وقال تعالى: {وَالَّذينَ يُؤذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وِالمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَد احْتَمَلُواْ بُهْتَانًا وإِثْمًا مُّبِينًا}
وفي صحيح مسلم (2589) عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أتدرون ما الغيبةُ؟ قالوا: اللهُ ورسولهُ أعلم، قال: ذِكرُكَ أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لَم يكن فيه فقد بهتَّه))
وقال اللهُ عزَّ وجلَّ: {وِلاَ تَقْفُ مِا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئولًا}
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله يرضى لكم ثلاثًا ويكره لكم ثلاثًا، يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تتفرقوا، ويكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال)) أخرجه مسلم (1715)، وجاءت هذه الثلاثة المكروهة في حديث المغيرة عند البخاري (2408) ومسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبيِّ قال: ((كُتب على ابن آدم نصيبه من الزنا، مدرك ذلك لا محالة, فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام، والرِّجل زناها الخُطا، والقلب يهوى ويتمنَّى’ ويصدق ذلك الفرج ويكذبه)) رواه البخاري (6612) , ومسلم (2657)، واللفظ لمسلم.
وروى البخاري في صحيحه (10) عن عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((المسلمُ مَن سلم المسلمون من لسانه ويده))
ورواه مسلم في صحيحه (64) ولفظه: أنَّ رجلاً سأل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ المسلمين خير؟ قال: ((من سلم المسلمون من لسانه ويده))
وروى مسلمٌ أيضًا من حديث جابر (65) بلفظ حديث عبدالله بن عمرو عند البخاري.
قال الحافظ في شرح الحديث: ((والحديث عامٌّ بالنسبة إلى اللسان دون اليد، لأنَّ اللسانَ يمكنه القول في الماضين والموجودين والحادثين بعد، بخلاف اليد، نعم! يمكن أن تشارك اللسان في ذلك بالكتابة، وإن أَثرها في ذلك لعظيم)).
وفي هذا المعنى يقول الشاعر:
كتبتُ وقد أيقنتُ يوم كتابِتي ......................... بأنَّ يدي تفنى ويبقى كتابُها
فإن عملَت خيرًا ستُجزى بمثله ....................... وإن عملت شرًّا علي حسابُها
وروى بخاري في صحيحه (6474) عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن يضمن لي ما بين لْحَييْه وما بين رجليه أضمن له الجنَّة)) المراد بما بين اللّحْيَيْن والرِّجْلَين اللسانُ والفرْجُ.
وروى البخاري في صحيحه (6475) ومسلم في صحيحه (74) عن أبي هريرة رضي اله عنه قال: قال رسول اله صلى اله عليه وسلم ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)) الحديث.
قال النووي في شرح الأربعين في شرح هذا الحديث: ((قال الشافعي: معنى الحديث إذا أراد أن يتكلَّم فليُفكّر، فإن ظهر أنَّه لا ضرر عليه تكلَّم، وإن ظهر أنَّ فيه ضرراً وشكَّ فيه أمسك))، ونقل عن بعضهم أنَّه قال: ((لو كنتم تشترون الكاغَد للحفظة لسكتُّم عن كثير من الكلام)).
قال الإمام أبو حاتم بن حبان البستي في كتابه روضةُ العقلاء ونزهة الفضلاء (ص:45): ((الواجبُ على العاقل أن يلزم الصمتَ إلى أنت يلزمه التكلُّمُ فما أكثرَ مَن ندم إذا نطق، وأقلَّ من يندم إذا سكت، وأطول الناس شقاءً وأعظمهم بلاءً من ابتُلي بلسان مطلقٍ، وفؤادٍ مطبقٍ)).
وقال أيضاً (ص:47): ((الواجبُ على العاقل أن ينصف أذنيه من فيه، ويعلم أنَّه إنَّما جُعلت له أذنان وفم واحدٌ ليسمع كثير أكثر ممَّا يقول، لأنَّه إذا قال ربَّما ندم، وإن لم يقل لم يندم، وهو على ردَّ ما لَم يقل أقدر منه على ردَّ ما قال، والكلمةُ إذا تكلَّم بها ملكَتْه، وإن لَم يتكلَّم بها ملكها)).
وقال أيضاً في (ص:49): ((لسانُ العاقل يكون وراء قلبه، فإذا أراد القولَ رجع إلى القلب، فإن كان له قال، وإلاَّ فلا، والجاهلُ قلبُه في طرف لسانه، ما أتى على لسانه تكلَّم به، وعقل دينَه من لَم يحفظ لسانه)).
¥