تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محمد العبادي]ــــــــ[11 May 2009, 12:01 م]ـ

أما ما ذكر الأخ بلفاع -وفقه الله- من أن هذا الأمر لا يوافق عصر العلم التجريبي الحديث، فأقول: أخي الكريم العلم التجريبي يؤمن بالمادة والحس فقط، ونحن نؤمن به ونزيد عليه بالإيمان بالغيب، وهذه الصفة هو أول صفة ذكرت في القرآن من صفات المتقين: (هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب) فنحن ننبني أعمالنا على ما أثبته العلم التجريبي ولا نعارضه، ولكننا أيضا نثبت أن هناك من الأدوية ووسائل الانتفاع ما لا يمكن أن يدركه إلا المؤمن ..

وأنت تعلم أخي أن استماع القرآن من وسائل الانتفاع والشفاء، فهل يؤمن بهذا العلم التجريبي؟

وقس عليه كل ما سواه.

وأنبه أيضا إلى أن هذا لا علاقة له بما يقوم به السحرة والمشعوذون، لأن أعمالهم قائمة على الكفر واستخدام الشياطين التي تضر الانسان وتغره ولا تنفعه.

فينبغي أن نفرق بين هذا وذاك، وأن نتسلح بالعلم الشرعي الذي يعطينا الميزان الصحيح لوضع كل أمر في نصابه، دون خلط بين الحقيقة والخرافة ...

وفق الله الجميع.

ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[11 May 2009, 03:08 م]ـ

جزاكم الله خيراً لا شك أن كتاب الله دستور كامل متواتر بإجماع الأمة ولا يحتاج إلى أسانيد فهو كتاب مبارك شفاء لكل شيء وخصائصه وعجائبه لا تنتهي إلى حد والمحروم من حرم منه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ـ[بلفاع]ــــــــ[11 May 2009, 05:59 م]ـ

هذه الجملةُ العريضةُ هي النتيجةُ الطبيعية للانبهار والعشى بثورة العلم , وهي تحملُ دعوى يكذبها محكَمُ القرآنِ وصريحُ السُّنة النبوية المتواترة المتفق عليها , واتفاقُ علماء الأمة من بعد ذلك.

وإن كنتَ تبغي التلبيس بما جاء عن بعضِ السَّلف كالحسن رحمه اللهُ فأقول إنَّ من معهُ ومن بعدهُ من الأئمَّة أثبتوا أنَّ ما ذهب إليه رحمهُ الله متمسكاً فيه بآية من كتاب الله (لا بثورة العلم الحديث) قد ردَّت مفهومَهُ فيها آياتٌ أخَرُ غيرها.

وأعودُ إليك فأقول:

أمَّا القرآنُ فقال الله فيه (قل هو للذين آمنوا هدىً وشفاء) وقال (وننزل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين).

وأمَّا المُتَّفقُ عليه تواتراً أنَّ عَائِشَةَ رضي اللهُ عنها قالتْ وهي أعلمُ بحال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبرُّ عندنا وأزكى من بلفاع تقول رضي الله عنها: كَانَ النَّبِىّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ، وَأَمْسَحُ بِيَدِهِ رَجَاءَ بَرَكَتِهَا.

وقولها (كانَ) يفسرهُ العلماءُ بأنهُ يستعملهُ الصحابي لما كان عادةً وطبيعةً يلتزمها النبي صلى الله عليه وسلم في شأنه , وهذا الضعفُ الذي تحكيه عائشةُ كان في مرض الموت , فكيف تتجرأ يا أخي هداك اللهُ على نفي ثبوت رقية النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن في الأمراض العضوية , ولو سلمنا لك جدلاً بذلك - أعني ترك الرقية في مرض الموت وحدهُ - وأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يرقي من كل مرضٍ إلا مرض موته , لكان جواب غيرك لك أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على يقينٍ من وفاته في ذلك المرضِ وخيَّرهُ الله بين البقاء والوفاة فاختار لقاء الله وهذه من خواصه صلى الله عليه وسلم وهي إعلامه بأنَّ هذا المرض يموتُ فيه يقيناً , وعلى هذا التسليم الجدلي يقال لك: إنَّ استعمال الرقية مع كل ذلك قد يكونُ فيه نوعُ مدافعةٍ لأمر الله وإرادته وهذا ما لا يليقُ بمسلمٍ فضلاً عن أحب خلق الله إلى الله وأصدقهم إيمانا به وإجلالاً وتعظيماً وتسليماً له , مع بُعدِ ذلك وضعفه.

أهلا و سهلا بالأخ الكريم محمود .. تحياتي بك و لجميع الإخوة ..

نواصل و على بركة الله هذا الحوار و لا نرجو من وراءه إلا ابتغاء وجه الله .. إن شاء الله ..

نأخذ من كلامك ما يلي و نرد عليك و بكل هدوء و روية:

(هذه الجملةُ العريضةُ هي النتيجةُ الطبيعية للانبهار والعشى بثورة العلم , وهي تحملُ دعوى يكذبها محكَمُ القرآنِ وصريحُ السُّنة النبوية المتواترة المتفق عليها , واتفاقُ علماء الأمة من بعد ذلك.)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير