تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لأنه شارب للخمر بقصد بلا إشكال ..

وأن كان هناك رجلاً تاب من شرب الخمر وأراد سكبه، فسكبه في سطح بيته ..

وكان هناك ميزاب جرى فيه الخمر هذا ..

فإذا برجل تحت الميزاب نائم فجرى الخمر في فمه وبلعه دون قصد شربه ..

فلا يجلد باتفاق ..

لأنه لم يشرب الخمر أي لم يقصد الشرب بل سقط في فمه وجرى دون إرادة منه ..

ومثال آخر إذا قيل لك: صل الفجر ..

وإذا قيل صم رمضان ..

فلا تكون مصلياً إلا إذا فعلت فعل الصلاة ..

فإن فعلت فعلاً مشابهاً لفعل الصلاة لا تعتبر مصلياً ..

وهذا باتفاق ..

لأن المصلي لا يكون مصلياً إلا بقصد الصلاة أي بنية الصلاة وأن يأتيها بشروطها ..

وهكذا نفهم من خطابنا لبعضنا وخطاب الشرع ..

وكذلك الصيام بلا فرق ..

فمن اعتاد أن لا يأكل كل يوم حتى المغرب لا يكون صائماً إلا إذا نوى الصيام ..

وهاك أيضاً هذا المثال العامي ..

إذا قال المعلم ..

كل تلميذ يرمي قلمه على جاره فسيضرب ..

فرمى تلميذ قلم على صديقه ..

وقام تلميذ وبيده قلم يريد أن يخرج قطعة نقدية من جيبه وكان المعلم يراه فأسقط القلم على جاره ..

فسيضرب المعلم الأول بلا شك ..

ولن يضرب الثاني لأنه لم يرم قلماً وإنما سقط القلم ..

فهل تقول هنا أن الثاني يضرب كذلك لأنه فعل الشيء المنهي عنه أو لا .. ؟!

فإن كان قولك لا ..

فلا حاجة للاعتراض على شيء لم تميزه ..

فالذي فرّق بينها قصد الفعل ..

فهذا الذي فرق فيه الإمام والذي تأبى قبوله .. !

فما الفرق بين البائل خارج الماء ثم جرى بوله في الماء الراكد وبين البائل في الماء الراكد ..

وبين الرامي لقلمه وبين والذي أسقطه ..

وبين الذي شرب الخمر وبين الذي جرى الخمر في فمه بعد أن صبوه في مكان دون قصد الشرب ..

هذا وأنتم أصحاب قياس كما تدعون .. !

وهذا أصل الخطاب والفهم بين الناس وبيننا وبين الشرع ..

وإن بلغ فينا الأمر بالتلاعب بأصل الخطاب والفهم فما الذي بقي لنا لنفسده .. ؟!

ونحن لم نفعل كما يفعل البعض في اعتبار نص الإمام نص يستنبطون منه المفهوم والمنطوق ودليل الخطاب والقياس ..

ولكن الإمام وضع كتابه شارحاً لأحوال اختلف فيها الناس ..

فعندما يزعم عليه زاعم نرجع إلى كتابه لنفهم ماذا يقول وأي صنف يريد ..

والإمام إمام في اللغة وكل كلمة استعملها أراد منها ما ينتج منها ..

فهو فقيه إمام كأئمة المذاهب بلا فرق ..

فكما فعلوا مع نصوص غيره كان الواجب أن يفعلوا مع نصوص الإمام لفهمها دون تقليدها ..

فالأمر في النية والقصد عندكم كما هو عندنا ..

بل نحن أشد في مسألة التفريق في القصد وعدمه في سائر أبواب الدين ..

والله الموفق ..

ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[27 Jun 2009, 12:11 ص]ـ

أخي الكريم:

بارك الله فيكم وفي علمكم.

أولا:

لا شك أن الإمام ابن حزم - كغيره من العلماء الربانيين - قد تعرض للظلم كثيرا، ولذلك أسباب سياسية ومذهبية معروفة.

كما أنني لا أشك أن العلماء - على الأقل الطيبين منهم - غير مؤاخذين - نوعا ما - في ردودهم على الإمام ابن حزم، ذلك أن تراثه قد شوه حتى انطلى ذلك على كثير ممن حسنت نيته، وقصد الحق من العلماء فضلا عن العوام وصغار طلبة العلم.

ثانيا: هذا البحث الذي أنشره هنا ليس بحثا أكاديميا كبيرا مستقصيا لا والله وإنما هو بحث صغير تخرجت به من المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية في موريتانيا، ولم يكن عندي وقت لبحثه بشكل دقيق وعلمي، بل كنت مستعجلا بسبب الوقت المحدد للطلاب، وقد أنجزته في حدود 45 يوما.

وكان هدفي منه هو إلقاء الضوء على أن التشنيع على الإمام ابن حزم وغيره من أهل العلم الذين أنكروا القياس ليس في محله.

وأرجو أن أكون قد وفقت في ذلك بعض الشيء، وأن يكون هذا البحث أساسا لينطلق منه الأعضاء - وفقهم الله تعالى - لإثراء الموضوع وزيادة بحثه، وأن يكون ذلك كله خالصا لوجهه تعالى.

ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[27 Jun 2009, 12:15 ص]ـ

الفقرة الثامنة: قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير