تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأيضا فالمسلمون يوم " الخندق" كان العدو بقدرهم مرات، كان أكثر من " عشرة آلاف " وهم الأحزاب الذين تحزبوا عليهم من قريش وحلفائها، وأحزابها الذي كانوا حول مكة وغطفان وأهل نجد واليهود الذين نقضوا العهد، وهم بنو قريضة جيران أهل المدينة، وكان المسلمون في المدينة دون الألفين.

وأيضا فقد كان الرجل وحده على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يحمل على العدو بمرأى من النبي صلى الله عليه وسلم، وينغمس فيهم، فيقاتل حتى يقتل، وهذا كان مشهورا بين المسلمين على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه.

وقد روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة رهط عينا، وأمر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاري، جد عاصم بن عمر بن الخطاب، فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهدأة بين عسفان ومكة، ذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان، فنهدوا إليهم بقريب من مائة رجل رام، وفي راية مائتي رجل، فاقتلوا آثارهم، حتى وجدوا مأكلهم التمر في منزل نزلوه، فقالوا: هذا تمر يثرب.

فلما أحس بهم عاصم وأصحابه لجئوا إلى موضع، وفي رواية إلى " فدفد" أي مكان مرتفع، وأحاط بهم القوم، فقالوا لهم: انزلوا فاعطوا أيديكم ولكم العهد والميثاق لايقتل منكم أحد، فقال عاصم: أيها القوم أما والله فلا أنزل على ذمة كافر، اللهم فأخبر عنا نبيك، فرموهم بالنبل فقتلوا عاصما في سبعة.

ونزل إليهم ثلاثة نفر على العهد والميثاق، منهم خبيب وزيد بن الدثنة ورجل آخر، فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فربطوهم بها، قال الرجل الثالث: هذا أول الغدر، والله لا أصحبكم لي بهؤلاء أسوة، يريد القتلى، فجرروه وعالجوه، فأبى أن يصحبهم، فقتلوه.

وانطلقوا بخبيب وزيد بن الدثنة حتى باعوهما بمكة بعد وقعة بدر، فابتاع بنو الحارث بن عامر بن نوفل بن عبدمناف خبيبا، وكان خبيب هو قتل الحارث بن عمرو يوم بدر.

ولبث خبيب عندهم أسيرا حتى أجمعوا على قتله.

فاستعار من بعض بنات الحارث موسى يستحد بها، فأعارته فدرج بني لها وهي غافلة حتى أتاه مجلسه على فخذه والموسى بيده، قالت: ففزعت فزعة عرفها خبيب.

فقال: أتخشين أن أقتله، ما كنت لأفعل ذلك؟

قالت: والله ما رأيت أسيرا خيرا من خبيب، فوالله لقد وجدته يوما يأكل قطفا من عنب في يده، وإنه لموثق في الحديد وما بمكة من ثمر.

وكانت تقول: إنه لرزق رزقه الله خبيبا.

فلما خرجوا به من الحرم ليقتلوا في الحل، قال لهم خبيب: دعوني أصلي ركعتين.

فتركوه فركع ركعتين، فقال: والله لولا أن تحسبوا أني ما بي جزع لزدت، اللهم أحصهم عددا، واقتلهم بددا، ولاتبق منهم أحدا، قال:

فلست أبالي حين أقتل مسلما ** على أي جنب كان في الله مصرعي

وذاك في ذات الاله وإن يشأ ** يبارك على أوصال شلو ممزع

ثم قام إليه أبو سروعة عقبة بن الحارب فقتله،وكان خبيب هو سن لكل مسلم قتل صبرا الصلاة.

وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه يوم أصيبوا خبرهم.

وبعث ناس من قريش إلى عاصم بن ثابت حين حدثوا أنه قد قتل أن يؤتى بشيء منه يعرف، وكان قتل رجلا من عظمائهم.

بعث الله لعاصم مثل الظلة من الدبر فحمته من رسلهم فلم يقدروا على أن يقطعوا منه شيئا.

فهؤلاء عشرة أنفس قاتلوا أولئك المائة أو المائتين، ولم يستأسروا لهم حتى قتلوا منهم سبعة، ثم لما استأسروا الثلاثة امتنع الواحد من أتباعهم حتى قتلوه.

وهؤلاء من فضلاء المؤمنين وخيارهم، وعاصم هذا هو جد عاصم بن عمر، وعاصم بن محمد جد عمر بن عبدالعزيز

ثم قال شيخ الاسلام:

وأيضا ففي السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

عجب ربنا من رجلين:

رجل ثار عن وطائه من بين حيه وأهله إلى صلاته، فيقول الله تعالى لملائكته: انظروا إلى عبدي، ثار عن فراشه ووطائه من أهله وحيّه إلى صلاته، رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي.

ورجلا غزا في سبيل الله عز وجل، فانهزم مع أصحابه، فعلم ما عليه في الإنهزام وما له في الرجوع، فرجع حتى يهريق دمه.

فيقول الله لملائكته: انظروا إلى عبدي رجع غربة فيما عندي وشفقا مما عندي حتى يهريق دمه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير