تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الغيب النسبى هو الذى يمكن للبشر الوصول اليه بالعلم و التكنولوجيا فى عالم المشاهدة أو عالم الشهادة. ولهذا فان العلم بالغيب النسبى يتفاوت. لنفترض أن أخاك الان فى موسكو وأنت فى بيروت، ما يحدث لكل منكما يعتبر غيبا عن الاخر، ولكن تتقلص مساحة هذا الغيب اذا كان مع كل منكما تليفون متنقل بالصوت و الصورة. أى أنه بالعلم تتقلص مساحة هذا الغيب النسبى وتتضاءل. مثلا: فى القرون الوسطى كانت الغيبيات النسبية أكثر و اعمق، فالاتصال بين القاهرة و مراكش يستلزم شهورا حتى يصل البريد بأنباء ما يحدث بين البلدين. ما يحدث فى احداهما هو غيب بالنسبة للآخرى. الآن انمحت ـ تقريبا ـ المسافات، وأصبح بامكان البشر الاتصال برواد الفضاء فى السفن الفضائية فى التو و اللحظة. دخل هذا فى عالم الواقع المادى بعد أن كان فى العصور الوسطى غيبا (نسبيا).

لا يزال يوجد الكثير من هذا الغيب النسبى فى عصرنا لم نكتشفه بعد،و ربما يستعصى كشفه فى المستقبل القريب، ومنه المجرات البعيدة التى تفصلنا عنها بلايين النسين الضوئية والتى اندثرت من ملايين السنين بكل اسرارها بينما لا بزال ضوؤها يصل الينا ـ اى بقى منها مواقعها والضوء الذى لا يزال يصل منها بعد تدميرها و تحولها الى ثقب اسود هائل يبتلع ملايين المجرات الأخرى.

وكذلك، جوف المحيطات والبحار فضاء آخر لا يزال يتحدانا بغرائب مخلوقاته وبحاره العذبة الداخلية و تياراته الهوائية. لا زلنا نتحسس جدار الصمت فى القارتين القطبيتين ..

ومع هذا فإن أصعب التحديات فى مجال الغيب النسبى ليس فقط أضخم الأشياء و أبعدها عنا، بل أصعبها هو اقربها لنا، وهو النفس البشرية وفضاؤها الداخلى. هذه النفس هى كينونة كل فرد منا. ومع ذلك فهى أكبر غيب نسبى يتحدانا،والآيات القرآنية عن النفس عالية المستوى وعميقة المحتوى، ولا زلت أفكر فى قوله تعالى (وَهُوَ الَّذِيَ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ) (ألأنعام 98) وكل معنى أصل اليه يتضاءل امام عظمة الاية الكريمة

ونؤكد أنه كما يتقلص الغيب النسبى بالعلم التجريبى و المخترعات التى تطوى الزمان والمكان فان الغيب النسبى يزداد بالجهل الذى يرتدى ثوب الدين

معنى هذا أن الغيب النسبى موجود ولا يمكن انكاره، بدليل سعى العلماء بالاختراع لتقليص مساحة هذا الغيب النسبى. ولكن المنكرين للغيب يركزون على الميتافيزيقا ـ أو ما بعد الطبيعة.

الغيب المطلق: مثل علم الساعة، ماذا يوجد في أرحام الإناث متى يموت الإنسان وبأي أرض سوف يموت ... لا أحد من الخلق يستطيع أن يعلم ذلك ..

(إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)) (لقمان)

الغيب النسبي:

الأحداث الماضية والمستقبلية (الحروب ... )

الأحداث الحاضرة: ماذا تفعل أنت؟ ما هو شكلك؟ مسكنك؟ ماذا أكلت هذا الصباح؟ ... كلها غيب نسبي بالنسبة لي لا مكنني معرفتها كذلك الأمر بالنسبة لك فأنت لا تعرف من يخاطبك ولا هويته وشكله لكن أناس آخرون يمكنهم معرفة ذلك ..

الاكتشافات العلمية: الذرة، الكائنات المجهرية التي كانت غيبا في الماضي ...

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير