ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[07 Jun 2009, 02:48 م]ـ
أخي الحبيب .. مصطفى سعيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
مرحبا بك أخي الكريم .. أنا أسألك متفضلا غير ملزم:
- ماذا تقول في الشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي السلفي الحجة وقوله عن الشهداء بأنهم أحياء عند ربهم يرزقون، وأنهم يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم، وأنهم يستبشرون بنعمة من الله وفضل ..
قال: وفي هذه الآيات إثبات نعيم البرزخ، وأن الشهداء في أعلى مكان عند ربهم، وفيه تلاقي أرواح أهل الخير، وزيارة بعضهم بعضا، وتبشير بعضهم بعضا. اهـ
- وماذا تقول عن الحديث الصحيح: من ولي أخاه فليحسن كفنه فإنهم يتزاورون فيها.
- وماذا تقول عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم من رواية أبي هريرة أنه قال: إن المؤمن إذا قبض .. وذكر الحديث .. حتى يأتون به أرواح المؤمنين فلهم أشد فرحا به من أهل الغائب بغائبهم فيقولون: ما فعل فلان؟ فيقولون: دعوه حتى يستريح فإنه كان في غم الدنيا فيقول: قد مات، أما أتاكم؟ فيقولون: ذهب به أمه الهاوية .. الخ.
وهو حديث صحيح رواه النسائي وابن حبان والحاكم كما بيناه أعلاه.
- وماذا تقول عن حديثه أيضا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن المؤمن حين ينزل به الموت ويعاين ما يعاين، ود أنها قد خرجت، والله يحب لقاءه، وإن المؤمن يصعد بروحه إلى السماء، فتأتيه أرواح المؤمنين فيستخبرونه عن معارفهم من أهل الأرض، فإذا قال: تركت فلانا في الدنيا أعجبهم ذلك، وإذا قال لهم إن فلانا قد فارق الدنيا. قالوا: ما جيىء بروح ذاك إلينا، وقد ذهب بروحه إلى أرواح أهل النار. وقد خرجناه أعلاه ..
- وماذا تقول عن الأثران أولهما عن أبي الدرداء والثاني عن أبي أيوب الأنصاري الصحابيان .. وقد صححهما الألباني؟
- وماذا تقول عن أثر عبد الله بن عمر: أرواح المؤمنين في جوف طير خضر كالزرازير يتعارفون ويرزقون من ثمر الجنة. وإسناده صحيح متصل موقوفا.
- وصح عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في الآية (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا) قال: بلغني أن أرواح الأحياء والأموات، تلتقي في المنام، فيتساءلون بينهم، فيمسك الله أرواح الموتى، ويرسل أرواح الأحياء إلى أجسادها.
وهذه الآثار عن الصحابة في حكم المرفوع ..
وهذه المسألة جزم بها شيخي الإسلام ابن تيمية وابن القيم وكثير من العلماء الكبار ..
فيا أخي الحبيب .. هل ردك هذا عليه دليل؟ أم أنه من عقلك وهواك؟
أنا نقلت لك في الموضوع تفسير للقرآن من عالم سلفي كبير الشأن، ولولا الإطالة لنقلت لك جميع أقوال المفسرين ..
ونقلت لك أحاديث صحيحة وآثار عن الصحابة ثابتة .. فأين ما نقلته أنت من كتاب الله وسنة نبيه وأقوال العلماء؟
فهل بعد ذلك يحق لك أن تقول: وإلى الآن لم يثبت دليل مقنع .. الخ ..
فأي إقناع تريد بعد سنة رسول الله وكلام أصحابه؟
وقولك عني: أن هناك أدلة صحيحة مردود بقولك أنها آثار موقوفة ..
فقد جمعت لك الأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة .. فإن كنت لا تعلم أن الموقوف في الغيبيات في حكم المرفوع .. فراجع المسألة في كتب الحديث:
جاء في تدريب الراوي (1/ 190) للسيوطي شرح تقريب النووي:
ومن المرفوع أيضا ما جاء عن الصحابي ومثله لا يقال بالرأي ولا مجال للاجتهاد فيه فيحمل على السماع جزم به الرازي في المحصول وغير واحد من الأئمة وترجم عليه الحاكم .. وابن عبد البر .. والعراقي .. وابن حجر في النخبة .. ومثله بالإخبار عن الأمور الماضية من بدء الخلق وإخبار الأنبياء والآتية! والفتن وأحوال يوم القيامة وعما يحصل بفعله ثواب مخصوص أو عقاب .. الخ فراجعه فإنه هام.
فأذكرك أخي الحبيب ولا أقول أحذرك، بأن رد السنة الصحيحة والآثار الثابتة طامة كبرى ووبال على صاحبه عند الله، وضياع للدين جملة وتفصيلا ..
قال الإمام البرهباري في شرح السنة (1/ 47):
ومن خالف ورد من السنة شيئا فقد رد السنة كلها فعليك بالقبول ودع المحال واللجاجة فإنه ليس من دين الله في شيء وزمانك خاصة زمان سوء فاتق الله. اهـ
وأخيرا: إن كان عندك دليل صحيح على المنع فمرحبا به ..
وإن كانت الأحاديث والآثار التي نقلناها أعلاه غير صحيحة فناقشنا في وجه ضعفها مشكورا كي نستفيد ونفيد ..
أما أن تردها بعقلك وتقول كلاما افتراضيا .. فهذا شيء ليس من سمة طلاب الحق ..
وجزاك الله خيرا كثيرا .. وشرفت بمرورك وتعليقك.