تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لماذا؟

- يصف الله الجبال بصفات مادية ذاتية تدل على القوة والثبات والرسوخ، والظهور، والشهرة، والامتلاء بالخير، وتثبيت الغير ... وتدل على أنها أعظم آيات الله على الأرض مع البحر، ومن صفتها أنها: رواسي، شامخات، نصبت، وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم، ومن الجبال أكناناً، ... (يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال .. ) فذكر الجبال في أول آيات الأرض الساجدات لله ..

- لاح لي أن كل غموض قبيح شكلا ومضموناً، إلا غموضات الجبال فهي دالة على العظمة، أقصد بغموضات الجبال الكهوف والمغارات والأكنان بوجه عام.

- من عظمة الله في الجبل أنه رغم ارتفاعه إلا أنه ممتلئ ماء كالخزان الضخم، بخلاف السهول فقد يحفر الإنسان ولا يجد شيئاً.

- يصفها بصفات معنوية حيوية، فليست ميتة، فهي، على جماديتها، منفعلة عابدة لله خاشعة متصدعة من خشيته، منقادة إليه (فأبين أن يحملنها .. )، (تجلى ربه للجبل جعله دكاً)، (وإذ نتقنا الجبل ... )، (ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفاً)، (وإذا الجبال سيرت / بعثرت / كانت سراباً)، (وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة) .. عظمة تتواضع أمام عظمة الله!! وهذا تقريع شديد للإنسان!! .. سبحانك يا عظيم!!

- يشبهها الله سبحانه في مثلث بديع مختلف متباعد لكنه على تباعده متشابه معاً، يدل على بديع الصنعة: الجبال، والسفن، والسحاب: فالجبال كالفلك الرواسي، والجواري في البحر كالأعلام وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب، وينزل من السماء من جبال فيها من برد) وأوجه الشبه تأتي بالتأمل وليس ببعيدة.

- ولأنها تدل على أنها أعظم آيات الله مع البحر فالانطلاق منها والإلمام بها إلمام بسبب من أسباب عظمة الله، ولذا كانت المرتفعات الأرضية دائماً تلازم النبيء محمداً صلى الله عليه وسلم حتى بعد البعثة مع اختلاف في نوع العلاقة: أبو قبيس، حراء، الأخشبين، صخرة بيت المقدس (المعراج)، ثور، مرتفعات المدينة، أحد، تبوك، عرفة، يا سريةُ الجبل.

- المعيشة في الجبال قاسية جادة وأهلها أصحاء أشداء، لا مجال فيها للميوعة، والداعية ثابت كالجبل راسخ وقور حافظ أسرار ينفجر ماء يؤوي الخائفين يرفعهم على رأسه وهو مع ذلك يتصدع من خشية الله تعالى ويسير مع القرآن حقيقة وحكماً: (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال ... )، ويحذر من الأعداء حقيقة وحكماً (وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال .. ).

- الدعوة الإلهية لم تستثن أحداً من خلق الله حتى أولئك المنقطعين في شواهق الجبال، هم أول من استهدفتهم دعوة الله، وهؤلاء أنبئاء الله الذي مروا على ذرا الجبال خير شاهد.

والله تعالى أعلم.

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[06 Jul 2010, 02:19 م]ـ

ما شاء الله لا قوة إلا بالله، استنباطات جميلة وتأملات قيمة بارك الله بكم جميعاً.

فيما يتعلق برسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم ورد في خاطري أنه صلى الله عليه وسلم قبل الدعوة كان يلجأ إلى الجبل القوي الصلب الشاهق يرتفع به عن هذه الدنيا المتمثلة في الصحراء الواسعة فيتأملها من بعيد ويتفكر فيها وفي الكون -ونحن يعلم أنه كلما اتسعت دائرة الروية اتسعت الأفكار والمدارك - ولجوؤه صلى الله عليه وسلم للجبل رمز القوة والعظمة لأنه لم يكن له ملجأ قوي سواه يحتمي به من بطش كفار قريش بينما بعد البعثة وبعدما أيقن عليه الصلاة والسلام أن لا ملجأ له إلا الله سبحانه وتعالى خالق الأرض والسماء وما فيهن ومن فيهن صار الجبل يهتز تحت وقع أقدامه فقال صلى الله عليه وسلم مخاطباً جبل أُحد "اثبت أُحد"، فهذا الجبل رمز القوة والتمكين ما عاد كذلك بعد البعثة بل وكأنه هو الذي صار يلتجئ إلى النبي عليه الصلاة والسلام ويرتجف لوقع أقدامه.

مجرد استنباط خطر في بالي فأرجو التصحيح إن تجاوزت.

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[06 Jul 2010, 02:36 م]ـ

بارك الله بك أختاه على هذه الإضافات. ما تقولينه طيب وفيه نكتة بليغة. وهو ليس من الاستنباطات قدر ما هو ظلال وارفة تحت المعنى الإجمالي العام تضيف تصوراً للموقف فيه عبرة لا تخرج عن النص ولا تقيدها مناسبة.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير