فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " " قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل. يقوم العبد فيقول: الحمد لله رب العالمين فيقول الله: حمدني عبدي. فيقول الرحمن الرحيم فيقول الله: أثنى علي عبدي. فيقول مالك يوم الدين فيقول: مجدني عبدي وهذا لي، وبيني وبين عبدي إياك نعبد وإياك نستعين وآخر السورة لعبدي، ولعبدي ما سأل، يقول: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين " ": " " هذا حديث حسن "
عندما يستشعر الانسان هذا الحوار الالهي
فهل سيفكر ولو لمرة خارج الصلاة
لا اظن
وكيف به وقد أمره الملك بالخشوع والتدبر والانصات
يقول الله:وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأعراف: 204]
فهذا عن الانصات واما التدبر فالله يقول:أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً [النساء: 82]
ويقول: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد: 24
هذا عن قيامنا
ثم الركوع والسجود وفيهما الذكر العظيم وهو التسبيح
سبحان ربي الأعلى وسبحان ربي العظيم
فالعظمة والعلو لله سبحانه تعالى وما أجملها وأنت خاضع خاشع بين يدي ربك
قد وضعت أعظم ما عندك وهو وجهك على الأرض لتعلنها صريحة أنه لا إله إلا الله
أنه هو المستحق بالعظمة والجبروت
أنه هو الخالق الواحد المنان
فمن كان هذا حاله في الصلاة فأنى له أن يلتفت أو يفكر في غير الصلاة
أما عن الصلاة لوقتها فهي من أعظم الأعمال عند الله
وقد ورد قي صحيح البخاري مايلي
حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك، قال: حدثنا شعبة، قال الوليد بن العيزار: أخبرني قال: سمعت أبا عمرو الشيباني، يقول: حدثنا صاحب - هذه الدار وأشار إلى دار - عبد الله، قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: " الصلاة على وقتها "، قال: ثم أي؟ قال: " ثم بر الوالدين " قال: ثم أي؟ قال: " الجهاد في سبيل الله " قال: حدثني بهن، ولو استزدته لزادني
فهل لنا أن نقارن بين الجهاد وبر الوالدين والصلاة على وقتها
لقد قدم الرسول الصلاة على البر والجهاد
وهذا لما في الصلاة من أهمية وما في أول الوقت من أفضلية
وليفكر الواحد منا طالما أنه سيصلي الصلاة لما لا يصلها في أول وقتها
لما لا يعطها حقها
وبالله عليكم أي عمل خير من الصلاة
بالله عليكم هل هناك خير من أن يدخل العبد على ملكه
والملك يرحب به ويغفر له بدخوله اليه بل ويحادثه ويكلمه
فهل هذا الامر يحتاج الى تأخير
وهل هناك أشد على النفس من الجهاد
إن الله أمر المجاهدين بالصلاة على وقتها:
وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً [النساء: 102]
لم يقل لهم الله عندما تنتهوا من جهادكم وتعودون الى بيوتكم فصلوا ما عليكم
بل في المعركة وأثناء الحهاد لا نترك الصلاة
ثم قال الله بعدها في الآية التالية
فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً [النساء: 103]
أي ان كون الصلاة كتابا موقوتا وردت في آي الجهادحقها
ثم قال: وتؤتي الزكاة
وإيتاء الزكاة أمرا عظيما وعبادة تخرجنا من الشح والبخل
بل وتطهر أموالنا وأنفسنا
¥