وقال الجصاص في أحكام القرآن (5/ 84): وإني جار لكم: وإنما قال ذلك إبليس حين تصور في صورة سراقة بن مالك لقريش وهم يريدون الخروج إلى بدر.
وقال البغوي (3/ 366): قوله تعالى: {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ} وكان تزيينه أن قريشا لما اجتمعت للسير ذكرت الذي بينها وبين بني بكر من الحرب، فكاد ذلك أن يثنيهم فجاء إبليس في جند من الشياطين معه رايته، فتبدى لهم في صورة سراقة بن مالك بن جعشم، {وَقَالَ} لهم {لا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ}.
وقال الرازي (7/ 413): ما الفائدة في تغيير صورة إبليس إلى صورة سراقة؟ والجواب فيه معجزة عظيمة للرسول عليه السلام وذلك لأن كفار قريش لما رجعوا إلى مكة قالوا هزم الناس سراقة، فبلغ ذلك سراقة فقال: والله ما شعرت بمسيركم حتى بلغتني هزيمتكم. فعند ذلك تبين للقوم أن ذلك الشخص ما كان سراقة بل كان شيطاناً.
فإن قيل: فإذا حضر إبليس لمحاربة المؤمنين. ومعلوم أنه في غاية القوة، فلم لم يهزموا جيوش المسلمين؟ قلنا: لأنه رأى في جيش المسلمين جبريل مع ألف من الملائكة، فلهذا السبب خاف وفر.
وفي النكت والعيون للماوردي (2/ 73): قوله عز وجل {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيطَانُ أَعْمَالَهُمْ} قال المفسرون: ظهر لهم في صورة سراقة بن جعشم من بني كنانة فزين للمشركين أعمالهم.
وفي تفسير البحر المحيط لابن حيان (6/ 85): والجمهور على أن إبليس تصور لهم في صورة رجل من بني مدلج في جند من الشياطين معه راية، وقيل جاءهم في طريقهم إلى بدر في صورة سراقة بن مالك بن جعشم وقد خافوا.
وفي تفسير ابن تيمية (5/ 493): وقد يرى الشياطين والجن كثير من الإنس، لكن لهم من الإجتنان والاستتار ما ليس للإنس، وقد قال تعالى: {وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم} وفي التفسير والسيرة: أن الشيطان جاءهم في صورة بعض الناس.
وفي التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزى (1/ 450): لما خرجت قريش إلى بدر تصور لهم إبليس في صورة سراقة بن مالك فقال لهم إني جار لكم من قومي.
وفي الوجيز للواحدي (1/ 443): وذلك أن قريشا لما اجتمعت المسير خافت كنانة وبني مدلج لطوائل كانت بينهم فتبدى لهم إبليس في جنده على صورة سراقة بن مالك بن جشعم الكناني ثم المدلجي.
وفي زاد المسير لابن الجوزي (3/ 367): كان إبليس في صف المشركين على صورة سراقة آخذا بيد الحارث بن هشام فرأى الملائكة فنكص على عقبيه.
وفي تفسير أبي السعود (4/ 26): فتمثل لهم إبليس في صورة سراقة بن مالك الكناني وقال لا غالب لكم اليوم.
وفي تفسير الثعالبي (2/ 103): والذي عليه الجمهور وتظاهرت به الروايات إن إبليس جاء كفار قريش في صورة سراقة بن مالك بن جعشم وهو سيد من ساداتهم.
وعند البيضاوي في تفسيره (1/ 113) وذكر قبله القول بالوسوسة وبعد قال: لما أجمعت قريش على المسير ذكرت ما بينهم وبين كنانة من الإحنة وكاد ذلك يثنيهم فتمثل لهم إبليس بصورة سراقة بن مالك الكناني وقال لا غالب لكم اليوم وإني مجيركم من بني كنانة فلما رأى الملائكة تنزل نكص وكان يده في يد الحارث بن هشام .. الخ ثم قال: والأول ما قاله الحسن واختاره ابن بحر. اهـ
وفي فتح القدير للشوكاني (2/ 459): وإني جار لكم: أي مجير لكم من كل عدو أو من بني كنانة ومعنى الجار هنا: الدافع عن صاحبه أنواع الضرر كما يدفع الجار عن الجار وكان في صورة سراقة بن مالك بن جعشم وهو من بني بكر بن كنانة.
وفي تفسير الخازن (3/ 164): فتبدى لهم إبليس في صورة سراقة بن مالك.
وفي تفسير الجلالين (1/ 235): وكان أتاهم في صورة سراقة بن مالك سيد تلك الناحية.
وفي تفسير السراج المنير للشربيني الخطيب (1/ 1245): جاء إبليس وجند من الشياطين معه راية فتمثل لهم في صورة سراقة بن مالك بن جعشم الشاعر الكناني وكان من أشرافهم.
وهذا سيد قطب في الظلال (3/ 419) لم يتجاسر على إنكاره ومشى مع ظاهر النص وهو وإن كان متوقفا إلا أنه ورد على التأويل في مدرسة محمد عبده ورشيد رضا، فقال:
¥