فهذا هو المراد من القصة .. و الدليل أن الله تعالى قال لنا في نهاية الآية أن هذه الوصفة العلاجية (ذكرى للعابدين)
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ [الأنبياء: 84]
و الله المستعان على ما أقول و أستغفر الله لي و لكم و السلام عليكم
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[11 May 2009, 08:32 م]ـ
أهلا و سهلا بالأخ الكريم محمود .. تحياتي بك و لجميع الإخوة ..
نواصل و على بركة الله هذا الحوار و لا نرجو من وراءه إلا ابتغاء وجه الله .. إن شاء الله ..
نأخذ من كلامك ما يلي و نرد عليك و بكل هدوء و روية:
(هذه الجملةُ العريضةُ هي النتيجةُ الطبيعية للانبهار والعشى بثورة العلم , وهي تحملُ دعوى يكذبها محكَمُ القرآنِ وصريحُ السُّنة النبوية المتواترة المتفق عليها , واتفاقُ علماء الأمة من بعد ذلك.)
أرجوك يا محمود ألا تصدر حكما عاما عليَ و تقول هذه نتيجة للإنبهار بثورة العلم .. إلى آخر الكلام .. فأنا أعلم جيدا ما هي الأشياء الغيبية المذكورة في القرآن .. و أومن بها حق الإيمان و الحمد لله .. (اليوم الآخر .. الجنة .. النار .. الملائكة .. الجن ... إلخ)
أخي الكريم: ليس أخوك بقاضٍ حتى تتحاشى حكمَهُ عليك وتخشاهُ, وأنا لم أحكم إلا على كلامك العجيب الذي تصور به الاسترقاء المشروعَ المجمَعَ على جوازه بثقافة التطرف والتخلف، التي أنشأت باسم القرآن الكريم عيادات للطب الروحي، والشعوذة الدينية، التي كانت ولا تزال تعتمد على الإيحاء والقابلية للتصديق والاعتقاد في الخرافات ..
هذا الكلامُ هو الذي حكمتُ عليه وعلى معتقِده بالعشى الذي قد يتطور إلى العمى تحت تأثير أضواء وبريق ثورة العلم الحديث.
وليس استغلالُ المشعوذين للقرآن وزعمهم المداواةَ به مبرراً لنسف الرقية والرقاة ونفي تأثير القرآن في الأعضاء والأمراض والعقول والقلوب , كما أنَّ السرقة في المساجد لا تشرعُ إغلاقها , وكما أنَّ نفي الحقائق الثابتة باتفاق المسلمين لا تبيحُ غلق المنتديات التي يكتَب فيها هذا الكلام.
وما دمتَ تُشفقُ على أخيك وتبغي الرد عليه برويَّة وهدوء فأرجو ألا تبدأ من آخر اعتراضه عليك قبل أن يعلمَ منك:
هل أنت تؤمنُ حقاً بألا تأثير للقرآن في الأمراض العضوية.؟
هل تعتقدُ بحجية السنة النبوية أم لا.؟
وهل إقرار رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي سعيد , وتداويه هو ورقيته نفسَهُ بالمعوذتين والإخلاص , وأمرهُ الأمة بذلك , لا يكفي لتكوين قناعةٍ عندك بالتداوي بالقرآن.؟
وهل عندك مخرجٌ يخرجُ به الصحابةُ من دائرة الشعوذة والدجل الديني والإيحاء والقابلية للتصديق والاعتقاد في الخرافات.؟
وبعد ذلك أعودُ لإجابتك هذه فأقول:
أنتَ أنكرت ثبوتَ رقية أي من الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في مرض موته , مع أنَّ ذلك مما اتفقت عليه دواوينُ السنة واجتمعت على إثباته , وأخشى أن تكونُ كل اعتراضاتك ورؤاك التي ستعرضها بسبب بعد الشُّقّة بينك وبين كتب العلم , لأني رأيتك غضضت الطرف عن قضية ثبوت ذلك واتفاق الأمة عليه وأخذت تبرره لي بما أنا قادمٌ إليه الآن , فهل أنت قرأت وطالعت كلام العلماء في الاستشفاء بالقرآن وخرجت بهذه القناعة التي أهديتُ لك اسم أحد شيوخ الأمة وعلمائها الذي قال بها من قبلك , أم أنك منبهرٌ بأضواء ثورة العقاقير والأشعة التي أثرت على مستوى الرؤية عندك.؟
وهذه مرحلةٌ طيبة تتراجعُ فيها وتقرُّ معنا بأنَّ رسول الله رُقي في مرض وفاته وهو يعلمُ أنه ميتٌ وكأنَّها إشارةٌ منه صلى الله عليه وسلم إلى أن لا تُترك الرُّقيةُ ولو أكد العلمُ اليقيني عدم جدواها كالوحي إليه بأنه مقبوضٌ , أو العلم الظني المحتمل كالأشعة والمختبرات.
أما مسألة الشفاء: فالقرآن شفاء لما في الصدور .. و ماذا يوجد في الصدر و هل يقصد بها الرئتان .. ؟؟ لا يا اخي إنه القلب .. و لماذا القلب؟؟ لأن الأمراض تسكن في القلوب .. !!!
.. فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً ... )
.. فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ ... )
.إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ .. )
ما هي نوعية هذا المرض .. ؟؟ إنها الوسوسة الشيطانية و الإنسية ..
¥