تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ممكن! فاليمن السعيد بلد العجائب .. ألم ينتقل عرش ملكته "بلقيس" إلى النبي سليمان (عليه السلام) في لمح البصر، وهو يبعد عنها بآلاف الأميال؟! وأراني – بفضل "ابن حلاق" – غارقا في إحدى عجائبه، لأني لم أحسبها لُجّةً ولم أكشف عن ذراعَيّ ...

ولفرط حيرتي، فكرت أن أرسل أحدا إلى صنعاء ليجيئني منها بنبإٍ يقينٍ، مِنْ قِبَل الشوكاني لا مِن قِبَل الأستاذ "ابن حلاق"، فقد خشيتُ أن يرسِل إليَّ هذا الأخير بهدية لينظر بم يرجع المرسَلون ... وبينما أنا غارق في غياهب الشك، إذ بعيني تهمس في أذني: "أنا هدهد العقل، ولا يستقيم العقل إذا لم يصحّ النقل". ثم نقلتني إلى الصفحة 79 من "مقدمة ابن حلاق"، وإذا بي أرى فيها صورة لإحدى ورقات المخطوط، مكتوب تحتها: [الصفحة الأخيرة من المجلد الثاني]. ومن هذه الصفحة، نقلت لي عيني ما يلي:

" ( ... ) وكان الفراغ في نهار الخميس في اليوم السابع والعشرين من أيام شهر الحجة الحرام سنة إحدى وعشرين ومائتين وألف من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام" (النيل، 79)

فنازعتُ عيني في روايتها ولم أصدِّقها .. وإكراما للأستاذ "ابن حلاق"، أرسلت عيني الأخرى وقلت لها: "تبيّني! أن نصيب قوما بجهالة فنصبح على ما فعلنا نادمين! " فعادت مصدّقةً أختها. لكنها أضافت ملاحظة (والعين تلحظ)، تلقيتها بالقبول معتبرا إياها زيادة ثقة، ومفادها أن كلمة "مائتين" مكتوبة بهذا الشكل "مائة ين"؛ وكأن المؤلف كتب سهوا "مائة" ثم استدرك فوصل التاء المربوطة بالياء والنون.

فقلت في نفسي: سها الشوكاني فأنقص مائة، ووهم "ابن حلاق" فزاد مائة في عمر الأول! والفرق بينهما: أن الأول استدرك، أما الثاني فلم يدرك ...

وهَبْ أن الشوكاني أثبت 1111 هـ تاريخاً لفراغه من تأليف "نيل الأوطار"، هل هذا مبرر لإثباته على علاته دون تعليق أو توضيح، ولوثبت من ألف طريق أن الشوكاني كان جزءاً من الغيب في تلك السنة؟!

وإذا كان "وهم" كهذا وقع في مقدمة التحقيق، فماذا عن التحقيق نفسه؟

وإذا كان "المحقق" يخطئ في قراءة مفاتيح المخطوط، ثم لا يشير –من باب الأمانة العلمية- إلى اللبس الذي اعترضه عند القراءة، إن كان هو الذي قرأه؛ فكيف تسنى له تحقيق المخطوط؟ وكيف لنا أن نثق في ضبطه؟

وكنت من قبل أتساءل: ما الذي جاء بابن الفيحاء إلى صنعاء؟ لكنني الآن، بفضل قصيدة "شوقي"، أدركت الجواب: إنها الريح!

وها هي ذي الحمامة الحجازية الفطنة تحمّلني رسالة إلى "ابن حلاق" قائلة له:

هَبْ جنَّةَ الخُلْدِ اليَمَنْ ----- لا شيءَ يعدل الوطنْ!

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

(1): في صورة هذه الصفحة من المخطوط: " شهر الحجة الحرام". وقد أغفل المحقق "الحرام" هنا، ولم يشر إلى الباعث على ذلك، ولعل "الباعث" لم يكن بـ"الحثيث" ...

(2) أي: تاريخ الفراغ منه، لا ما سبق من كلام.) انتهى.

تعليق شيخنا عليه:

لقد أملى عليَّ شيخنا بعد ما أطلعته على هذا المقال، فقال:

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد اطلعتُ بواسطة أخي الفاضل على ما سطَّره أحد الحاقدين على أعمالي، حيث أنه جاء بجملٍ وألفاظٍ فيها العجب العجاب. ولو اتقى ربه وأنصف في قوله لحُلّت القضية في ثانية واحدة.

ففي مقدمة محمد صبحي بن حسن حلاق، وليس ابن حلاق.

في الصفحة 71 خطأ مطبعي وهو بدل (مائتين) كتبت (مائة) بالخطأ، وصورة المخطوط في صفحة 70 المقابلة تُثبت (مائتين) وليس (مائة). بالإضافة إلى أنَّ الصفحات الأخرى كصفحة 75 تثبت أيضاً (مائتين) وغيرها وغيرها.

فلا يحتاج هذا الخطأ المطبعي إلى كل هذا التطبيل والتزمير من فضيلة هذا الذي اتاني بالعجائب والغرائب وبالجمل الطنانة الرنانة، وتحقيق غيره من الكتب يثبت أن المحقق له وهومحمد صبحي بن حسن حلاق، وليس " ابن حلاق " يا جاهل.

ولقد أثبت العلماء وطلبة العلم ومن اطلع على " نيل الأوطار " على أن هذا التحقيق لنيل الأوطار لم يسبق إليه، بشهادة العلماء.

فلتحترق قلوب الحاقدين والحاسدين لهذا الذي أخرج التراث اليمني من التراب.

انظر بعين الإنصاف والعدل، ولا تنظر بعين الحقد والحسد.

أملاه ارتجالاً

أبو مصعب

محمد صبحي بن حسن حلاق

ليلة الاثنين 22/ 6/1430هـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير