تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الذى لا يصلح أن يكون معيارا لعصرنا. وها هم أولاء الآن يعودون فينادون بأن نخلط أقوال مشايخنا بالقرآن الكريم حتى يصبح لنا تلمود كما لليهود تلمود، ولا نشعر بالدونية تجاههم. يا جماعة، ارسوا على برّ: نفتح الشباك أم نغلق الشباك؟ ولا إخال القارئ بحاجة إلى أن أقول له إن الهدف فى الحالتين جميعا هو قطع رقبة الإسلام، كلٌّ بطريقته وسِكِّينه!

ومما له مغزاه فى هذا السياق أنها قد وضعت على رأس الفصل الثانى الذى نقلنا منه النص السابق هذا العنوان الموحى: "سبعون حورية". وهذا أمر طبيعى، إذ إن سحاقية مثلها لا يمكن أن تعجبها جنة المسلمين النظيفة التى يستمتع فيها أهلها الاستمتاع الفطرى الطاهر، وتريدها أن تكون جنة شاذة يمارَس فيها اللواط والسحاق، وبالمرة "السادية والمازوكية" (ولم لا؟ هل سندفع لهم شيئا من جيبنا؟)، وذلك حتى تكتمل القعدة وتحلو وتصبح آخر صهللة! وإلا فكيف يستمتع الشواذ بجنة ينقصها تلك الأطباق المتبَّلة التى لا يكون طعام الشواذ شهيًّا بدونها كما تقول كتبهم وأفلامهم وأدبهم؟ (آسف! أقصد قلة أدبهم!). ومما له مغزاه أيضا ألا يجد اللواطيون والسحاقيات اسما يطلقونه على منظمتهم الشاذة إلا "الفاتحة" (أول سورة فى القرآن الكريم) محاولةً منهم وممن وراءهم تدنيس طهارة المصحف (مثلما لم يجد سلمان رشدى اسما يطلقه فى روايته: "الآيات الشيطانية" على الماخور الذى يزعم أنه كان موجودا على أيام الرسول إلا "الحجاب"، وهو ماخور يضم تسع نساء يسمَّيْن: عائشة وحفصة وزينب بنت خزيمة ... إلى آخر الأسماء الكريمة لأمهات المؤمنين الطاهرات)، وإن زعمت السحاقية أن اسم منظمة المثليين مأخوذ "من الافتتاح الذي يفيد معنى الصدارة في الطليعة"! ومرة أخرى نجد أنفسنا فى هذا السياق مع التقدميين والشيوعيين، فهم الذين يسمّون أنفسهم بـ"الطليعة" و"الطليعيين"! وبالمناسبة فقد كان الشيوعيون أيضا من بين من رفعوا أصواتهم حتى بُحَّتْ حناجرهم دفاعا عن حق سلمان رشدى فى ممارسة إبداعه، مثلما كانوا على رأس من هبّوا لنصرة حيدر حيدر وتمجيد روايته: "وليمة لأعشاب البحر"، التى حشد فيها كل قواه لدفع الفتاة المسلمة إلى الزنا وإغرائه لها بمقارفته بذريعة أنها إنما تحطم بهذا الانحرافِ البائسِ قيودَ المجتمعِ المسلمِ الرجعىِّ المكبلةَ لحريتها، وتمارس حقها الطبيعى فى الاستمتاع بجسدها كما يحلو لها دون زواج، كما أنه لم يترك شيئا يعتز به المسلمون إلا تعمد إهانته وسبَّه وتحقيره: بدءا من الله سبحانه وتعالى، ومرورًا بالرسول الكريم والقرآن المجيد الذى جاء به، وانتهاء بالشريعة والعبادات!

على أننا إذا أتينا إلى حُجّتها (أو بالأحرى: شُبْهتها) التى تسوغ بها شذوذها السحاقى وجدناها تردد كلام المشركين الذين كانوا إذا دعاهم الرسول الأكرم إلى نبذ كفرهم وأوثانهم أجابوه فى عناد غبى: "لو شاء اللهُ ما أشركنا ولا آباؤنا، ولا حرَّمْنا من شىء" (الأنعام/ 148). وعجيب أن تردِّد سحاقيتُنا هذا الكلام البدوى المتخلف، وهى التى لا يعجبها الإسلام لأنه، كما تقول بسلامتها، دين قبلى (مثلما لا يعجب البقرةَ الجاحظةَ فتسميه: "ثقافة البعير". ما علينا! خَلِّنا فى إرشاد، فنحن فى غنى عن إضافة بلوى جديدة إلى بلايانا). إننا لو اتبعنا منطق "إرشاد" (لاحظوا أيها القراء كيف أن أحوال هذه البنت كلها معكوسة، فهى تسمَّى: إرشاد، على حين أنها كلها إضلال فى إضلال)، أوقل: إننا لو اتبعنا منطق "إضلال" هذه فلن يكون لذلك من معنى إلا أن نترك أمور الدنيا كلها على ما هى عليه، بحجة أن هذا هو خلق الله. وعلى هذا فلا ينبغى أن نكافح فقرا أو مرضا أو فوضى أو وساخة أو جلافة أو جهلا، أو نسعى إلى تغيير أى شىء أو أى وضع، فهكذا هى الدنيا التى خلقها الله، وإلا فلو كان الله يريد منا أن نغير فيها شيئا لكان قد غيره هو بمعرفته منذ البداية! ثم لماذا كتبت هى كتابها هذا؟ أليست كتبتْه لدعوة المسلمين إلى أن يتغيروا؟ طيب، ماذا لو أن المسلمين طقّتْ فى دماغهم، ولهم عندئذ كل الحق، وقالوا: راسنا وألف برطوشة قديمة لا تغيُّر ولا تغيير؟ فالله قد خلقنا هكذا، بالضبط مثلما خلق إرشاد مانجى سحاقية، ولا يصح أن يفكر أحد فى تغيير خلقة الله، لأنه سبحانه وتعالى لو كان يريد منا أن نتقدم ونتحضر ونَحُوز رضا المفعوصة السحاقية ومن

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير