تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً [الأحزاب: 36]

ومن ذلك أيضا تتبع سيرته في الدعوة إلى الله وأنه صلى الله عليه وسلم قضى ثلاث عشرة سنة في مكة ليرسي مفهوم لا إله إلا الله

وقد لاقى خلالها أشد أنواع العذاب والمعانة ولم يثنه ذلك عن دين الله شيئاً

بل كان دائما على الحق صابراً مثابراً

كانت له رسالة يعلم مضمونها ويعلم أهميتها وكانت رسالته أهم من حياته

أهم من نفسه أهم من أهله أهم من المال والسلطة والصيت والملك

وعندما انتقل إلى المدينة لم يتوقف

بل داوم على نشاطه وقام بإرساء قواعد الدولة الإسلامية وقام بنشر دين الله في الأرض

فهل لنا من ذلك عبرة

وهل لنا مع ذلك وقفة

وهل لنا في ذلك قدوة

قدوة نتبعها حق اتباعها ونتعلم منها ونستقي منها الصبر والإيمان

وننتقل إلى الركن الثاني من أركان الإسلام

الصلاة

ولم يرد نصا في القرآن يأمرننا بالصلاة إلا وسبقه قوله: أقيموا

فهلّا تعلمنا معنى كلمة أقيموا

الإقامة لا تكون إلا لبنيان

اذا فالصلاة بنيان يجب أن نحسن بناءه

فأساس الصلاة الطهارة: إن الله لا يقبل صلاة بغير طهور

ولكن قبل أن تطهر أبداننا ينبغي أن تطهر قلوبنا

وعند للقيام للصلاة ينبغي أن نتذكر بين يدي من سنقف

بين يدي الملك الذي خلقنا وسوانا وهدانا وأكرمنا

لقد كان بعض السلف يعرف له رجفة عند الوضوء

فسُئل عن هذا فأجاب بأنكم لا تدرون بين يدي من سأقف

فمن إقامة الصلاة أداءها في أول وقتها والمحافظة على أركانها والعمل على الخشوع فيها

وسأذكر بعض الأمور التي ذكرتها سابقا عن الخشوع والصلاة في اول الوقت:

فللخشوع كتبت كلمات بسيطة أعيدها هنا

نتذكر دائما أننا بين يدي الله

وأن الله مقبل علينا بوجهه فكيف بقلوبنا ووجههنا لو أعرضت

ان العبد اذا ألتفت في الصلاة التفت عنه الله

وهذا ما ورد في سنن ابو داوود

حدثنا أحمد بن صالح، حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال: سمعت أبا الأحوص، يحدثنا في مجلس سعيد بن المسيب، قال: قال أبو ذر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يزال الله عز وجل مقبلا على العبد، وهو في صلاته، ما لم يلتفت، فإذا التفت انصرف عنه "

وكذلك من حديث كبير في الصحيح الجامع: وإن الله أمركم بالصلاة، فإذا صليتم فلا تلتفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت ويتأتي الخشوع أيضا بالتدبر

فالتدبر عبادة عظيمة للغاية خاصة في الصلاة

فعندما يدرك المسلم ما يقول يكون قد قطع شوطا كبيرا من الخشوع

فمن العجيب أن يدخل أحدنا في الصلاة ولا يدرك بما بدأ ولا إلى ما انتهى

فبداية يقول الانسان: الله أكبر

فلو أدرك الانسان معناها لعلم أن الله أكبر من كل شيء

أن الله أكبر من الأهل و من المال ومن الجاه ومن العمل

وعندما يستهل الانسان الصلاة بدعاء الاستفتاح

وهو:

: حدثنا أبو هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسكت بين التكبير وبين القراءة إسكاتة - قال أحسبه قال: هنية - فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله، إسكاتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال: " أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي، كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد.

فالبداية بالاستغفار والابتعاد عن المعاصي

ألا وإن من أشد المعاصي الابتعاد عن الملك وأنت بين يديه والتلهي عنه بالفواني

فاذا غسلنا قلوبنا من المعاصي وعزمنا عدم العودة اليها قد اصبحنا مهيئين للدخول في الصلاة

ثم ننتقل الى الحوار الإلهي

الفاتحة

وما أروع الحديث بين العبد وربه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير