تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(ذَلِكَ مِنْ أنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44)) (آل عمران)

يحكي لنا القرآن قصة مريم حيث جاءت بها أمها فاختصموا أيهم يكفلها لأنها بنت إمامهم ومقدمهم وكلهم يريد الخير والأجر من الله حتى وصلت بهم الخصومة إلى أن اقترعوا عليها فألقوا أقلامهم مقترعين فأصابت القرعة زكريا رحمة من الله به وبها. فأنت يا أيها الرسول لم تحضر تلك الحالة لتعرفها فتقصها على الناس وإنما الله نبأك بها وهذا هو المقصود الأعظم من سياق القصص أنه يحصل بها العبرة وأعظم العبر والاستدلال بها على التوحيد والرسالة والبعث وغيرها من الأصول الكبار

ولما قص الله على رسوله، ما قص من هذه الأخبار الغائبة عنه وعنا، نبه العباد، على أن هذا خبر إلهي محض، ليس للرسول، طريق إلى علمه، إلا من جهة الوحي ...

هذه الأحداث تعتبر غيبا بالنسبة لنا لكنها ليست كذلك بالنسبة للنبي زكرياء ومن كان معه ...

غيب يحدث في الحاضر:

(فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتْ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14)) (سبأ) (تبينت) أيقنت وعلمت. (الغيب) ما خفي عنهم، وهو موت سليمان عليه السلام وهم يظنونه حيا. (لبثوا) استمروا وبقوا. (العذاب) التعب والعمل المرهق.

رغم أن سيدنا سليمان كان قد توفي منذ مدة إلا أن الجن لم يعرفوا ذلك وقد خفي عنه هذا الأمر ...

غيب المستقبل: هو كل ما أخبر به الرسول الكريم من أحداث سوف تقع في المستقبل كانهزام الروم وأشراط الساعة وغيرها ...

الغيب المطلق:

(إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18))

(إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) (38)

(إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)) (لقمان)

قد تقرر أن الله تعالى، أحاط علمه بالغيب والشهادة، والظواهر والبواطن، وقد يطلع الله عباده على كثير من الأمور الغيبية، وهذه الأمور الخمسة، من الأمور التي طوى علمها عن جميع الخلق، فلا يعلمها نبي مرسل، ولا ملك مقرب، فضلا عن غيرهما ...

{وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو}

عن سالم بن عبد الله، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مفاتح الغيب خمس: إن الله عنده علم الساعة، وينزل الغيث، ويعلم ما في الأرحام، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير).

{ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون}. (الغيب) كل ما غاب عن الناس علمه. (الشهادة) كل ما يظهر ويشاهد ويعلم من الناس]./: كل شيء غيب عنك شيئا فهو غيابة

رجما بالغيب: الرجم الرمي، والغيب الخبر الخفي، أي يقولون هذا ظنا وحدسا من غير يقين.

{ويقذفون بالغيب من مكان بعيد} سبأ: 53

بالنسبة للغيب النسبي سوف أحاول أن أفصل فيه أكثر بأمثلة توضيحية

الغيب بالنسبة لنا هو كل ما يغيب عن حواسك وما لا تستطيع ادراكه. وكل انسان لا يستطيع ادراك كل ما يحيط به. لا يستطيع ان يرى كل ما هو حوله، لا يستطيع أن يسمع كل صوت قريب منه. هناك حدود للرؤية البشرية وحدود للسمع البشرى، وبعض الحيوانات و الحشرات ترى و تسمع و تحس أكثر من الانسان. والله تعالى يقول (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ.وَمَا لَا تُبْصِرُونَ) (الحاقة 38 ـ) أى هناك ما هو قريب من المجال البصرى لعينك ولا تستطيع رؤيته. وهذا غيب، لأنه يغيب عنا، ولا ينكرها إلا معاند

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير