تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بذلك قُوّةُ فِعلِ السَّيّئة على فعل الحسنةِ؛ فإِذا كان فعلُ السَّيّئة ذاهباً بصاحبه إِلى هذه الغايةِ المترامية، عُظِّمَ قَدْرُهَا وفُخِّمَ لفظُ العبارة عنها، فقيل: "لَهَا ما كَسَبَتْ وعليها ما اكْتَسَبَتْ"، فزِيدَ في لفظ السَّيّئة، وانْتُقِصَ من لفظ فعل الحسنة لِمَا ذَكَرْنا. وفي الأَساس: ومن المجاز: كَسَبَ خَيْراً، واكْتَسَب شَرّاً. كَسَب فُلاَناً خَيْراً ومالاً، كَأَكْسَبَهُ إِيّاهُ، والأَوّلُ أَعْلَى. فَكَسبَهُ هُوَ، قال:

يُعاتِبُنِي في الدَّيْنِ قَوْمِي وإِنَّما دُيُونِيَ في أَشْيَاءَ تَكْسِبُهُم حَمْدَا

ويُرْوَى. تُكْسِبُهم، وهذا ممّا جاءَ على فَعَلْتُهُ ففَعَل. ومن المجاز: تقولُ: فلانٌ يَكْسبُ أَهله خيراً. قال أَحمدُ بْنُ يَحْيى: كلُّ النّاس يقولُ: كَسَبَك فلانٌ خيراً إِلاّ ابْنَ الأَعْرَابِيّ فإِنّه قال: أَكْسَبَكَ فُلانٌ خَيْراً. وفي حديث خَديجة: "إِنّك لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَكْسِبُ المَعْدومَ". قال ابْنُ الأَثِيرِ: يُقال كَسَبْتُ مالاً، وكَسَبْتُ زَيْداً مالاً وأَكسَبْتُ زيداً مالاً، أَي: أَعَنْتهُ على كَسْبِه، أَو جعَلْتُه يَكْسِبُهُ فإن كان من الأَوّل، فتريدُ أَنّك تَصِلُ إِلى كُلّ معدومٍ وتنالُهُ، فلا يَتعذَّرُ لِبُعْدِه عليك، وإِن جَعَلْتَهُ متعدِّياً إِلى اثْنَيْنِ، فتُرِيدُ أَنَّك تُعْطِي النّاسَ الشَّيءَ المعدوم عِنْدَهُم، وتُوَصِّلُهُ إِليهم، قال: وهذا أَوْلَى القولَيْنِ، لأَنَّه أَشبَهُ بما قبْلَهُ في باب التَّفضُّل والإِنعام، إِذْ لا إِنْعَامَ في أَنْ يَكْسِبَ هو لنفسه مالاً كان معدوماً عندَه، وإِنما الإِنعامُ أَنْ يُولِيَهُ غَيْرَهُ، وبابُ الحظّ والسّعادة في الاكْتِساب غيرُ باب التَّفَضُّل والإِنعام. وقال شيخنا: كَسَبَ يَجِيءُ لازماً ومتعدّياً، وأَنكر الفَرّاء وغيرُهُ "أَكْسَبُه". في المتعدِّي؛ وأَنشدَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ:

فَأَكْسَبَنِي مالاً وأَكْسَبْتُه حَمْدَا فعدّاهُ لمفعولَيْنِ وكَسَبَ يتعدَّى

لواحِدٍ، وأَكْسَبَ لاثْيَنْنِ. وقيل: كُلٌّ منهما يتعدَّي لمفعولَيْنِ، كما جَزَمَ به ابْنُ الأَعْرَابِيّ، وهو الذي صرّحَ به المُصَنِّفُ، وغيرُهُ، انتهى. يُقال: فُلانٌ طَيِّبُ المَكْسَبِ، كمَقْعَدٍ، والمَكْسِبِ، كمَجْلِس؛ كِلاَهُمَا عن الفَرّاءِ، والمَكْسِبَةِ كالمَغْفِرَة، والكِسْبِةِ، بالكسر، والكَسِيبَة، زاده ابْنُ مَنْظُورٍ: أَي: طَيِّبُ الكَسْبِ. وَرَجُلٌ كَسُوبٌ كَصَبُورٍ، وكَسَّابٌ كَشَدَّاد: كَثِيرُ الكَسْبِ. الكَسُّوبُ، كالتَّنُّورِ: نَبْتٌ يُشْبِه العُصْفُرَ، له قُرْطُمٌ، نقله الصَّاغانيّ. الكَسُّوبُ: الشَّيءُ، وفي نُسْخَة: ومَا لَهُ كَسُّوبٌ: شَيءٌ، يقال: ما تَرَك كَسُّوباً ولا لَسُّوباً، أَي: شيئاً. وكَسَابِ، كَقَطَامِ: الذِّئْبُ، ورُبَّمَا جاءَ في الشِّعر كُسَيْباً. ومثلُهُ في لسان العرب. وفي الصَّحِاح: اسمُ كَلْبَةٍ. كَسْبَةُ: من أَسْماءِ إِناثِ الكِلابِ كَكَسَابِ؛ قال ابْنُ سِِيدَهْ. قال الأَعْشَى:

ولَزَّ كَسْبَةَ أُخْرَى فَرْغُها فَهِقُ

كَسْبَةُ: ة بنَسَفَ. كُسَيْبٌ، كزُبَيْرٍ: اسْمُ لذُكُورِهَا، أَي: الكِلابِ، وربّما جاءَ ذلك في الشِّعْر. قال ابنُ منظور: وكُلُّ ذلك تفاؤُلٌ بالكسب والاكتساب. كُسَيْبٌ: اسْمُ رجل. وقيل: هو جَدُّ العَجّاج لأُمّه، قال له بعض مُهاجِيهِ، أُراه جَريراً.

يا ابْنَ كُسَيْبٍ ما عَلَيْنَا مَبْذَخُ قَدْ غَلَبَتْكَ كاعِبٌ تَضَمَّخُ

يعني بالكاعِبِ لَيْلَى الأَخْيَلِيَّةَ، لأَنّها هاجَتِ العَجّاج فغَلَبَتْهُ. قد يكونُ ابْنُ الكُسَيْبِ: ولَدَ الزِّنَا، وبه يُفَسَّرُ الشِّعْرُ المذكور. والكُسْبُ، بالضَّمِّ: الكُنْجارَقُ فارِسيّة. وبعضُ أَهْلِ السَّوَادِ يُسَمِّيهِ الكُسْبَجَ. والكُسْبُ بالضمِّ: عُصارَةُ الدُّهْنِ، قال أَبُو منصور: وأَصلُه بالفارِسيّة " كُشْبْ "، فَقُلِبَت الشِّينُ سِيناً، كما قالوا: سابُور، وأَصلُه شَاهْ بُور، أَي: ابْن المَلِكِ. وكَيْسَبٌ، كصَيْقَلٍ: اسمٌ. و: ة بين الرَّيِّ وخُوَارِهَا، بالضَّمّ. وَمَنِيعُ بْنُ الأَكْسَبِ بْنِ المُجَشَّرِ شاعِرٌ من بني قَطَنِ بْنِ نَهْشَلٍ. والكَواسبُ: الجَوارِحُ من الإِنسان والطَّيْر. وأَبو كَاسِبٍ: كُنْيَةُ الذِّئْبِ.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير