والأُمَّةُ: الحينُ. قال تعالى: " وادَّكَرَ بعد أُمَّةٍ " وقال تعالى: " ولئن أخَّرْنا عَنْهُمُ العَذابَ إلى أُمَّة مَعدودة " والإِمّةُ بالكسر: النعمة. والإمَّةُ أيضاً: لغةٌ في الأُمّةِ، وهي الطريقةُ والدينُ. الصحاح في اللغة - (ج 1 / ص 23)
ـ[الغزالي]ــــــــ[14 Mar 2009, 10:29 ص]ـ
ألا يجمع تلك الأقوال أنها دالة على الاجتماع؛ فاجتماع خصال الخير في الرجل و اجتماع الزمان والدين والناس يسمى أمة؟
ـ[نعيمان]ــــــــ[10 May 2010, 10:11 م]ـ
جزى الله أبا سعد خيراً على موضوعه، وهذه إجابة لأخينا الغزاليّ حفظهما الله تعالى، ورضي عنهما:
مفهوم الأمّة في اللّغة:
إنّ المستعرض لاستعمالات " الأمّة" في اللّغة عند اللّغويّين والمفسّرين؛ يتّضح له أنّها مشتركة على معاني ثمانية في لسان العرب، وستّة معاني في القرآن الكريم.
وقد اتّفقوا على أنّ الأصل الاشتقاقيّ للأمّة: هو القصد، وردّوا جميع المعاني إلى هذا الأصل.
واتّفقوا كذلك على أنّ المعنى الأصليّ لـ "الأمّة": هو الجماعة، وأنّ جميع المعاني الأخرى الّتي وردت يمكن ردّها إلى هذا المعنى الأصليّ أيضاً؛ الّذي هو مطلق جماعة أيّ شيء.
أمّا مفهوم "الأمّة" في القرآن الكريم:
فقد وردت لفظة "أمّة" دون مشتقّاتها في حالة الإفراد: تسعاً وأربعين مرّة، ومضافة "أمّتكم": مرّتين، وفي حالة الجمع "أمم": ثلاث عشرة مرّة.
فيكون مجموع ورودها؛ مفردة، ومضافة، ومجموعة: أربعاً وستّين مرّة.
وهو من المصطلحات الّتي -لعلّها- لم تستعمل في لغة العرب قبلاً، أو استعملت؛ ولكنّها كانت تعني معنىً مغايراً لما قرّره القرآن الكريم وأبدعه؛ مثلها مثل مصطلحات الفقه، والصّلاة، والنّفاق، والجاهليّة، والزّكاة، ... وغيرها.
وقد استصحب صاحب الظّلال -رحمه الله تعالى- معنى الأمّة، واستبطنه في التّصوّر الإيمانيّ من أوّل الظّلال إلى آخره؛ حيثما وردت لفظة "الأمّة" غالباً، فقال -رحمه الله تعالى - في موضع: " إنّ الأمّة في التّصوّر الإيمانيّ؛ هي: الجماعة الّتي تنتسب إلى عقيدة واحدة من كلّ جنس، ومن كلّ أرض،؛ وليست هي الجماعة الّتي تنتسب إلى جنس واحد أو أرض واحدة.
وهذا هو التّصوّر اللّائق بالإنسان؛ الّذي يستمدّ إنسانيّته من نفخة الرّوح العلويّة؛ لا من التصاقات الطّين الأرضيّة" [سيّد قطب، في ظلال القرآن، ج2 ص 117]
وقال في موطن آخر: " فالأمّة في التّعريف الإسلاميّ؛ هي: مجموعة النّاس الّتي تدين بعقيدة واحدة، وتصوّر واحد، وتدين لقيادة واحدة؛ وليست كما هي في المفهوم الجاهليّ القديم أو الحديث: مجموعة النّاس الّتي تسكن في إقليم واحد من الارض وتحكمها دولة واحدة! فهذا مفهوم لا يعرفه الإسلام؛ إنّما هي مصطلحات الجاهليّة القديمة أو الحديثة" [المرجع ذاته، ج3 ص1385]
وعند تحديدنا لمعنى الأمّة في الاصطلاح الإسلاميّ نقول إنّها:
الجماعة من النّاس تنتسب إلى عقيدة واحدة من كلّ جنس، ومن كلّ أرض، يجمعها قصد واحد؛ هو إقامة الدّين الحقّ.
والأمّة أمّتان: الأولى: أمّة الدّعوة. وهي كلّ من بعث فيهم الحبيب صلوات ربّي وسلامه عليه وعلى آله. مؤمنهم وكافرهم.
والأخرى: أمّة الإجابة. وهم أتباعه الّذين آمنوا به صلوات ربّي وسلامه عليه وعلى آله.
والله أعلم وأحكم.