البدر كأنه قرص من الفضة صقيل , ومن ذلك شبهوا الحبيبة بالبدر , وهو في عين الراصد الفلكي كوكب أرضه فيها الحفر والأخاديد والنتوءات , كجلد الأجرب , فأي الحقيقتين هي النهار الحسية أم العقلية؟؟!

]

أما هذه فهي من جنس ما نحن بصدده وأقول لك هات برهانك على أن النجوم والقمر هم على ما ذكرت من الأوصاف قبل أن تجعل منها حقائق عقلية.

ثم تواصل مقطوعتك الرائعة فتقول:

ويرى الحس وجه الميت ساكنا كوجه التمثال , وهو في حكم القلب يتقلب في أعطاف النعيم أو يشوى على جمر الجحيم , فأي الحقيقتين هي النهار الحسية أم القلبية؟؟

]

وأنا أقول وجه الميت ساكن كوجه التمثال حقيقة حسية صادقة لا ينفيها حقيقة ما هو فيه من النعيم أو الجحيم.

ثم تستمر في ضرب الأمثلة:

ويهبط الحجر فلا يزيد الحس على أن رأى حجرا هبط , ولعله هبط في حسابات القلب من خشية الله فأي الحقيقتين هي النهار؟ الحسية أم القلبية؟؟!

]

فأقول:كون الحجر قد يكون هبط من خشية الله لا ينافي حقيقة هبوطه الحسي.

أما قولك:

ويرى الحس الأرض منبسطة أمامه فيقطع أنها مستوية وهي في العقل كروية أو دحيوية بمعنى أدق , فأي الحقيقتين هي النهار الحسية أم العقلية؟؟

]

وأنا أقول لك لا تنافي بين الحقيقتين فلأولى ثابتة بالحس وبالخبر على المعنى الصحيح المراد في كتاب الله، والثانية ثابتة بدليل العقل ومفهوم النص والحمد لله رب العالمين.

ثم تقول:

ثم إن كانت المسألة واضحة كالنهار كما تدعي , فلم لم تسعفنا بمخطط فلكي –مخطط واحد فقط- ولو افتراضي!! يرينا دوران الشمس حول الأرض؟؟! وأعيدها لك -وقلتها سلفا- لا تأتي به ولن تأتي به ولو كان بعضكم لبعض ظهيرا , وأنا على استعداد أن أهديك إلى مخطط بل عشرات المخططات على الشبكة تريك صدق مذهبي , بل هنالك مقاطع فديو حية تصور حركة الأرض , ولكنك أخي الحبيب لا تريد إلا ما تريد ..

]

وأنا أقول لك ما قلت لك سابقاً هات برهانك من قولك أو من منقولك على أن الأرض هي التي تدور حول الشمس.

أما حركة الأرض فليس هو موضع نقاشنا كما سبق وأن أوضحنا لك وقلنا لك أن الأدلة من القرآن محتملة ونحتاج إلى مرجح فقط.

أما المخططات فنقول لك أثبت العرش ثم انقش. أثبت صحة المخططات أولاً ثم استدل كيفما تشاء.

ثم تواصل مستنجدا بالغزالي رحمه الله تعالى لما أعيتك الحيل فتقول:

دع كلامي واسمع للغزالي يرحمه الله ماذا يقول في المنقذ من الضلال

" فانتهى بي طول التشكيك إلى أن لم تسمح نفسي بتسليم الأمان في المحسوسات ومن أين الثقة بها وأقوى الحواس حاسة البصر , وهي تنظر إلى الظل فتراه واقفا غير متحرك , وتحكم بنفي الحركة , ثم بالتجربة [طبعا يقصد المتابعة العقلية] والمشاهدة بعد ساعة تعرف أنه متحرك , وأنه لم يتحرك دفعة بغتة , بل على التدريج ذرة ذرة حتى لم تكن له حالة وقوف.

وتنظر إلى الكوكب فتراه صغيرا في مقدار دينار , ثم الأدلة الهندسية [طبعا يعني العقلية] تدل على أنه أكبر من الأرض في المقدار.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير