تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والفعلة التي من أجلها استحق قوم هود الهلاك واللعنة في الدنيا والآخرة لم تكن هي مجرد تقديم الشعائر التعبدية لغير الله. . فهذه صورة واحدة من صور الشرك الكثيرة التي جاء هود ليخرجهم منها إلى عبادة الله وحده - أي الدينونة له وحده -

إنما كانت الفعلة النكراء التي استحقوا من أجلها ذلك الجزاء هي:

جحودهم بآيات ربهم ,

وعصيان رسله.

واتباع أمر الجبارين من عبيده:

(وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم , وعصوا رسله , واتبعوا أمر كل جبار عنيد). كما يقول عنهم أصدق القائلين الله رب العالمين. .

وجحودهم بآيات ربهم إنما يتجلى في عصيان الرسل , واتباع الجبارين. . فهو أمر واحد لا أمور متعددة. .

ومتى عصى قوم أوامر الله المتمثلة في شرائعه المبلغة لهم من رسله بألا يدينوا لغير الله. ودانوا للطواغيت بدلا من الدينونة لله ; فقد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله ; وخرجوا بذلك من الإسلام إلى الشرك - وقد تبين لنا من قبل أن الإسلام هو الأصل الذي بدأت به حياة البشر على الأرض ; فهو الذي نزل به آدم من الجنة واستخلف في هذه الأرض ; وهو الذي نزل به نوح من السفينة واستخلف في هذه الأرض. إنما كان الناس يخرجون من الإسلام إلى الجاهلية , حتى تأتي إليهم الدعوة لتردهم من الجاهلية إلى الإسلام. . وهكذا إلى يومنا هذا. .

والواقع إنه لو كانت حقيقة العبادة هي مجرد الشعائر التعبدية ما استحقت كل هذا الموكب الكريم من الرسل والرسالات , وما استحقت كل هذه الجهود المضنية التي بذلها الرسل - صلوات الله وسلامه عليهم - وما استحقت كل هذه العذابات والآلام التي تعرض لها الدعاة والمؤمنون على مدار الزمان!

إنما الذي استحق كل هذا الثمن الباهظ هو إخراج البشر جملة من الدينونة للعباد. وردهم إلى الدينونة لله وحده في كل أمر وفي كل شأن ; وفي منهج حياتهم كله للدنيا والآخرة سواء.

إن توحيد الألوهية , وتوحيد الربوبية , وتوحيد القوامة , وتوحيد الحاكمية , وتوحيد مصدر الشريعة , وتوحيد منهج الحياة , وتوحيد الجهة التي يدين لها الناس الدينونة الشاملة. . . إن هذا التوحيد هو الذي يستحق أن يرسل من أجله كل هؤلاء الرسل , وأن تبذل في سبيله كل هذه الجهود ; وأن تحتمل لتحقيقه كل هذه العذابات والآلام على مدار الزمان. . لا لأن الله سبحانه في حاجة إليه , فالله سبحانه غني عن العالمين. ولكن لأن حياة البشر لا تصلح ولا تستقيم ولا ترتفع ولا تصبح حياة لائقة "بالإنسان" إلا بهذا التوحيد الذي لا حد لتأثيره في الحياة البشرية في كل جانب من جوانبها.

(في ظلال القرآن)

ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[05 Apr 2009, 04:44 ص]ـ

ـ ما آليات الجهاد بالقرآن الكريم؟

أملي أن نثمر نقاشا يدور في ضور الجهاد بالقرآن الكريم به نقدم شيئا لأمتنا التي تداعت عليها الأكلة.

والله الموفق.

جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل على هذا الطرح الموفق لهذا الموضوع المهم، خاصة في ظل هذا الواقع الأليم لأمتنا الإسلامية عموما، والعربية -منبع رسالتها- خصوصا، في زمن الموات العربي والإسلامي كما تفضلت، وأحسب أن من أهم آليات الجهاد بالقرآن فيما يتعدى جهاد النفس الذي هو بمثابة اللبنة الأولى للجهاد الحقيقي، ومن منطلق أن صميم الجهاد بالقرآن هو العمق الاستراتيجي للدعوة عموما، فإن من أهم آليات الجهاد بالقرآن مايختزله قوله سبحانه (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} النحل125. والله أعلم.

ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[15 May 2009, 07:58 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.

أما بعد:

لقد فكرت في الموضوع الطيب، وخرجت بالتالي، فإن كان صوابا فمن الله، وإن كان خطأ فمني ومن الشيطان.

1 - قال تعالى:

{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ... } (البقرة:185)

ورد في تفسير الجلالين:

" (هدى) حال هاديا من الضلالة (للناس وبينات) آيات واضحات (من الهدى) مما يهدي إلى الحق من الأحكام (و) من (الفرقان) بما يفرق بين الحق والباطل. " أهـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير