تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وكسراً لسورة النفس التي لا يؤمن عليها من التكبّر إن لبست غالي الثّياب من المقاصد الصالحة الموجبة للمثوبة من الله، ولبس الغالي من الثّياب عند الأمن على النفس من التسامي المشوب بنوع من التكبّر لقصد التوصّل بذلك إلى تمام المطالب الدّينية من أمر بمعروف أو نهي عن منكر عند من لا يلتفت إلا إلى ذوي الهيئات لا شك أنّه من الموجبات للأجر، لكنّه لا بد من تقييد ذلك بما يحلّ لبسه شرعاً.

ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[20 Jun 2009, 07:00 ص]ـ

مظاهر الكبر:

6 - الكبر صفة نفسية في الإنسان، لها مظاهر أكثر من أن تحصى، ومن هذه المظاهر:

أ - تصعير الوجه: وهو يعني: ميل العنق، والإشاحة بالوجه عن النظر كبراً، وهو من صفات المتكبّرين، ولذلك نهى الله تعالى عنه بقوله جل شأنه: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ الله لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}.

ب - الاختيال في المشي: وهو يعني التبختر والتعالي في المشية، وهو محرم بقوله تعالى: {وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً، كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيٍّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً}، وبقوله صلى الله عليه وسلم: «بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه، مرجل شعره، إذ خسف الله به، فهو يتجلجل إلى يوم القيامة».

وكما يكون الاختيال باللّباس الفاخر يكون أيضاً بفرش البيوت، وبركوب السيارات الفاخرة، قال في الفتاوى الهندية: إرخاء السّتر على الباب مكروه ; لأنّه زينة وتكبّر.

ورُخّص بالاختيال في الحرب على ما تقدم.

ج - الترفّع عن مجالسة من هو أدنى منه: كما ترفع المشركون عن مجالسة الفقراء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: سلمان وصهيب وبلال وخباب، ونحوهم رضي الله عنهم أجمعين، حيث قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لو طردت هؤلاء عنك لغشيناك وحضرنا مجلسك، فقد روى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: «كنّا مع النبيّ صلى الله عليه وسلم ستة نفر، فقال المشركون للنبيّ صلى الله عليه وسلم: اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا، قال: وكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال ورجلان لست أسمّيهما، فوقع في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقع، فحدث نفسه، فأنزل الله عز وجل: {وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ}». ويدخل في الترفّع عن المجالسة الترفّع عن الزّيارة، لأنّ من ترفع عن مجالسة شخص تكبراً ترفع عن زيارته.

د - الترفّع عن السلام أو مصافحة من هو أدنى منه منزلةً في المال أو الجاه أو نحو ذلك، احتقاراً له.

هـ - أن يمشي ويمشي أتباعه خلفه: يكره للرجل أن يمشي ومعه أتباعه من جند أو تلاميذ أو أنصار يمشون خلفه، إذا أراد بذلك التكبّر.

و - الرّكوب ومعه أتباعه: يكره للرجل الرّكوب ومعه رجاله يمشون إذا أراد به التكبّر.

ز - حُبُّه القيام له: والقيام على ضربين:

الأول: قيام على رأسه وهو قاعد، فهذا منهيّ عنه، قال صلى الله عليه وسلم: «من سره أن يتمثل له الرّجال قياماً فليتبوأ مقعده من النار»، وهذه عادة الأعاجم والمتكبّرين.

الثاني: قيام عند مجيء الإنسان، فقد كان السلف لا يكادون يفعلونه، قال أنس: «لم يكن شخص أحب إليهم - أي: إلى الصحابة - من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهيته لذلك».

وقد قال العلماء: يستحبّ القيام للوالدين والإمام العادل وفضلاء الناس، وقد صار هذا كالشّعار بين الأفاضل، فإذا تركه الإنسان في حقّ من يصلح أن يفعل في حقّه لم يأمن أن ينسبه إلى الإهانة والتقصير في حقّه فيوجب ذلك حقداً، واستحباب هذا في حقّ القائم لا يمنع الذي يقام له أن يكره ذلك، ويرى أنّه ليس بأهل لذلك.

ح - التميّز في الطعام: ذكر في الفتاوى الهندية أنّه يكره للرجل أن يأكل وسط الخبز ويدع حواشيه لغيره ; لأنّ فيه تكبراً، ويكره أن يأكل الخبز الحواري - أي: الأبيض - ويطعم مماليكه خشكار - أي: الأسمر -.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير