- وفي زاد المعاد لابن القيم (2/ 323):
ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم: لا يقولن أحدكم: تعس الشيطان فإنه يتعاظم حتى يكون مثل البيت فيقول: بقوتي صرعتة ولكن ليقل: بسم الله فإنه يتصاغر حتى يكون مثل الذباب. [صحيح خرجه أبو داود كما سبق]
وفي حديث آخر: إن العبد إذا لعن الشيطان يقول: إنك لتلعن ملعنا.
[الحديث لم أجده وهو قريب مما قاله مجاهد أعلاه]
ومثل هذا قول القائل: أخزى الله الشيطان وقبح الله الشيطان فإن ذلك كله يفرحه ويقول: علم ابن ادم أني قد نلته بقوتي وذلك مما يعينه على إغوائه ولا يفيده شيئا فأرشد النبي صلى الله عليه وسلم من مسه شيء من الشيطان أن يذكر الله تعالى ويذكر اسمه ويستعيذ بالله منه فإن ذلك أنفع له وأغيظ للشيطان. اهـ
- وفي مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين (3/ 93): سئل فضيلة الشيخ برقم (491): عن حكم لعن الشيطان؟ فأجاب بقوله: الإنسان لم يؤمر بلعن الشيطان، وإنما أمر بالاستعاذة منه كما قال الله تعالى: وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم (الأعراف-200) وقال تعالى في سورة فصلت: وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم (فصلت-36). اهـ
- وفي شرح العقيدة الطحاوية للشيخ صالح آل الشيخ (1/ 214) قال: ويلحق ببحث لعن الكافر لعن الشيطان أو لعن إبليس، وهذا أيضا اختلف فيه أهل العلم على قولين: القول الأول: منهم من أجاز لعنه بعينه لقول الله ? {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا * لَعَنَهُ اللَّهُ} [النساء:117 - 118]
وما جاء في الآيات في لعن إبليس وطرده عن رحمة الله.
القول الثاني: أنه لا يُلْعَنْ إبليس ولا الشيطان لما صَحَّ في الحديث أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن لعن الشيطان أو عن لعن إبليس وقال: «لا تلعنوه فإنه يتعاظم» رواه تمَّام في فوائده وغيره بإسناد جيد، قالوا: فهذا يدل على النهي عن اللّعن، وهذا متّجه في أنَّ اللعن عموماً في القاعدة الشرعية أنَّ المسلم لا يلعن؛ لأنّ اللعن منهي عنه المؤمن بعامة، ومن أعظم ما يكون أثراً للعن أنَّ اللَّعان لا يكون شفيعاً ولا شهيداً يوم القيامة. والمسألة فيها أيضاً مزيد بحث فيما جرى من لعن يزيد، ولعن بعض المعينين؛ ولكن الإمام أحمد لما سئل عن حال يزيد قال: أليس هو الذي فعل بأهل المدينة يوم الحرة ما فعل، أليس هو كذا؟ فقال له: لم لا تلعنه؟ فقال: وهل رأيت أباك يلعن أحداً؟. وهذا يدل على أنَّ ترك اللعن من صفات الأتقياء، وأنَّ اللَّعن من صفات من دونهم إذا كان في حقّ من يجوز لعنه عند بعض العلماء، أما لعن من لا يستحق اللعن فهذا يعود على صاحبه؛ يعني من لَعَنَ من لا يستحق اللعن عادت اللعنة؛ يعني الدعاء بالطرد والإبعاد من رحمة الله على اللاعن والعياذ بالله. اهـ
خلاصة ما ذكر: أن لعن الشيطان غير جائز للنص في النهي عن لعنه، وهو نص صحيح ..
وكذا حديث أبو داود: لا تقل تعس الشيطان، وهي وإن لم تكن لعنا إلا أنها أفادت أمرا مهما، وهي أن الشيطان يتعاظم بذلك ..
وأيده أثر مجاهد الصحيح عنه عند ابن أبي الدنيا كما مر ..
أما جواز اللعن فإنه يقيد بحالة الوسوسة والكيد فقط كما صح من حديث أبي الدرداء في مسلم وقول رسول الله له: ألعنك بلعنة الله، ثلاثا ..
فأفاد هذا الحديث جواز اللعن عند حصول الكيد والوسوسة، ولا يلعن ابتداءاً ..
والله أعلى وأعلم.
يتبع بإذن الله تعالى ***********
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[25 May 2009, 10:27 م]ـ
الحرز الثاني: الذكر والرقية
والحرز الثاني وهو ذكر الله والرقية الشرعية .. فكثرة ذكر الله من أنفع الحروز من الشيطان .. وفيه أحاديث كثيرة نصطفي منها أصحها وهو الآتي:
• وصية محمد ويحيى عليهما السلام
في المسند وسنن الترمذي عن الحارث الأشعري عن النبي ? قال:
إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها .. وجاء فيه في الخامسة قوله:
وآمركم أن تذكروا الله فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعا حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله .. الحديث.
¥