جاء رجل من بجيلة إلى عبد الله بن مسعود فقال إني قد تزوجت جارية بكرا وإني قد خشيت أن تفركني (تكرهني)؟ فقال عبد الله: إن الإلف من الله وإن الفرك من الشيطان ليكره إليه ما أحل الله له، فإذا أدخلت عليك فمرها فلتصل خلفك ركعتين وقل: اللهم بارك لي في أهلي وبارك لهم في، اللهم ارزقني منهم وارزقهم مني، اللهم اجمع بيننا ما جمعت إلى خير، وفرق بيننا إذا فرقت إلى خير.
رواه عبد الرزاق في المصنف 6/ 191 والطبراني 9/ 204 وسنده صحيح.
ويعمل الحيل ليغضب الزوج على زوجته
لذلك فالشيطان يجتهد في صنع الحيل للوقيعة بين الزوجين كما روى البخاري في الأدب المفرد عن أزهر بن سعيد قال سمعت أبا أمامة يقول: إن الشيطان يأتي إلى فراش أحدكم بعد ما يفرشه أهله ويهيئونه فيلقي عليه العود والحجر أو الشيء ليغضبه على أهله، فإذا وجد ذلك فلا يغضب على أهله، قال: لأنه من عمل الشيطان.
رواه البخاري في الأدب المفرد 1191 وحسنه الألباني في صحيح الأدب برقم 911.
والطلاق من الشيطان
وبهذا الجهد المبذول من الشيطان يقع الطلاق والفراق والشقاق ..
روى عبد الرزاق في مصنفه عن مالك بن الحويرث عن ابن عباس وقد سأله رجل فقال: إن عمي طلق امرأته ثلاثا، فقال: إن عمك عصى الله فأندمه وأطاع الشيطان فلم يجعل له مخرجا.
قال: كيف ترى في رجل يحلها له؟ قال: من يخادع الله يخدعه.
وروى كذلك عن عبد الملك بن أبي سليمان أنه سمع رجلا يذكر لابن جبير ابنة عم له وأن الشيطان يوسوس إليه بطلاقها فقال له سعيد بن جبير: ليس عليك من ذلك بأس حتى تكلم به أو تشهد عليه.
وروى أيضا عن معمر عن الزهري عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر قال: طلق غيلان بن سلمة الثقفي نساءه وقسم ماله بين بنيه في خلافة عمر فبلغ ذلك عمر فقال: طلقت نساءك وقسمت مالك بين بنيك؟ قال نعم، قال: والله إني لأرى الشيطان فيما يسرق من السمع سمع بموتك فألقاه في نفسك فلعلك أن لا تمكث إلا قليلا، وأيم الله لئن لم تراجع نساءك وترجع في مالك لأورثهن منك إذا مت ثم لآمرن بقبرك فليرجمن كما رجم قبر أبي رغال - قال الزهري وأبو رغال أبو ثقيف - قال فراجع نساءه وراجع ماله فما مكث إلا سبعا حتى مات.
وقال أيضا: أخبرنا ابن جريج قال: جاء رجل إلى عطاء فقال: حلفت على يمين ما أدري ما هي أطلاق أم غيره؟ قال: إنما ذلك الشيطان كفر عن يمينك وافعل.
وهذه الآثار في المصنف بالترتيب: 6/ 266 و 6/ 412 و 7/ 66 و 8/ 439 وأسانيدها صحيحة.
فرح الشيطان بوقوع الطلاق
ولذلك يكون الشيطان فرحا بوقوع الطلاق، بل ويكافئ من تسبب في ذلك من الشياطين ..
كما في الحديث الصحيح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي ? قال:
إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا فيقول ما صنعت شيئا ويجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله فيدنيه منه ويقول نعم أنت.
أخرجه أحمد (3/ 314) ومسلم (2813) وغيرهما.
حكم الزواج بين الجنسين الجن والإنس
واختلف العلماء في هذه المسألة ..
فقال بجواز ذلك الإمام مالك والإمام سليمان بن مهران الأعمش
فتوى الإمام مالك
قال الشبلي: وقد سئل مالك بن أنس رضي الله عنه فقيل إن هاهنا رجلا من الجن يخطب إلينا جارية يزعم أنه يريد الحلال فقال ما أرى بذلك بأسا في الدين ولكن أكره إذا وجدت امرأة حامل قيل لها من زوجك قالت من الجن فيكثر الفساد في الإسلام بذلك.
وهذا الذي ذكرناه عن الإمام مالك رضي الله عنه أورده أبو عثمان سعيد بن العباس الرازي في كتاب الإلهام والوسوسة في باب نكاح الجن فقال حدثنا مقاتل حدثني سعد بن داود الزبيدي قال كتب قوم من إلى مالك بن أنس رضي الله عنه يسألونه عن نكاح الجن وقالوا إن هاهنا رجلا من الجن إلى آخره.
حكاية الأعمش عن زواج الجني من إنسية
¥