تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وفيما يتعلق بالقدرة على التعامل مع الأسئلة المحرجة والمستفزة، أوضحت الدراسة أن لدى الإسلاميين قدرة عالية على تجاوز الأسئلة المحرجة، وأن أسلوبهم يتسم بالتنوع في طريقة التجاوز، فمنهم من يعتمد على عرض الحقائق التي تفند شبهات السؤال أو دعاوى الطرف الآخر، ومنهم من يعتمد على التحليل الشرعي، ومنهم من يستند إلى الردود الدبلوماسية، أو الخبرة السابقة في تحليل الأحداث، أو بتوجيه السؤال نحو قضايا أهم تلفت نظر المشاهد.

واعتبرت الدراسة وقوع الضيف الإسلامي في مواجهات مع بعض مقدمي البرامج أو الأطراف الأخرى قد تكون محاولات لاستصدار تصريح من الضيف بالإدانة لفصيل إسلامي آخر، وقد جاء أداء الإسلاميين إزاء هذه المحاولات متفاوتا؛ فمنهم من يواجه تلك المناورات بمهارة، ومنهم من يقع فريسة سهلة لتك المحاولات.

نتائج الدراسة

وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج من أهمها:

1 - أفسحت الفضائيات المجال للإسلاميين لكي يقولوا كلمتهم، ويعرضوا آراءهم للمشاهدين، وخصوصا مع وجود أصوات قوية للتيارات غير الإسلامية.

2 - البرامج التي تستضيف الإسلاميين تتسم بالجودة، كما أنها تعرض لتاريخ الضيف، وأهميته، ومؤلفاته، وحياته العلمية؛ مما يدفع بعض الضيوف إلى إعداد أنفسهم للاشتراك في مثل هذه البرامج.

3 - أداء الإسلاميين متفاوت، وهذا التفاوت له أسباب عديدة، فمنها ما هو شخصي، ومنها ما هو راجع لظروف خاصة كعدم وجود متحدث عن التيار إلا بعض القيادات الضعيفة إعلاميا، أو علميا ... إلخ.

4 - نمط العمل الذي يمارسه الإسلاميون له تأثير كبير على قوتهم أو ضعفهم، مع فرض تحييد العوامل الأخرى؛ فالتيارات التي يغلب عليها العمل السياسي تكون غالبا مفتقرة إلى التأصيل الشرعي الجيد، والتيارات التي يغلب عليها التوجه العلمي الشرعي يغلب عليها الضعف في المجالات السياسية أو العسكرية أو الاقتصادية، والتيارات التي يغلب عليها التوجه الدعوي تفتقر أيضا إلى التأصيل الشرعي.

5 - كثير من الإسلاميين، حتى في مجال العمل الإعلامي في الفضائيات، لم يصل بعد إلى المستوى الذي يمكنه من التغلب على التعصب الحزبي، أو التخلي عن السمات الحزبية؛ فالضيف غالبا، إلا في بعض الحالات أو النماذج، يكون واجهة لحزبه أو تياره، مظهرا لغيره من التيارات أو الحركات بصورة سلبية، محاولا ترويج رسالته على حساب تلك التيارات الأخرى.

6 - لم يصل الإسلاميون في أغلب الحالات إلى مستوى الأداء المناسب في مجال الفضائيات؛ نظرا لكثرة السلبيات النوعية في الأداء الإعلامي، من حيث محاور المضمون، أو محاور الخطاب، أو محاور التوجيه.

7 - أخطر السلبيات التي تواجه أداء الإسلاميين في محاور المضمون: ضعف التأصيل الشرعي، واختزال بعض القضايا المهمة، ونقص المعلومات، والافتقار إلى الوثائق، والضعف في معرفة الخصم وتحليل موقفه، وضعف القدرة على تلخيص الموقف بصورة مركزة، لاسيما في كلمات الختام.

8 - أن أخطر السلبيات التي تواجه أداء الإسلاميين في محاور الخطاب هي: ضعف العرض، وعدم القدرة على استعمال العبارات المباشرة، واستعمال الشواهد أو التعبيرات القرآنية في مواضع غير مناسبة، ونقص الخبرة في تعبيرات ومصطلحات المجال الذي تدور حوله المناقشة.

9 - أن أخطر السلبيات التي تواجه الإسلاميين في محاور السيطرة على الحوار هي: ضعف توجيه الحوار، وعدم استغلال الفرص المناسبة لخدمة موقفه وتمرير أفكار للمشاهدين، وغلبة الانفعال السلبي على بعض الضيوف، والتأثر ببعض المقاطعات والاستجابة لمضمونها، والانزلاق في أنواع من الشخصنة.

10 - أن بعض الإسلاميين يشارك في حوارات مع من يُعرف باستهزائه بالدين، ويستمر في الحوار معه على الرغم من تكرار استهزائه، ومن نتائج ذلك السلبية: إسماع الناس هذا الاستهزاء العلني، وتحول الضيف الإسلامي أمام المشاهدين إلى صورة المتشدد الذي يتهم غيره بالكفر، وتنمية الجرأة لدى الطرف الآخر على الاسترسال في استهزائه.

11 - بعض الإسلاميين يتعامل مع الأطراف المخالفة بمنطق التصنيف؛ فهذا معتدل، وهذا متطرف، ويضع الضيف نفسه دائما في خانة المعتدلين على حساب باقي التيارات.

12 - بعض الإسلاميين حين يظهرون في الفضائيات لا يراعون الضوابط الشرعية في الحوار والجدال مع المخالف، ويصل بهم عدم الالتزام بتلك الآداب إلى أن يصف الطرف الآخر بأقذع كلمات السباب والشتم، وهذا إن وقع من الطرف الآخر فلا يليق بالضيف الإسلامي أن يزلّ فيه.

13 - بعض الإسلاميين يتجرأ على رمي الطرف الآخر بالكفر أو الردة أو الإلحاد، وهذا أقل ما فيه أنه ينفر الطرف الآخر، وينفر المشاهدين من الضيف الإسلامي.

14 - القيادات في الغالب تكون أكثر قدرة على المشاركة في مثل تلك البرامج، وهذا لا ينفي وجود نماذج فردية من غير القيادات أو المشهورين تضاهي مستوى القيادات أو قد تتفوق عليها.

15 - هناك عوامل قد يكون لها تأثير واضح في أداء الضيف الإسلامي، مثل الظروف الأمنية التي تجعل الضيف يتجنب الخوض في بعض القضايا، أو التعصب للانتماء، أو التأثر بمواقف شخصية مثل الشخصيات المعارضة التي أبعدت من عضوية تيار ما، أو مواقف سياسية، أو توجهات حزبية، أو وجود خلفيات عن أداء الطرف المضاد في برامج سابقة.

16 - الكلمات الأخيرة التي تتاح للضيف الإسلامي ينبغي أن يجتهد في صياغتها صياغة قوية ومركزة، ويوجزها في عبارات سريعة؛ لأن المشاهد في الغالب لا يتذكر إلا هذه الكلمات الأخيرة.

17 - من أبرز عوامل نجاح الضيف الإسلامي في تلك البرامج: التأصيل الشرعي القوي للقضايا، والمعلومات الدقيقة، ومعرفة الخصم، والعرض القوي، واستعمال نوع الخطاب المناسب.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير