هذا يدل على فضل هذه الشهادة وأنه يستحب للمؤمن أن يقول هذه الشهادة وهذا في حق من قالها بصدق وإخلاص وإيمان بمعناها أن الله سبحانه وتعالى هو الواحد لا شريك له جل وعلا وأن محمدا هو رسول الله حقا عليه الصلاة والسلام ومن قال هذه الشهادة بصدق وإخلاص كانت سببا في دخول الجنة ونجاته من النار إذا مات عليها.
وفي قولها صادقا مخلصا تفتح له أبواب الجنة هذا يدل على فضل هذه الشهادة العظمية وأنها من أسباب دخول الجنة لمن أتى بها صادقا مخلصا لأن الصدق فيها يستلزم أداء فرائض الله واجتناب محارم الله والوقوف عند حدود الله. ولأن ذكرها والكلام فيها من أسباب التذكير بالحق وأسباب تحريك القلب إلى طاعة الله ورسوله. فهي أصل الدين وأساس الملة ولهذا رتب الله عليها من الخير مالم يرتب على غيرها. لكونها هي الأساس العظيم الذي متى صلح صلحت الأعمال ومن فسد فسدت الأعمال.
# زاد الترمذي رحمه الله في روايته بعد الشهادتين (اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين)) وهذه الرواية عند الترمذي سند ها جيد صحيح عند الترمذي. فيستحب أن يقول المؤمن عند فراغه من الوضوء ((أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين) كما يستحب له ويشرع له التسمية عند أوله. هذا هو الثابت في الوضوء يسمي في أوله ويتشهد في آخره.
أما ما يقوله بعض الناس من الدعوات عند أعضاء الوضوء عند غسل وجهه يقول اللهم بيض وجهي وعند غسل يديه يقول اللهم اجعل كتابي بيميني وعند مسح رأسه يقول اللهم .... وعند غسل قدميه يقول ثبت قدمي عند الصراط هذا لا أصل له هذه الدعوات لا أصل لها من السنة ولم ترد ذكر بعض العلماء كابن القيم وغيره أنها كلها باطلة موضوعة ليس لهذا أصل لهذه الدعوات عند هذه الأعضاء
بل المشروع المحفوظ أن يسمى الله في أول الوضوء ويتشهد في آخره ويقول اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين هذا هو المحفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم
...
الحديث الثامن والستون: وعن ثوبان رضي الله عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
سرية فأمرهم أن يمسحوا على العصائب يعني العمائم والتساخين يعني الخفاف.
رواه أحمد وأبو داود وصححه الحاكم.
ش / ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
هذا من دلائل المسح على الخفين والعمائم وأنها من السنة كما تقدم في حديث المغيرة بن شعبة ومن حديث صفوان وحديثي علي رضي الله تعالى عنهم هذه الأحاديث الأربعة المتقدمة كلها تدل على شرعية المسح على الخفاف وتقدم لك أنه قول أهل السنة والجماعة وأنه جاء فيه من السنة من الأقوال والأفعال ما يقارب سبعين أثرا وحديثا وأنه من الأمور المتواترة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي تلقاها أهل السنة بالقبول وعدوها في العقائد من أجل خلاف الشيعة الذين أنكروا المسح وفي هذا يؤيد ما تقدم من شرعية المسح على الخفين وهي التساخين. جمع تسخان مثل تماثيل جمع تمثال والأخفاف لها أسماء: الخفين والموقين والتساخين وغير ذلك ومن الأسماء الجديدة الزرابيل والجرموقين فالمقصود أنها تسمى بعدة أسماء.
وبعضهم يجعل بينها وبين بعضها اختلاف في الصفات بجمع بينها أنها من الجلد. بخلاف الجوارب فإنها من القطن أو الصوف
أما الأخفاف والتساخين والموق فكلها من الجلد ولكن بعضها يكون ظاهر كثيرا وبعضها تغطى الكعبين تختلف في كيفياتها وصفاتها مع كونها مجتمعة في حد ذاتها على أنها تستر القدمين مع الكعبين ويتقى بها برد الأرض وحرها ويتقى بها الأشواك التي في الأرض والوعورة في الأرض 0
والجوربان كذلك تقوم مقامها مع النعلين في اتقاء حر الأرض وبردها ونحو ذلك
وتقدم أنه ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه مسح على الخفين والجوربين ومسح على ذلك جماعة من الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم وهو الحق خلافا لمن أنكر ذلك
# وأما العصائب فهي العمائم سميت عصائب لأنها تدار على الرأس كلما أدرته على شيء فهي عصابة
¥