قال: يا نبي الله بل يسبقني إلى باب الجنة فيفتحها إلي لهو أحب إلي قال: (فذاك لك).
فقال رجل [من الأنصار]: يا رسول الله [جعلني الله فداءك] أله خاصة أو لكلنا؟ قال: (بل لكلكم]).
الثاني: (حسن) عن أنس بن مالك رض1 عن النبي صل1 قال: (من عزى أخاه المؤمن في مصيبته كساه الله حلة خضراء يحبر بها يوم القيامة).قيل: يا رسول الله ما يحبر؟ قال: (يغبط).
ويعزيهم بما يظن أنه يسليهم ويكف من حزنهم ويحملهم على الرضا والصبر
-مما ثبت عنه صل1 إن كان يعلمه ويستحضره, وإلا فبما تيسر له من الكلام الحسن الذي يحقق الغرض ولا يخاف الشرع كقولهم أعطاك عمره وفي ذلك أحاديث:
الأول:عن أسامة بن زيد رض2 قال:
(صحيح) (أرسلت إلى رسول الله صل1 بعض بناته: أن صبيا لها ابنا أو ابنة (وفي رواية أميمة بنت زينب) قد احتضرت فاشهدنا قال: فأرسل إليها يقرؤها السلام ويقول: (إن لله ما أخذ و [لله] ما أعطى وكل شيء عنده إلى أجل مسمى فلتصبر ولتحتسب). . الحديث.
قلت: وهذه الصغية من التعزية وإن وردت فيمن شارف الموت فالتعزية بها فيمن قد مات أولى بدلالة النص ولهذا قال النووي في (الأذكار) وغيره: (وهذا الحديث أحسن ما يعزى به).
الثاني: (حسن) قوله صل1 للمرأة الأنصارية رض11 يعزيها بولدها: أما إنه بلغني أنك جزعت على ابنك فأمرها بتقوى الله وبالصبر فقالت: يا رسول الله [ما لي لا أجزع و] وإني امرأة رقوب لا ألد ولم يكن لي غيره؟ فقال رسول الله صل1: الرقوب: الذي يبقى ولدها ثم قال: (ما من امرئ أو امرأة مسلمة يموت لها ثلاثة أولاد [يحتسبهم] إلا أدخله الله بهم الجنة).
فقال عمررض1 وهو عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم: بأبي أنت وأمي واثنين؟ قال: (واثنين).
الثالث: (صحيح) قوله صل1 حينما دخل على أم سلمة رض11 عنها عقب موت أبي سلمة: (اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه).
الرابع: قوله صل1 في تعزيته عبد الله بن جعفر في أبيه: (اللهم اخلف جعفرا في أهله وبارك لعبد الله في صفقة يمينه) (قالها ثلاث مرات). يأتي بتمامه في المسألة التالية.
- ولا تحد التعزية بثلاثة أيام لا يتجاوزها بل متى رأى الفائدة في التعزية أتى بها فقد ثبت عنه صل1 أنه عزى بعد الثلاثة في حديث عبد الله بن جعفر رض2ا قال: (صحيح) (بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا استعمل عليهم زيد بن حارثة وقال: (فإن قتل زيد أو استشهد فأميركم جعفر فإن قتل أو استشهد فأميركم عبد الله بن رواحة).
فلقوا العدو فأخذ الراية زيد فقاتل حتى قتل ثم أخذ الراية جعفر فقاتل حتى قتل ثم أخذها عبد الله فقاتل حتى قتل ثم أخذ الراية خالد بن الوليد ففتح الله عليه وأتى خبرهم النبي صل1 فخرج إلى الناس فحمد الله وأثنى عليه وقال: (إن إخوانكم لقوا العدو وإن زيدا أخذ الراية فقاتل حتى قتل واستشهد ثم. . . ثم. . . ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله خالد بن الوليد ففتح الله عليه).
فأمهل ثم أمهل آل جعفر ثلاثا أن يأتيهم ثم أتاهم فقال: (لا تبكوا على أخي بعد اليوم ادعوا لي ابني أخي قال: فجيء بنا كأنا أفرخ فقال: ادعوا لي الحلاق فجيء بالحلاق فحلق رؤوسنا ثم قال: (أما محمد فشبيه عمنا أبي طالب وأما عبد الله فشبيه خلقي وخلقي).
ثم أخذ بيدي فأشالها فقال: (اللهم اخلف جعفرا في أهله وبارك لعبد الله في صفقة يمينه). قالها ثلاث مرات.
قال: فجاءت أمنا فذكرت له يتمنا وجعلت تفرح له. فقال: (العيلة تخافين عليهم وأنا وليهم في الدنيا والآخرة؟).
- وينبغي اجتناب أمرين وإن تتابع الناس عليهما:
أ - الاجتماع للتعزية في مكان خاص كالدار أو المقبرة أو المسجد.
ب - اتخاذ أهل الميت الطعام لضيافة الواردين للعزاء؛وذلك لحديث جرير بن عبد الله البجلي رض1 عنه قال:
(صحيح) (كنا نعد (وفي رواية: نرى) الاجتماع إلى أهل الميت وصنيعة الطعام بعد دفنه من النياحة).
¥