قراءة في منهج رشيد رضا في تفسير المنار وموقف النقاد منه (حازم محيي الدين)
http://www.almultaka.net/ShowMaqal.php?cat=1&id=659
أخي عادل
الحقيقة واحدة والعاقل من لا تحجبه الأسماء عن المسميات:
الجن بمفهوم الشرع = الكائنات المجهرية بمفهوم الطب
قال أحمد حسين: المس أنواع، منه الهمز وهو الطعن بلا نفاذ، وينتج عنه غدد مثل السرطان والطاعون، والنفخ وهو نفس من الشيطان ينفذ إلى الجسم، ويدخل مسامات الجسم فينقله الدم داخل الجسم، ويحدث عنه ضرر كثير مثل الصرع والفالج والجلطات بجميع أنواعها - كما هي معرّفة عند الأطباء - ويمكن أن يُحدث تعفُّنا في جهاز ما في الجسم فيختل نظامه، ويحدث عنه مثل فقر الدم، وفيروس الكبد، وقرحة المعدة إلى غير ذلك حسب الجهاز المصاب.
(أحمد حسين علي سالم، المرض والشفاء في القرآن الكريم، ص 366)
ويضيف أبو الفداء، إلى ذلك، أن كثيراً من الأمراض تكون بسبب الشيطان إن لم يكن أغلبها، لأنه هو بؤرة الشر، وعين الفساد، وأن الأمراض التي يسببها (الشيطان) منها ما هو نفسي كالصرع والحسد والسحر، ومنها ما هو عضوي كالشلل "الفالج" والبرص والصدفية والقرحة والجنون والإيدز، وإن كان ظاهرها بسبب جراثيم أو ميكروبات أو فيروسات إلا أنه هو الشيطان بعينه الذي ينفث تلك السموم ...
(أبو الفداء محمد عارف، عالج نفسك بالقرآن والدعاء، ص 21)
وقد ذهب الألوسي إلى نفس الاحتمال، في معرض تفسيره للأمراض، عندما قال: إن الهواء إذا تعفن تعفنا مخصوصا مستعدا للخلط والتكوين، تنفرز منه وتنحاز أجزاء سمية باقية على هوائيتها، أو منقلبة بأجزاء نارية محرقة، فيتعلق بها روح خبيثة تناسبها في الشرارة، وذلك نوع من الجن فإنها على ما عرف في الكلام أجسام حية لا ترى، الغالب عليها الهوائية أو النارية، ولها أنواع عقلاء وغير عقلاء تتوالد وتتكون، فإذا نزل واحد منها طبعا، أو إرادة، على شخص أو نفذ في منافذه أو ضرب وطعن نفسه به، يحصل فيه بحسب ما في ذلك الشر من القوة السمية، وما في الشخص من الاستعداد للتأثر منه كما هو مقتضى الأسباب العادية في المسببات، ألم شديد مهلك غالبا مظهر للدماميل والبثرات في الأكثر بسبب إفساده للمزاج المستعد ...
(محمود الألوسي أبو الفضل، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، دار إحياء التراث العربي – بيروت)
الاختلاف بين الأطباء والفقهاء اختلاف تسمية لا اختلاف جوهر، وحتى إذا أرجعنا الأمور إلى تأصيلها اللغوي، فالكائنات المجهرية تدخل في المعنى العام للجن، وعليه، نفترض أنه إذا فهم كل هذا، زال الخلاف بين الأطباء والفقهاء، لأن "الكائنات المجهرية" بمفهوم الأطباء هي ذاتها "الجن" بمفهوم الفقهاء.
الجن والكائنات المجهرية بينها قواسم مشتركة كثيرة ليس الطاعون إلا عنصر بسيط منها
وهذا ما سنبرهن عليه في المداخلات الباقية إن شاء الله
ـ[ابو دعاء]ــــــــ[27 Jun 2009, 04:24 م]ـ
العلم هو إدراك الأشياء على حقيقتها، إنه صفة ينكشف بها المطلوب انكشافاً تاماً، والمقصود بالعلم، في هذا المقام، العلم التجريبي، ولقد أعلنت البشرية اليوم قبولها العلم طريقاً إلى معرفة الحق، وعليه فالإعجاز العلمي هو إخبار القرآن الكريم والسنة النبوية بحقيقة أثبتها العلم التجريبي اليوم، وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية زمن النبوة: ? قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ? (الفرقان:6).
إن البشرية على موعد من الله متجدد ومستمر بكشف آياته في الكون، وفي كتابه أمام الأبصار، لتقوم الحجة وتظهر المعجزة، إنه الوحي في القرآن والسنة، يفيض بالخبر عن أوصاف المخلوقات، وها هي الأبحاث العلمية التجريبية، تتجه بالدراسة والبحث إلى نفس الميدان الذي وصفه القرآن، وتحدث عنه الرسول، فاللقاء حتمي، والمعجزة لا شك واقعة ...
فالطاعون تحدث عنه الأحاديث وربطته بالجن (الكائنات التي لا ترى بالعين) والعلم تحدث عن الطاعون وربطه بالكائنات المجهرية (التي لا ترى بالعين) وهذا في حد ذاته إعجاز علمي يثبت سبق الاسلام لهذه القضايا ...
¥