تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(وهو باطل من جهات كثيرة، منها أن ما يسكت عنه الوحي منه ما يمكن أن يكون عفواً كما قال فنحن مثلاً وجب علينا صوم شهر واحد وهو رمضان وسكت الوحي عن وجوب شهر آخر فلم يجب علينا إلا هذا، وأن ما سكت عنه فهو عفو ووجبت عليننا صلوات وغيرها لم يجب علينا وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ضمام بن ثعلبة قال: لا لما قال له الأعرابي ضمام هل علي غيرها، قال لا إلا أن تطوع" () أما أنه توجد أشياء لا يمكن أن تكون عفواً ولابد من النظر فيها والاجتهاد)

هذا تقسيم من الشيخ للمسائل التي تجد فقال إن منها ما يكون عفوا ومنها ما لا يمكن أن يكون عفوا بل لا بد له من حل رادا على ابن حزم في تعميمه القائل فيه أن كل ما سكت عنه الوحي فهو عفو.

وقد قدمت تقسيم ابن حزم للنوازل وبيان أنها كلها منصوصة.

الفقرة التاسعة: قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى:

(ومن نظر إلى جمود ابن حزم علم أنه على غير هدى وأن الهدى مع الأئمة رحمهم الله، والذي يجب اعتقاده في الأئمة رحمهم الله كالإمام مالك وأبي حنيفة رحمهم الله والإمام أحمد والشافعي رحمة الله على الجميع أن ما اجتهدوا فيه أكثره أصابوا فيه فلهم أجر اجتهادهم وأجر إصابتهم وأنه لا يخلو أحد من خطأ فلابد أن يكون بعضهم أخطأ في بعض ما اجتهد فيه فما أخطؤوا فيه فهم مأجورون باجتهادهم معذورون في خطئهم رحمهم الله والصحابة كانوا يجتهدون كما كان يجتهد الأئمة رحمهم الله وسنلم بأطراف من هذا لأن هذا باب واسع لو تتبعناه لمكثنا فيه زمناً طويلاً ولكن نلم بإلمامات بقدر الكفاية).

ذكر الشيخ في هذه الفقرة دفاعه عن الأئمة وما يجب على المسلم اتجاههم، وهو مصيب في ذلك من حيث احترامهم وتوقيرهم والترحم عليهم لكن دون متابعتهم على ما أخطئوا فيه ثم إن مسألة الإحصاء يصعب الحكم عليها أعني قوله إن أكثر ما اجتهدوا فيه قد أصابوا في أكثره، بل الذي يظهر أن كل عالم من علماء الأمة له أشياء قد جانبه الصواب فيها لكنه مأجور في جميع الأحوال وقد بذل جهده في معرفة الصواب واستنباط الأحكام، ويدخل في ذلك العموم جميع العلماء والأئمة الأربعة والثوري وابن سيرين والشعبي والأوزاعي والليث بن سعد وابن حزم وغيرهم من أولهم دخولا فيه.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير