تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال ابن معين في ترجمة الشعبي من تهذيب الكمال.

الشبهة السابعة: أن حديث أنس خبر آحاد لا يعتد به لأنه مخالف للقران.

الرد: دعوى مخالفته للقران قد رددنا عليها أثناء ردنا على الغزالي.

أما دعوى أنه أخبار آحاد, فأقول: فهذا هو التكذيب بعينه وإن سمي بغير اسمه، أو لبس بلباس من غير جنسه, وهو مسلك ممقوت دأب عليه المخالفون في الكتاب المختلفون في الكتاب، حيث يحكمون أهواءهم وعقولهم القاصرة في نصوص السنة والكتاب فما وافقها قبلوه وجعلوه حجة قطعية، وما خالفها ردوه وجعلوه دلالة ظنية, وبذلك المسلك الفج طعنوا في نصوص كثيرة محكمة بحجة أنها أخبار آحاد، لا تفيد – بزعمهم – إلا الظن.

بل أقول: خبر الآحاد الصحيح يفيد العلم القطعي والعمل رغم أنف كل مكابر, والدليل قول الله تعالى: " فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر" [النساء59]

فإذا رجعوا إلى سنة الرسول (ص) بعد وفاته - والآية مطلقة وعامة, تشمل حياته ووفاته (ص) , وتشمل العقيدة والأحكام, وتشمل المتواتر والآحاد الذي وصل إلينا عنه (ص) – فماذا تفيدهم؟ فإن قالوا: ظنا, فهل يأمر الله المتنازعين أن يردوا النتنازع فيه إلى ما يفيدهم ظنا, فيستمر النزاع؟!! لولا أن المردود إليه يفيد العلم القطعي والعمل, وينهي النزاع, لم يكن في الرد إليه أي فائدة, وهذا هو عين الباطل .. فثبت المراد والحمد لله, فتأمل منصفا.

الشبهة الثامنة: يقول الأبي في شرحه لصحيح مسلم (1: 363_ 373) - وأيده القرضاوي ص119 - : " قصر التعذيب المذكور في هذه الأحاديث على من بدل وغير من أهل الفترة, بما لا يعذر به من الضلال " كأن يكون وأد ابنة أو نحو ذلك مما هو معلوم القبح لدى كل العقلاء.

الرد: سبحان الله العظيم, ما هذا البهتان الكبير؟!! أيكون وأد البنات معلوم القبح لدى كل العقلاء, ولا تكون عبادة الأصنام والإشراك بالله غير معلوم القبح لدى كل العقلاء .. !!! لا حول ولا قوة إلا بالله, تأمل ماذا يفعل التعصب والهوى في أصحابه, واحمد الله أنك تعصبك وهواك هو للكتاب والسنة لا غير.

الشبهة التاسعة: أن هذا الحديث معارض للحديث الصحيح أن أهل الفترة والأطفال والمجانين والصم يمتحنون في العرصات يوم القيامة.

الرد: يقول ابن كثير في (سيرة الرسول وذكر أيامه .. ): "وإخباره (ص) عن أبويه وجده عبد المطلب بأنهم من أهل النار لا ينافي الحديث الوارد من طرق متعددة أن أهل الفترة والأطفال والمجانين والصم يمتحنون في العرصات يوم القيامة. لأنه سيكون منهم من يجيب، ومنهم من لا يجيب، فيكون هؤلاء-أي الذين أخبر عنهم النبي- من جملة من لا يجيب، فلا منافاة، ولله الحمد والمنة ".

والحمد لله أولا وآخرا على توفيقه وتسديده.

ثم أضيف فأقول: قال القرافي في شرح تنقيح الفصول (ص297): «حكاية الخلاف في أنه عليه الصلاة والسلام كان متعبدا قبل نبوته بشرع من قبله يجب أن يكون مخصوصا بالفروع دون الأصول، فإن قواعد العقائد كان الناس في الجاهلية مكلفين بها إجماعا. ولذلك انعقد الإجماع على أن موتاهم في النار يعذبون على كفرهم، ولولا التكليف لما عذبوا، فهو عليه الصلاة والسلام متعبد بشرع من قبله -بفتح الباء -بمعنى مكلف لامرية فيه، إنما الخلاف في الفروع خاصة، فعموم إطلاق العلماء مخصوص بالإجماع».

وقد بسط الكلام في عدم نجاة الوالدين العلامة إبراهيم الحلبي في رسالة مستقلة، وكذلك العلامة الحنفي الملاّ علي بن سلطان القارئ (ت1014هـ) في "شرح الفقه الأكبر"، وفي رسالة مستقلة أسماها: "أدلة معتقد أبي حنيفة الأعظم في أبوي الرسول عليه الصلاة والسلام". وقد أثبت بذلك الكتاب تواتر الأدلة والأحاديث على صِحّة معنى هذا الحديث وعدم نجاة والدي الرسول –عليه أتمّ الصلاة والتسليم–. وقد نقل الإجماع على تلك القضية فقال في ص84: «وأما الإجماع فقد اتفق السلف والخلف من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة وسائر المجتهدين على ذلك، من غير إظهار خلافٍ لما هُنالك. والخلاف من اللاحق لا يقدح في الإجماع السابق، سواء يكون من جنس المخالف أو صنف الموافق».

ـ[إمداد]ــــــــ[27 Jun 2005, 01:34 ص]ـ

جزاك الله خيرا أخي أبا صلاح الدين على هذه المقالة التي فيها بيان للحق في هذه المسألة التي وضحها الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه فلا كلام لأحد بعده

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير