قال الحافظ ابن حجر: بعد أن عرفت الواسطة وهو ثقة فلا ضير.
أحوال مشايخ علي بن أبي طلحة الذين أخذ عنهم:
الأول: مجاهد ابن جبر: وهو ثقة إمام ثبت
الثاني: القاسم بن محمد بن أبي بكر: ثقة أحد الفقهاء السبعة بالمدينة
الثالث: راشد بن سعد المقرئ ثقة يرسل.
الرابع: محمد بن زيد بن عمر بن الخطاب: ثقة.
الخامس سعيد بن جبير ثقة إمام ثبت
السادس: عكرمة وهو ثقة جليل.
الرواة عن علي بن أبي طلحة لهذا التفسير:
*معاوية بن صالح بن حدير:
قال الذهبي: روى معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس نفسه فذكر تفسيرا في جزء كبير. تاريخ الإسلام (9/ 227).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وهذا التفسير ثابت عن عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن ابي طلحة الوالبي, لكن يقال: إنه لم يسمع التفسير عن ابن عباس.
حال معاوية:
قال أبو حاتم صالح الحديث حسن الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به.
ووثقه الجمهور, ولم يرضه يحيى بن سعيد القطان
وقال الترمذي: ثقة عند أهل الحديث ولا نعلم أحدا تكلم فيه غير يحيى بن سعيد القطان.
قال ابن عدي: ما أرى بحديثه بأسا وهو عندي صدوق إلا أنه يقع في حديثه إفرادات.
وقال الذهبي في: (من تكلم فيه وهو موثق) صدوق.
فالخلاصة أن حديثه في درجة الحسن.
*الراوي عن معاوية بن صالح هو عبد الله بن صالح كاتب الليث.
حال عبد الله بن صالح كاتب الليث:
حاصل ما قاله الذهبي في السير (10/ 405):قد شرحت حاله في الميزان وليناه, وبكل حال فكان صدوقا في نفسه من أوعية العلم أصابه داء شيخه ابن لهيعة وتهاون بنفسه حتى ضعف حديثه ولم يترك بحمد الله , والأحاديث التي نقموها عليه معدودة في سعة ما روى.
وقال الحافظ ابن حجر في التقريب: صدوق كثير الغلط ثبت في كتابه وكانت فيه غفلة. اهـ
وبالنسبة لكتابه: فقد أفسده عليه جاره
قال ابن حبان: وكان في نفسه صدوقا يكتب لليث بن سعد الحساب وكان كاتبه على الغلات وإنما وقع المناكير في حديثة من قبل جار له رجل سوء سمعت بن خزيمة يقول كان له جار بينه وبينه عداوة فكان يضع الحديث على شيخ عبد الله بن صالح ويكتب في قرطاس بخط يشبه خط عبد الله بن صالح ويطرح في داره في وسط كتبه فيجده عبد للله فيحدث به فيتوهم أنه خطه وسماعه فمن ناحيته وقع المناكير في أخباره. المجروحين لابن حبان (2/ 40)
وهذا الرجل الذي كان يدخل في حديث أبي صالح ما ليس منه هو خالد بن أبي نجيح, قال أبو زرعة: كان يضع في كتب الشيوخ ما لم يسمعوه.
فالخلاصة: أنه ضعيف يصلح في الشواهد والمتابعات.
فالخلاصة أن طريق أبي صالح كاتب الليث قد اختلف في قبولها وردها على قولين:
الأول: قبولها
قال النحاس بعد ذكره لهذه الطريق: والذي يطعن في إسناده يقول ابن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس وإنما أخذ التفسير عن مجاهد وعكرمة.
قال: وهذا القول لا يوجب طعنا لأنه أخذه عن رجلين ثقتين وهو في نفسه ثقة صدوق وقد حدثني أحمد بن محمد الأزدي قال سمعت علي بن الحسين يقول سمعت الحسين بن عبد الرحمن بن فهم يقول سمعت أحمد بن حنبل رحمه الله يقول بمصر كتاب التأويل عن معاوية بن صالح لو جاء رجل إلى مصر فكتبه ثم انصرف به ما كانت رحلته عندي ذهبت باطلا. الناسخ والمنسوخ للنحاس ص (75)
وقال الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 279): بعد ذكر أثر عن ابن عباس من طريق علي ابن أبي طلحة: وإن كان خبرا منقطعا لا يثبت مثله غير أن قوما من أهل العلم بالآثار يقولون إنه صحيح وإن علي بن أبي طلحة وإن كان لم يكن رأى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فإنما أخذ ذلك عن مجاهد وعكرمة مولى بن عباس رضي الله عنهما.
قال السيوطي في الإتقان (2/ 496):وقد ورد عن ابن عباس في التفسير ما لا يحصى كثرة وفيه روايات وطرق مختلفة فمن جيدها طريق علي بن أبي طلحة الهاشمي عنه.
قال أحمد بن حنبل بمصر صحيفة في التفسير رواها علي بن أبي طلحة لو رحل رجل فيها إلى مصر قاصدا ما كان كثيرا
أسنده أبو جعفر النحاس في ناسخه
وقال ابن حجر وهذه النسخة كانت عند أبي صالح كاتب الليث رواها عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس
وهي عند البخاري عن أبي صالح وقد اعتمد عليها في صحيحه كثيرا فيما يعلقه عن ابن عباس
وأخرج منها ابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر كثير بوسائط بينهم وبين أبي صالح. اهـ
القول الثاني: رد هذه الطريق
قال الذهبي في تاريخ الإسلام في ترجمة علي بن أبي طلحة: قال أبو أحمد الحاكم: ليس ممن يعتمد على تفسيره الذي يروي عن معاوية عنه. اهـ
كذلك الخليلي في الإرشاد بعد إيراده لهذه الطريق أتبعها بقوله: أجمع الحفاظ على أن ابن أبي طلحة لم يسمعه من ابن عباس. وهذا تضعيف ظاهر.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في الرد على البكري (1/ 74): و منهم من إسناده في التفسير عن ابن عباس منقطع وهو في نفسه ثقة .. فذكرهم ... إلى أن قال: و علي بن أبي طلحة الوالبي لم يسمع من ابن عباس.
وكذلك الشيخ الألباني رحمه الله في الإرواء (5/ 60): فبعد إيراده لأثر من هذه الطريق قال: وهذا سند ضعيف: عبد الله بن صالح فيه ضعف وعلي بن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس.
وقال في موضع آخر بعد إيراده لأثر من هذا الطريق: سكت الحافظ عن حديث ابن عباس هذا ولعل ذلك لوضوح علته فإن علي بن أبي طلحة هذا صدوق قد يخطيء أرسل عن ابن عباس ولم يره كما قال الحافظ نفسه في (التقريب) فالحديث بهذا السياق ضعيف لانقطاعه. انظر الثمر المستطاب ص (838).
وكذلك كان شيخنا مقبل الوادعي رحمه الله على تضعيف هذه الطريق
والذي يظهر والله أعلم أن هذه الطريق لا يحتج بها لما ذكر سابقا والله أعلم.
¥