ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[27 Mar 2009, 06:57 م]ـ
الأخوة الكرام،
أولاً: عمل الولد الصالح هو استمرار لعمل الوالد. فعمل ولده إذن هو عمله.
ثانياً: يستفيد الميت من صلاة ودعاء واستغفار ... غير الولد، ولكنه ليس عمله.
ثالثاً: إذا قبلت هذه الأعمال كانت في صحيفة المرء فينتفغ بها يوم القيامة.
رابعاً: المال الذي أنفق في الدنيا في وجوه الخير ينفع أيضاً.
خامساً: يوم القيامة لا ينفع المال لأنه لم نفق في الدنيا في وجوه الخير، ولا يقبل انفاقه على فرض قدرة المرء عليه. وكذلك لا ينفع الولد. وحتى لو كان الولد ناجياً ليس بإمكانه أن ينفع الوالد في ذلك اليوم إذا لم يكن قد قدم له عملاً في الدنيا. فقانون الدنيا يختلف عن قانون الآخرة. وهذا ما يفهم من الآية الكريمة.
سادساً: من أذن له بالشفاعة يؤذن له تكريماً للشافع، ورحمة من الله بالمشفوع له الذي عمل وقصر به عمله قليلاً. فيكون عمله سبباً في رحمته وذلك بإذن الله.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[29 Mar 2009, 12:12 ص]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا
الأخ أبو عمرو قلت:عمل الولد الصالح هو استمرار لعمل الوالد. فعمل ولده إذن هو عمله.
ثم قلت
وكذلك لا ينفع الولد. وحتى لو كان الولد ناجياً ليس بإمكانه أن ينفع الوالد في ذلك اليوم إذا لم يكن قد قدم له عملاً في الدنيا
والأخير يؤكد أن عمل ولده ليس هو عمله
أنقل مما نقلت الأخت عن تفسير السعدى
والابن قد يكون عملا صالحا ينفع الوالد، فقد يكون حافظا للقرآن أو شهيد ... .
ثم أقول:هل إن كان الولد حافظا للقرآن أو شهيدا ينفع الوالد لمجرد أنه والد مهما كان هذا الوالد؟! بالطبع لا
هل يُعول الوالد حال حياته على كون ابنه مات شهيدا؟ بالطبع لا
إذن يشترط أن يكون هو-الأب- مؤمنا يعمل الصالحات ويكون في الآخرة ممن " ... أتى الله بقلب سليم " فعندئذ ينتفع بابنه
إذن لا يعول أحد على مسألة نفع الولد إلا إذا كانت اضافة على نفعه هو لنفسه
وإن مجيء القاعدة التى نحن بصددها على لسان الخليل الذي قال قبلها " واغفر لأبى إنه كان من الضالين "؛لدليل على أن صلاح الولد أو فساده ليس من عمل أباه؛
وكذلك المال الذي أنفق في وجوه الخير لاينفع فى الآخرة إلا صاحب القلب السليم؛
إذن يمكن القول أنه يُنظر إلى القلب فإن كان سليما يُنظر في العمل؛وإن كان ليس سليما فلن ينفعه مال ولا بنون ولا غير ذلك
والله أعلم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 Mar 2009, 06:22 ص]ـ
(يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)) سورة الشعراء
ليس في الآيتين إشكال ولله الحمد، فهما يحتملان وجهين من المعنى:
الوجه الأول: نفي نفع المال والولد يوم القيامة، وإثبات النفع للمجيء بالتوحيد الخالص. وهنا يكون الاستثناء منقطع ويكون المعنى:
يوم لا ينفع أحدا مال ولا ولد، ولكن ينفعه توحيده وإخلاصه لله. وبهذا قال المفسرون.
قال الطبري رحمه الله تعالى:
" (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ) يقول: لا تخزني يوم لا ينفع من كفر بك وعصاك في الدنيا مال كان له في الدنيا، ولا بنوه الذين كانوا له فيها، فيدفع ذلك عنه عقاب الله إذا عاقبه، ولا ينجيه منه.
وقوله: (إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) يقول: ولا تخزني يوم يبعثون، يوم لا ينفع إلا القلب السليم.
والذي عني به من سلامة القلب في هذا الموضع: هو سلامة القلب من الشكّ في توحيد الله، والبعث بعد الممات.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل."
وقال بن كثير رحمه الله تعالى:
"وقوله: {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ} أي: لا يقي المرء من عذاب الله ماله، ولو افتدى بملء الأرض ذهبا: {وَلا بَنُونَ} ولو افتدى بِمَنْ في الأرض جميعا، ولا ينفعُ يومئذ إلا الإيمانُ بالله، وإخلاص الدين له، والتبري من الشرك؛ ولهذا قال: {إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} أي: سالم من الدنس والشرك."
الوجه الثاني: نفي نفع المال والبنين عن كل أحد إلا الذي جاء بالتوحيد الخالص فإن ماله وبنيه ينفعونه في ذلك اليوم.
وهنا يتوجه سؤالان:
الأول: كيف ينفع الموحد ماله وبنوه؟
فالجواب: ينفعه ماله الذي كان له في الدنيا الذي كسبه من الحلال وأنفقه في أوجه البر والطاعة، وينفعه أولاده الصالحون الذي رباهم على العقيدة السليمة والعمل الصالح فكل عمل يعملونه فهو في ميزان حسناته من غير أن ينقص من أجورهم شيء، وقد يشفعون له فيما لو عجزت حسناته.
والسؤال الثاني: لماذا خص المال والبنين دون سائر الأعمال؟
فإن الموحد ينفعه كل عمل صالح عمله في الدنيا فصلاته وصيامه وحجه وجهاده وبره بوالديه وصلة رحمه وغير ذلك من أعمال البر، فإذا كان المعنى الثاني للآيتين هو المراد فلماذا اقتصر على ذكر المال والبنين دون سائر الأعمال؟
اترك الجواب لكم.