تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ونعود الآن إلى شيخة الإسلام السِّحاقيّة لنقلِّب حججها الشاذة التى تشهرها فى وجوه خلق الله الأسوياء فى الدفاع عن انحرافها إلى مضاجعة مثيلاتها من بنات حواء بدلا من الزواج برجل كما تفعل سائر إماء الله الطبيعيات: "ترى إذا كان الله العليم القدير لا يريد أن يجعلني سحاقية فلماذا خلقني سحاقية؟ وكيف يمكن للقرآن أن يستنكر في آنٍ واحدٍ المثليةَ ويعلن أن الله يخلق كل شيء على أحسن تقويم كما جاء فى الآيتين6 - 7 من سورة "السجدة": "ذلك عالِم الغيب والشهادة العزيز الرحيم* الذي أحسن كلَّ شيء خلَقَه، وبدأ خَلْق الإنسان من طين"؟ كيف يفسر مَنْ ينتقدونني حقيقة أن الله، حسب الكتاب الذي يلتزمون به التزاما صارما، خلق عن سابق إصرار ما في العالم من تعددية أخَّاذة، وكما جاء فى الآية 26 من سورة "ص": "وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا. ذلك ظنُّ الذين كفروا، فويلٌ للذين كفروا من النار"، وما جاء كذلك فى الآية 48من سورة "آل عمران" على لسان مريم عليها السلام: "قالت: ربِّ، أنَّى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر؟ قال: كذلكِ الله يخلق ما يشاء. إذا قضى أمرا فإنما يقول له: كن، فيكون"؟ ".

ومن بين الحجج التى شهرتها فى وجوه الأنقياء الذين لا يشاطرونها هذا الدنس قولها عن الرسائل التى تلقتها تعليقًا على إحدى حلقات برنامجها المرنائى الذى تقدّمه فى التلفاز الكَنَدىّ عن اللوطيين والسحاقيات والدفاع عن ميولهم المنحرفة والعمل على ترويجها بين الطبيعيين الذين لم تتلوث فطرتهم الأصلية بهذا القَذَر المنتن: "كلما كنتُ أبثّ تعليقات معادية للمثليين من مسيحيين يستشهدون بالكتاب المقدس، كان من المحتم أن يعقبهم مسيحيون آخرون بتأويلات متسامحة مضادة. هذا لم يحدث قَطّ عندما كان مسلمون يتهجمون عليّ، إذ لم يكن هناك شك، على ما يبدو، في أن المتهجمين ينطقون باسم الإسلام، كل الإسلام. ولا يعني هذا أن المسلمين كافةً دون استئناء يعترضون على المثليين، فإن "الفاتحة" (من الافتتاح الذي يفيد معنى الصدارة في الطليعة) هو اسم مجموعة من المثليين المسلمين لديها فروع في مدن كبرى في عموم أميركا الشمالية وأوروبا. وفي تورنتو على الأقل يحقق حفلُ عشائها السنوي حضورَ بعض الآباء والأمهات المسلمين. ولكن حتى إذا كان الكثير من المسلمين لا يشاطرون إسلامَ الاتجاه السائد أحكامَه المتحاملةَ فإننا لسنا بالعدد الكافي لفتح حوارات مع الاتجاه السائد، وإلا كيف نفسر السبب في أنه ما من مسلم واحد كتب إلى برنامج "تلفزيون شاذ" أو اتصل به ليسوق تأويلا بديلا رحيما للقرآن؟ ".

ومن هنا كان الإسلام، حسبما أفتت شيخة الإسلام السحاقية، "أكثر جمودا اليوم من نظيريه الروحيين: المسيحية واليهودية ... ما كنتُ أعرفه أن المؤمنين في الديانات التي خضعت تاريخيا للإصلاح لا يتصرفون قطعا بعقلية القطيع كما يتصرف المسلمون. فالقادة المسيحيون يدركون التنوع الفكري في صفوفهم. وفي حين أن لكل منهم أن ينفي صلاحية التأويلات الاخرى، والكثير منهم ينفونها، فلا أحد منهم ينكر وجود جملة كاملة من التأويلات. أما اليهود فهم متقدمون بمسافة بعيدة عن الباقين. والحق أن اليهود يشيعون الاختلافات القائمة بإحاطة نصوصهم المقدسة بالتعليقات ودمج المناظرات بالتلمود نفسه. وعلى النقيض من ذلك فإن غالبية المسلمين يتعاملون مع القرآن على أنه وثيقة تُحاكَى ولا تؤوَّل خانقًا قدرتنا على التفكير المستقل". يعنى بالعربى الفصيح أن على المسلمين خلط قرآنهم بما يقوله شيوخهم حتى يصبح البساط أحمديا ويبقى زيتنا فى دقيقنا كما صنع الحاخامات اليهود بالتوراة فى تلمودهم. وبهذه الطريقة لا يكون أحد أحسن من أحد. أى أن على المسلمين مداواة داء اليهود بأن يصابوا به هم أيضا بحيث يفضّونها سيرة فلا يرتفع لهم بعد ذلك صوت فى التنديد بما أحدثه اليهود والنصارى من تحريف فى كتابهم، إذ من ذا الذى يمكن أن تواتيه نفسه عندئذ من المسلمين على أن يفتح فمه بكلمة انتقاد واحدة لأهل الكتاب؟ والله لقد احترنا واحتار دليلنا مع هؤلاء الناس! إنهم يوجعون دماغنا ليل نهار فى إفهام أمخاخنا الزَّنِخَة أن القرآن والحديث فقط (أو القرآن وحده، وطُظّ فى الحديث!) هو الذى ينبغى أن نتمسك به، أما أقوال حاخاماتنا (أقصد مشايخنا. حاجة تبرجل المخ، صحيح!) فهى بنت عصرها

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير