إمكانية تسليط شياطين الجن على الأنبياء وإيذائهم أمر وارد إذن، وهو ما يؤكده النص القرآني صراحة: ?وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن? (الأنعام/112)، كما تؤكده السنة النبوية، حيث سبق وأشرنا إلى أن إبليس حاول إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم بشعلة من نار. وبالتنصيص على إمكانية الإيذاء هذه لنا أن نتساءل بالاستتباع: ألا تشير هذه الإمكانية إلى احتمال إصابة سيدنا أيوب بمرض جرثومي؟
ـ[ابو دعاء]ــــــــ[27 Jun 2009, 04:36 م]ـ
يحدثنا القرآن الكريم عن عداوة الشيطان لبني آدم ويأمرنا أن نتخذه عدوا
وتخبرنا الأبحاث العلمية أن الكائنات المجهرية عدو لدود لنا وقد يهلك من البشر الملايين كما هو شأن الطاعون وأنفلونزا الطيور والخنازير وغيرها
فالإنسان في صراع دائم مع الشيطان وأتبعاعه من الجن الطالح لكنه في مأمن من الجن المؤمن الصالح ...
فهل هناك صراع ووئام بين الانسان والكائنات الدقيقة؟
الأصدقاء ـ الأعداء:
توضح الأبحاث العلمية أن هذه الكائنات المجهرية التي كنا نجهل عنها كل شيء تقريبا إلى حدود القرن العشرين، وكانت كلها تنتمي إلى عالم الغيب (الغيب النسبي)، تؤثر - وبغض النظر عن مسمياتها التي يوحد بينها اللفظ العربي "جن" - على عوالمنا بطريقة مزدوجة مثيرة للتعجب والاستفهام، ففي حين نجد منها طائفة من الأصدقاء الحميمين، نجد في الوقت نفسه طائفة مقابلة من الأعداء اللدودين، والفارق بين الطائفتين هو الظرف والنوع لا غير.
فعن النوع الأول يمكن استحضار نموذج "المكروكوك" الذي يعتبر أخا وصديقا لنا، أو بالأحرى من "حلفائنا المؤقتين"، أما عن النموذج الثاني، الموبوء المميت، أو "العدو"، فنستحضر مثال "الأنتروكوك"، لكن ما ينبغي التنبيه إليه أن قائمة هذا النوع، من البكتيريا الشرسة التي تسفك دماءنا، طويلة جدا (1). ففي نسيج العين وحده (2) نجد ملايين البكتيريا التي ليست بحاجة إلى الهواء كالستريبتوكوك مثلا، وفي الأنف (3) والفم ملايين أخرى تؤدي إلى التهاب السحايا ... أما الأمعاء فتعتبر بيئة خصبة لتكاثر البكتيريا التي يفترض أن البعض منها خطير جدا، (وإن كان البعض الآخر يشكل دعامة أساسية لعملية الهضم). وفي حين تفضل مجتمعات من البكتيريا الجهاز التناسلي للعيش والاستجمام، تحبذ مجتمعات أخرى طبقة الجلد الميتة التي توفر لها غذاء شهيا وسكنا مريحا، وهي لذلك تستقر عليها كما تستقر الفئران في قطعة جبن ...
هذه الكائنات الدقيقة المتطفلة على الإنسان، هي أمة من الكائنات الحية التي لا ترى أعيننا معظمها، وهي توجد، كما ألمحنا لذلك آنفا، في كل مكان، ويعتبر الجسم البشري أرضا خصبة لأنواع كثيرة وقطاعات واسعة منها، وخصوصا في الأنف، والحلق، والجزء السفلي من القناة الهضمية، والجلد ... وهي كائنات متخصصة في كل عضو ونسيج، وتتعايش مع الإنسان في دينامية وتوازن (3). والجسم البشري في حالة اشتباك دائم معها، فهي تهاجمه وتلحق به الضرر، وهو يقاومها بكل الأسلحة التي يمتلكها، والتي سخرها الله تعالى له لمدافعتها ورد عدوانها، غير أن هذه الأوابد المجهرية قد تفلت من كل الوسائل الدفاعية وتتغلب عليها، لتلحق أبلغ الأضرار بالإنسان، لذلك كانت الوقاية منها، بمعرفة خصائصها (الدينية والعلمية) عن قرب، خير وسيلة للنجاة من شرورها والحد من أخطارها التي تورث الضلالة والشقاء: ?
قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى? (طه/123)
إخواننا/أعداؤنا: معنا على مائدة واحدة!
روى ابن أبي الدنيا (4) عن يزيد بن جابر قال: «ما من أهل بيت إلا وفي سقف بيتهم من الجن، إذا وضع الغذاء نزلوا
¥