تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

سادسا: الانفعال السلبي؛ حيث يفقد الضيف الإسلامي في كثير من الأحيان في البرامج المتعددة الضيوف السيطرة على عواطفه ونوازعه وأعصابه، ويقع في منطقة المشاحنات والملاسنة مع الطرف الآخر، أو يتوجه إليه بالتهديد والاستخفاف والاستهزاء.

جدل القضايا والشخصيات

وفيما يتعلق بنوعية الضيوف، أشارت الدراسة إلى أنه كان لنوع الضيوف تأثير واضح في نوعية الأداء؛ حيث يتسم أداء القيادات في الغالب بالحكمة والدبلوماسية، والقدرة على تجاوز الأسئلة المحرجة، والقدرة على العرض الجيد، وقوة الرد، ولا ينفي هذا وجود نماذج قوية من غير القيادات أو الشخصيات المشهورة، كما لا ينفي وجود نماذج ضعيفة أيضا؛ ويرجع ذلك إلى خبرة الضيف؛ فالضيوف المشهورون في الفضائيات يأتي أداؤهم قويا.

وحول نوع القضية التي تستضاف فيها الشخصية الإسلامية، أوضحت الدراسة أن لنوع القضية تأثيرا كبيرا؛ فالضيوف المتخصصون يكونون أكثر قدرة على التعامل مع برامج الفضائيات من غير المتخصصين، ففي مجال التأصيل الشرعي وجدت الدراسة أن بعض القيادات السياسية والإدارية تكون إجاباتها ضعيفة، وبالمثل فإن الخبراء في التأصيل الشرعي حين يتطرقون إلى السياسية تأتي ردودهم ضعيفة.

وأشارت الدراسة إلى أن الأداء في الفضائيات يختلف عن الأداء في الوسائل الإعلامية الأخرى؛ حيث تعتمد الفضائيات على الحوار الساخن، والقدرة على الارتجال، والإلمام بتطورات الأحداث السياسية، والقدرة على الإجابة على الأسئلة المحرجة، والمواجهات الشديدة، والاعتراضات غير المعتادة.

وفيما يتعلق بملاحظات تقويم المحاور تقول الدراسة إن الضيوف الإسلاميين من حيث المضمون ينقسمون إلى نوعين: نوع يجيد تأصيل الآراء والمواقف تأصيلا شرعيا، وغالبا ما يكونون من الباحثين الشرعيين أو العلماء، ونوع آخر يفتقر إلى هذا النوع من التأصيل، مع كونهم من القيادات والرموز؛ وهو ما يؤدي إلى الخلط لدى المشاهد، ويرجع ذلك إلى أن الضيف غالبا ما يكون من غير المتخصصين.

وحول الاستطراد والاختزال، نوهت الدراسة إلى وجود نماذج متنوعة؛ فبعض الضيوف يستطرد في إجابته استطرادا يخدم فكرة واحدة، لكنه استطراد إيجابي، وهناك استطراد ضعيف لأنه يخرج عن الفكرة الأساسية مما يشتت الانتباه.

كما أشارت الدراسة إلى أن بعض الضيوف يختزلون العديد من القضايا، سواء بالحكم المطلق على الجميع، أو الحكم في قضية خلافية كبيرة بحكم شخصي يطرح وجهة نظر ذاتية ضيقة.

أما من حيث المعلومات، فيتفاوت الضيوف الإسلاميون؛ فمنهم من يكون على قدر كبير من المعلومات الدقيقة والعميقة، ويقدم للمشاهد المعلومات التي تؤيد كلامه، ومنهم من يفتقر إلى تلك المعلومات في الوقت الذي يتوقع المشاهد منه دقة وعمقا في معلوماته.

ولفتت الدراسة إلى أن نجاح بعض الضيوف الإسلاميين لا يعتمد فقط على ما يقدمونه للمشاهد من معلومات وحجج ووثائق، وإنما على ما يقدمونه من معلومات موثقة عن حقيقة الطرف المضاد، وكلما زادت هذه المعلومات فقد الطرف المضاد مصداقيته لدى المشاهد، وزادت ثقة المشاهد بالضيف الإسلامي، وفي المقابل هناك ضعف وسطحية في المعلومات عند بعض الضيوف.

الإسلاميون وآفة التوثيق

وأكدت الدراسة أن افتقار الإسلاميين للتوثيق يمثل ظاهرة؛ فنادرا ما يقدم الضيف الإسلامي للمشاهد الوثائق، سواء بالإشارة إليها، أو بعرضها في البرنامج، معتمدا على كلام الناس وبعض المعلومات التي تطايرت إلى مسامعه، كما أن كثيرا من الإسلاميين لا يقدمون تلخيصا جيدا لما يريدون أن يوصلوه للمشاهد، فبعد أن ينتهي البرنامج يجد المشاهد نفسه بين أطراف تنازعت الكلام، وقد لا يتذكر منها إلا الكلمات الأخيرة القوية، وهذا الجانب لا يجيده كثير من الإسلاميين.

وفيما يتعلق بخطاب الضيوف الإسلاميين قالت الدراسة إنه يعتمد على المنطق، ثم يأتي بعد ذلك الخطاب المتمازج، ثم العاطفي، ومما يعيب الخطاب المنطقي ضعف العرض، والشرود، والاستطراد السلبي، ونقص المعلومات، كما أن الضيوف لا يملكون القدرة على مواكبة المصطلحات والتعبيرات الخاصة بمجال القضية التي يتكلمون فيها، ومن ثم يلجئون إلى تعبيرات ركيكة وضعيفة، تدل على قلة خبرتهم في المجال.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير