تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

2 - اختلاف تصريف الأفعال بين ماضي ومضارع وأمر، مثاله قوله تعالى: (فقالوا ربنا باعِد بين أسفارنا) هذا فعل طلب (باعِد) يطلبون الله أن يباعد بين أسفارهم لبطرهم، فهم ملّوا قرب الأسفار. وفي القراءة الأخرى (ربُنا باعَدَ بين أسفارنا) فهم جحدوا هذه النعمة وأخبروا بضدها بَاعَدَ – فعل ماضي. وفي القراءة الثالثة (ربُنا بعَّد بين أسفارنا) ما الفرق بين (بعَّدَ) و (بَاعَدَ)؟ بعّد فيها تشديد، وزيادة المبنى لزيادة المعنى، كأنهم يقولون: بينها بعد كثير.

3 - اختلاف وجوه الإعراب، و مثاله (ذو العرش المجيدُ) وفي القراءة الثانية: (ذو العرشِ المجيدِ) فالمجيد في القراءة الأولى تكون عائدة إلى الله تعالى، فهو موصوف بأنه مجيد، لأنها جاءت مرفوعة، وفي القراءة الأخرى: (ذو العرش المجيدِ) فالعرش مجرور لأنه مضاف إليهِ، وصار (المجيد) بهذه القراءة صفة للعرش .. فهذا اختلاف وجوه الإعراب. ومن ذلك أيضا قوله تعالى: (فتلقى آدمُ من ربه كلماتٍ) فآدم هو المتلقي، والكلمات المُتلقَّى. وفي القراءة الثانية المتواترة: (فتلقى آدمَ من ربه كلماتٌ) فالكلمات هي التي تلقت آدم عليه الصلاة والسلام.

4 - الاختلاف في النقص والزيادة، وكله من كلام الله الذي تكلم به وأنزله على نبيه صلى الله عليه وسلم، فلم ينقصها ولم يزدها أحد من البشر، فكلُّه في المُنزّل، فهذا وجه، وهذا وجه. مثاله: الله عز و جل يقول في سورة براءة (تجري من تحتها الأنهار) وفي القراءة الأخرى: (تجري تحتها الأنهار) في نفس الآية .. ومن ذلك قوله تعالى (وما خلق الذكر والأنثى) وفي قراءة غير متواترة (والذكر والأنثى) فهذا فيه زيادة ونقص من هذا الوجه.

5 - الاختلاف في التقديم والتأخير، ومثاله: (وجاءت سكرة الموت بالحق) وفي قراءة غير متواترة: (وجاءت سكرة الحق بالموت).

6 - الاختلاف في الإبدال، فتُبدل كلمة مكان كلمة، كقول الله عز وجل: (وانظر إلى العظام كيف ننشزها) وفي القراءة الأخرى: (كيف ننشرها) بالراء .. ومن ذلك قوله تعالى: (وطلح منضود) و في غير المتواتر: (وطلع منضود) بالعين.

7 - اختلاف اللهجات واللغات بالفتح والإمالة والترقيق والتفخيم والإظهار والإدغام .. فمثلاً الله عز وجل يقول: (وهل أتاك حديث موسى) وبالإمالة (وهل أتيك حديث موسى) ومن ذلك (بلى قادرين على أن نسوي بنانه) بالإمالة وتركها، فهذا في الأداء.

ثالثاً: روايات حديث الأحرف السبعة:

النبي صلى الله عليه وسلم صحّ عنه أحاديث في أن القرآن أُنزل على سبعة أحرف، وهذه الأحاديث رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوٌ من عشرين صحابياً منهم:عمر، وعثمان،وعلي، وأبي بن كعب، وعبد الله بن مسعود، وأبو هريرة، ومعاذ، وهشام بن حكيم، وابن عباس، وعمرو بن العاص، وحذيفة، وعبادة، وسليمان بن صُرد، وأبو بكرة، وأبو طلحة الأنصاري، وأنس بواسطة أُبي، وسمرة بن جندب، وأبو جهيم الأنصاري، وعبد الرحمن بن عوف، وأم أيوب.

*الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف: هناك حكم كثيرة، منها:

1 - التيسير على الأمة .. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل – عليه السلام - لما أقره على حرف: إن أمتى لا تطيق ذلك. فقال: اقرأ القرآن على حرفين – ثم استزاده النبي صلى الله عليه وسلم حتى بلغ سبعة أحرف – فهذا تخفيف ... وتصور الآن الناس في ذلك الوقت بمختلف لهجاتهم وقد شاب الواحد منهم على لهجة معينة لا يستطيع أن ينطق بغيرها .. وأردت أن تصلح لسانه بنطق الكلمات على الوجه الذي لم يعهده!! ومن ثم فإن الأحرف الستة الباقية ما نزلت إلا في المدينة لكثرة الداخلين في الإسلام، بينما في مكة كان النبي صلى الله عليه وسلم بين قريش وهم أفصح العرب، فنزل القرآن بحرف قريش.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير