وقوله: بريقة أرضنا .. قيل المراد جملة الأرض، وقيل: أرض المدينة خاصة لبركتها، والريقة أقل من الريق، والمعنى أنه يأخذ من ريقه على أصبعه السبابة ثم يضعها على التراب فيعلق بها منه شيء، فيمسح به على الموضع الجريح، أو العليل، ويقول هذا الكلام في حال المسح.
• رقية جبريل عليه السلام
في صحيح مسلم عن عائشة زوج النبي ? أنها قالت: كان إذا اشتكى رسول الله ? رقاه جبريل، قال: باسم الله يبريك، ومن كل داء يشفيك، ومن شر حاسد إذا حسد وشر كل ذي عين. [رواه مسلم 2185 ورواه أحمد 6/ 160 وإسحاق بن راهويه في مسنده 1743 منقطعا فإن محمد بن إبراهيم لم يدرك عائشة، ووصله مسلم في روايته السابقة]
وعنده عن أبي سعيد أن جبريل أتى النبي ? فقال: يا محمد اشتكيت؟ فقال: نعم، قال: باسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسدٍ الله يشفيك، باسم الله أرقيك. [رواه مسلم 2186 وابن ابي شيبة 5/ 47 وعبد بن حميد 881 كلهم عن أبي سعيد]
ومن حديث أسماء بنت عميس قالت: دخل على رسول الله ? بابني جعفر ابن أبي طالب فقال لحاضنتهما: مالي أراهما ضارعين؟ فقالت حاضنتهما: يا رسول الله إنه تسرع إليهما العين ولم يمنعنا أن نسترقي لهما إلا أنا لا ندري ما يوافقك من ذلك .. فقال رسول الله ?: استرقوا لهما فإنه لو سبق شيء القدر لسبقته العين.
[صحيح بطرقه رواه احمد 6/ 438 والترمذي 2059 وابن ماجة 3510]
الحرز الثالث
وهو قراءة القرآن
ولا شك أن قراءة القرآن هي أعظم حافظ من الشيطان .. وهي من أعظم الذكر كذلك وقراءة بعض السور أفضل من بعض مثل قراءة سورتي الفلق والناس موهما المعوذتين وسورة البقرة وخاتمتها وآية الكرسي.
• إبليس وفاتحة الكتاب
روى الطبراني عن مجاهد عن أبي هريرة قال:
إن إبليس رن حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة.
[رواه الطبراني في الأوسط 5/ 100 من طريق ابن أبي شيبة وقد رواه في مصنفه 6/ 139 وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/ 20: وهو شبيه المرفوع ورجاله رجال الصحيح]
• سورة البقرة وخاتمتها
ومن حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله ?: لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة.
وفي رواية لأحمد: لا تجعلوا بيوتكم مقابر وإن البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان. [رواه مسلم 780 وأحمد 2/ 284 و 2/ 387]
وفي سنن الدارمي عن ابن مسعود قال: ما من بيت يقرأ فيه سورة البقرة إلا خرج منه الشيطان وله ضراط. [رواه الدارمي 2/ 539 وفيه فطر بن خليفة وثقه أحمد وابن معين، والله أعلم]
وفي الصحيح من حديث أبي موسى الأنصاري قال، قال رسول الله ?: من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه. [رواه البخاري 5051 ومسلم 807]
وفي الترمذي عن النعمان بن بشير عن النبي ? قال: إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق بألفي عام أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة فلا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان. [رواه الترمذي 2882 وأحمد 4/ 274 وصححه الألباني]
• آية الكرسي والحفظ من الشيطان
مر معنا حديث الصحيحين: أن من قرأها في ليلة لا يقربه الشيطان حتى يصبح .. وجاء عن كثير من الصحابة ..
ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة قال: وكلني رسول الله ? بحفظ زكاة رمضان فأتى آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله فذكر الحديث .. فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي فإنه لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح ..
فقال النبي ? صدقك وهو كذوب، ذاك الشيطان. وقد خرجناه.
وفي الباب أحاديث منها ما رواه مسلم عن أبي بن كعب قال:
قال رسول الله ?: يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟
قال قلت: الله ورسوله أعلم، قال يا أبا المنذر: أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال قلت: الله لا إله إلا هو الحي القيوم، قال: فضرب في صدري، وقال: والله ليهنك العلم أبا المنذر.
[رواه مسلم 810 وأبو داود 1460]
وفي سنن الترمذي قال سفيان بن عيينة في تفسير حديث عبد الله بن مسعود:
ما خلق الله من سماء ولا أرض أعظم من آية الكرسي ..
قال سفيان بن عيينة: لأن آية الكرسي كلام الله، وكلام الله أعظم من خلق الله من السماء والأرض.
¥