تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لكننا نقول إن العلم أثبت اليوم، بالصوت والصورة والتجربة، أن هناك كائنات مجهرية لا نراها بالعين المجردة، بإمكانها إيذاء الإنسان من داخل نفسه ولا تحتاج إلى قوة وصلابة، بل ثبت أن أضعف المخلوقات من الفيروسات والميكروبات، التي لا نراها، قادرة على فعل أكثر من ذلك وأخطر، فالأونتراكس -على سبيل العد لا الحصر- والذي تسببه بكتيريا Bacillus anthracis يسبب للإنسان أذى لا يقدر على دفعه، وقد يكون فيه هلاكه وحتفه، بل ويسبب حالة استنفار وتأهب قصوى في البلد الذي وجد فيه، وهذه الكائنات ليست كثيفة، وأجسامها خفيفة، ونحن لا نراها بأعيننا، لكن ذلك كله لا يمنعها من اختراق أجسامنا والتسبب في أخطر الأمراض وأفتكها، وهذا رد منطقي على الزمخشري، وعلى من سار على منواله.


[1]- مجموعة فتاوى ابن تيمية/ م:24 ص:276 - 277.

[2]- أبو الحسن الأشعري، مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين/ ج:2 ص:108 ط: الأولى 150.

[3]- محمد بن علي أبو بكر القفال، من كبار علماء فقه الشافعية، اشتغل في الحديث والأدب واللغة، من مصنفاته: أصول الفقه، محاسن التشريع.

[4]- البيضاوي: عبد الله بن عمر بن محمد بن علي الشيرازي، فارسي الأصل، قاض ومفسر، له عدة تصانيف في الفقه وأصوله، والمنطق، والتفسير، توفي سنة 685هـ أو 691 هـ.

[5]- الزمخشري، تفسير الكشاف الجزء الأول / 164.

[6]- تفسير الفخر الرازي جزء 15 ص

[7]- مصطفى الباني الحلبي، الجواهر في تفسير القرآن الحكيم، -القاهرة- 1340 - 1351هـ، 1/ 270.

[8]- انظر تفسير المراغي، دار الفكر -مصر- 3/ 63 - 64.

[9]- انظر السنة النبوية بين أهل الفقه والحديث، دار الشروق -القاهرة، بيروت- الطبعة الرابعة 1989م ص93 - 98.

[10]- انظر تفسير المنار، مكتبة المنار، 1346هـ، 3/ 95 - 96، 8/ 370 - 372.

[11]- انظر المصدر السابق ص 96.

[12]- الفتاوى، دار الشروق، الطبعة العاشرة 1400هـ-1980م، ص 21 - 22 - 24.

[13]- في محطة للقطار بطوكيو – اليابان 20 مارس 1995 قتل إرهابيون 12 شخصا وأصابوا 5500 بعد إطلاق غاز الساران Sarin. الخطر الدائم للأسلحة البيولوجية، ليونارد كول، Pour la science n° 232 février 1997

[14]- محمد كمال عبد العزيز، الأمراض السرية والهاوية الجنسية، ص 59 - 60.

ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[11 Jun 2009, 04:59 م]ـ
الأخ الكريم (أبو دعاء) حفظه الله،

القول:" إن الناس يضيفون الصرع إلى الشيطان وإلى الجن، فخوطبوا على ما تعارفوا من هذا".
مثل هذا القول لا يُقبل مهما بلغت جلالة قدر قائله، لأن القرآن الكريم لا يقر زعماً باطلاً. وأنا هنا لا أرغب في ترجيح مذهب على آخر، ولكن أرغب في نقل تفسير شيخي لآية البقرة، وسنجد أن تفسيره لا يلجئنا إلى الزعم بأن القرآن الكريم يخاطب العرب مقراً لأوهامهم:
يقول شيخي:

((جاء في الآية 275 من سورة البقرة:" الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ".

لسنا هنا في مقام تفسير الآية الكريمة، ولسنا في مقام مناقشة القول بأنّ الشيطان من مسببات الجنون، ولكننا في مقام التأكيد على أنّ الآية الكريمة لا تصلح دليلاً لمن يقول بأنّ المس ناتج عن فعل الشيطان. وقد دعانا إلى هذا ما رأيناه من مساجلات بين القائلين بانحصار تأثير الشيطان في الوسوسة- مستندين في ذلك إلى ما ورد في الآية 22 من سورة إبراهيم: " وقال الشيطان ... وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي .. " - والقائلين بأنّ له تأثيراً يتعدى الوسوسة، مستندين إلى هذه الآية وأدلة أخرى.

عندما تقول: "مات فلانٌ من العطش"، فإنك تقصد أن تقول إنّ العطش كان مسبباً للموت، أي أنّ العطش مقدمة والموت نتيجة، وهذا كما ترى في غاية الوضوح. فإذا أعدنا النظر في فهم الآية الكريمة على ضوء هذا الكلام، يتضح لنا أنّ المس مقدمة والتخبط نتيجة، انظر قوله تعالى:"يتخبطه الشيطان من المس"، أي يتخبطه الشيطان بسبب ما به من مس.

فالتخبط إذن مسبوق بالمس. من هنا لا يكون الشيطان فاعلاً للمس ولكن فاعلاً للتخبط، والذي هو سير على غير هدى ومن غير اتزان. وعندما تضعف الضوابط العقلية يسهل على القوى الشيطانية أن تتخبط الإنسان وتجعله يسير على غير هدى، سواء كانت هذه القوى الشريرة من الجِنّة أو من الناس. وكلما قوي العقل وانتشر العلم والوعي الحقيقيان كلما زادت المناعة ضد تلاعب القوى الشريرة في الفرد أو الجماعة أو المجتمع. وإذا كانت التقوى ضمانة وحصانة من التخبط فإنّ الوعي والعلم وسلامة العقل ضمانة أخرى، بل إنّ التقي الجاهل عُرضة لتلاعب أهل الشر به من جهة جهله لا من جهة تقواه)).

ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[12 Jun 2009, 12:05 ص]ـ
تجدون الجواب ان شاء الله او ما يدل عليه في الملف الذي وضعته في هذا الملتقى بعنوان بين الانسان والجان
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير