تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وكان هؤلاء السادة بحكم ثقافتهم ونشأتهم، وبقوة نفوذ الحكومة الإنجليزية السياسي، وكون الحضارة الغربية في نظرهم قضية لا تقبل نظراً ولا جدالا، وكونها آخر ما وصل إليه العلم البشري، العقل البشري لا يفكرون في نقد الحضارة الغربية وقيمها ومفاهيمها ومناقشتها، فضلا عن أن يفكروا في هجوم أو تحدِّ.اهـ

ويستطرد الأستاذ أبو الحسن قائلاً:

" وكان هذا الكتاب الذي أتحفت به في البلد الأمين مفاجأةً لي فيما يختص بالمكتبة العربية الحديثة، وكأنما وجدت ضالتي واكتشفت شيئاً مجهولاً أو مفقوداً، إن مؤلفه تحرر من هذا الأسلوب الاعتذاري ... وفضل أسلوب الهجوم أو مواجهة الفكرة الغربية ـ بمعناها الواسع ـ وجهاً لوجه ".اهـ

ثم ذكر مقابلته له رحمهما الله وأردف قائلاً:

" وأكثر ما أعجبني في هذا الكتاب، هو ثقة المؤلف بصلاحية رسالته التي يؤمن بها، وخلودها وتفوقها، وأنها هي الرسالة الوحيدة التي تسعد بها البشرية، وإن كنت وجدت في هذا الكتاب مالم أستطع أن أوافق مؤلفه عليه وتمنيت لو خلا هذا الكتاب من المآخذ القليلة، وأكثر المؤلف الفاضل من تمحيص هذه الآراء، وكان أرق وألطف مع هذه الشخصيات التي أكرمها الله بصحبة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (1) والكمال لله وحده والعصمة لرسوله صلوت الله وسلامه عليه.


(1) هامش كتاب شخصيات وكتب وفيه: " وقد شعر الأستاذ سيد قطب نفسه بهذه الضرورة فأحدث تعديلاً فيما كتبه عن سيدنا عثمان وظهر في الطبعات الأولى من كتابه، وحذف بعض العبارات كما يظهر من المقارنة بين الطبعات الأولى والأخيرة.
(*) من كتاب " شخصيات وكتب" للندوي
================================
وبعد ألا يدل هذا على رجوع الأستاذ سيد عن موقفه من عثمان كما هو مبين:
(1) في رده على الزمخشري في " الظلال"
(2) في رجوعه وتعديل ما كتب في كتابه " العدالة الإجتماعية "
(3) دفاع أبو الحسن الندوي وتأييده لرجوع سيد عن موقفه
فاللهم اغفر لنا ولحينا ولميتنا

ـ[شاكر]ــــــــ[21 Mar 2009, 05:48 ص]ـ
أخانا الفاضل أبا الفداء
جزاك الله مرة ثانية وثالثة ويضاعف الله تعالى لمن يشاء أضعافا كثيرة.

أُضيف لما تفضلتم به فصل " جيل قرآني فريد " في كتابه (معالم في الطريق.)

رحم الله الإمام الندوي ورحم الله صاحب الظلال فكما تفضلتم كانا ممن وضعوا الغرب في موقع المدافعين وليس الإسلام.

وقد علمت أن أحد " المدافعين" عن الإسلام كتب رسالة بعنوان (الإسلام والحضارة) يحاول أن يثبت أن الإسلام لا يتعارض مع الحضارة أو شيئا من هذا القبيل. فرد عليه سيد قطب رحمه الله برسالة بعنوان بل " الإسلام هو الحضارة" لكني لم أحظى بقرائتهما. فمن توفرت عنده الرسالتان فليكرمنا بنشرهما.

وأخيرا، إذا كان سيد قطب رحمه الله اختار حبل المشنقة على أن يعتذر لحاكم مصرـ مع الإكراه ـ فكيف لمثله أن يتعذر للغرب وثقافته؟!

نسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبل منه ما قدم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير