ليس هذا ولا ذا، لكن طبيعة الأكوان، غليان ........ : أساليب خبرية للتقرير
أيها الفرقدان: استعارة مكنية، شبه النجمين بالإنسان وحذف المشبه به ودل عليه بشيء من لوازمه (نبئاني، أيها)
تمردت الأرض: استعارة مكنية، شبه الأرض بالإنسان الذي يتمرد وحذف المشبه به ودل عليه بشيء من لوازمه (تمردت)
أنحت على بني الإنسان: كناية عن التدمير والخراب.
سبحان الله: دعاء للتنزيه.
البيت الرابع (غليان في الأرض، ثوران في البحر) فيه حسن تقسيم.
الفكرة الثانية: ما حدث لمسينا من جراء الزلزال ..
5 - ما (لمسِّين) عوجلت في صبا ها ودعاها في الردى داعيان
6 - خسفت ثم أغرقت ثم بادت قضي الأمر كله في ثواني
7 - وأتى أمرها فأضحت كأن لم تك بالأمس زينة البلدان
8 - بغت الأرض والجبال عليها وطغى البحر أيَّما طغيان
9 - فهنا الموت أسود اللون جون وهنا الموت أحمر اللون قاني
10 - جنّد الماء والثرى لهلاك الخلق ثم استعان بالنيران
11 - ودعا السحب عاتيا فأمدته بجيش من الصواعق ثاني
12 - فاستحال النجاء واستحكم اليأ س وخارت عزائم الشجعان
13 - وشفى الموت غله من نفوس لا تباليه في مجال الطعان
المفردات:
عوجلت: أخذت بسرعة , صباها: الصغر والحداثة، دعاها: طلبها، الردى: الموت والهلاك، داعيان: المراد البركان والبحر، خسفت: غارت بما عليها، أغرقت: غلبها الماء فرسبت تحته، بادت: هلكت وزالت، قضي الأمر: أي انتهى، أتى أمرها: جاء وحان، أضحت: أصبحت، زينة البلدان: أجمل البلدان، بغت (بغي): ظلمت وطغت، طغى البحر: ارتفع وعلا على كل شيء فاخترقه، أيَّما: تفيد زيادة الطغيان، جون: أسود شديد السواد، قاني (قنأ): اشتدت حمرته، الثرى: التراب، عاتيا: استكبر وجاوز الحد – والمراد ظالما، الصواعق: مفردها صاعقة وهي أجسام نارية تسقط من السماء فتحرق ما يقابلها، استحال: أصبح مستحيلا صعب المنال، استحكم: تمكن وتحكم، اليأس: القنوط - ومضادها الرجاء، خارت (خور): ضعفت، عزائم: مفردها عزيمة – وهي الجد والقوة، الغلّ: العداوة والضغن والحقد والحسد، لاتباليه (بلي): لا تهتم به، مجال الطعان: ساحة الحرب.
الشرح:
يتساءل الشاعر في عجب ما ذا حدث لمسينا فقد أتتها نهايتها سريعة وهي في أوائل نهضتها ورقيها فقضى عليها الهلاك والدمار، فقد تشققت الأرض نتيجة لهزات الزلزال فانهار ما عليها غائصا تحت الأرض وهاجت أمواج البحر فأغرقت تحتها مسينا فزالت من على الأرض في ثواني معدودات وكأنها لم تكن موجودة أصلا، فقد أتاها أمر الله وقضاءه فأصبحت نسيا منسيا فلا أثر لها بعد أن كانت أجمل البلدان، عملت الطبيعة بمظاهرها على تدميرها فالأرض ابتلعتها والجبال طمست معالمها والبحار أغرقتها فظلمت وانتشر فيها الخراب والدمار، فقد جند الموت جنوده:البحر بمائه والأرض بترابها والبركان بحممه وكل ذلك انصب على مسينا،وكذلك دعا الموت السحب فاستجابت له وأرسلت جيش أخر من الصواعق تحرق ما يقابلها، فأصبح مستحيل الهرب من هذا القضاء المحتوم والنجاة منه فأخذ اليأس يعو القلوب وانهارت عزيمة الشجعان أمام الموت، وقد شفي الموت غيظه من أهل مسينا الذين كانوا لا يهتمون به إذا ما دعاهم إليه في وقت الحرب.
الجماليات:
ما لمسين عوجلت ...... : أسلوب إنشائي طلبي استفهام الغرض منه التعجب.
أكثر الشاعر من الأساليب الخبرية التي تفيد التقرير لأنه بصدد وصف واقع الحال في مسينا.
استخدم الشاعر أسلوب البناء للمجهول في (عوجلت، خسفت، أغرقت، بادت، قضي، جند، دعا) للدلالة على القوة الخفية التي وراء هذا الخراب والدمار.
** عمل الشاعر على رسم صورة كلية تضعنا أمام ما حدث في مدينة مسينا وقد اشتملت على اللون (أسود – أحمر –النيران- الصواعق – البحر)، والصوت (دعاها – السحب – الطعان)، والحركة (خسفت – أغرقت – بادت – بغت – طغت – أمدّ)، وقد تخلل هذه الصورة الكلية التي تصور الموت منتقما بكل أسلحته صورا جزئية كالتالي:
ما لمسين عوجلت في صباها: استعارة مكنية، شبه مدينة مسينا بامرأة شابة أتت نهايتها وحان موتها، وحذف المشبه به ودل عليه بشيء من لوازمه (صباها)
¥