وربما كان السبب أن الفعل عندما يبنى لاتصاله بشيء يبني على حركة تناسب هذا الشيء؛ فنون النسوة يناسبها السكون: ... ذهبْن / يذهبْن / اذهبْن، ونون التوكيد يناسبها الفتح: ليذهبَنَّ / اذهبَنَّ، وفي حالتنا يكزن الفعل مفصولا بفاصل عن النون؛ فلا حاجة للبناء، والنون في آخر الفعل مفتوحة ... لتذهبونَنَّ؛ فلا حاجة للبناء إذا. وما قدروه فيها ليس ببعيد، وإن كان إعرابك أسهل.
ولكم تحياتي.
ليس دائما ياسيدي ففعل الامر المبني على حذف النون لاتصاله بياء المؤنثة المخاطبة لم يكن الحذف لمناسبة شيء ولم يكن لمناسبة الياء المؤنثة لانك تستطيع القول اضربين للانثى بكل بساطة وبدون كلفة مما يدلل ان البناء لايشترط به ان ياتي لمناسبة ارتباط ما انما لمناسبة امر اخر الذي جعل عليا يشتم رائحة البناء
ـ[ابووهب]ــــــــ[18 - 12 - 2007, 03:48 ص]ـ
مرحبا أخي الغالي محمدا
أما رأيي الخاص فهو أني أشم رائحة البناء ولا أجزم به، ومهما يكن من أمر فليس لمثلي أن يبدل قولا قال به علماؤنا منذ القدم وتوارثه من جاء بعدهم خلفا عن سلف إلى يومنا هذا.
لكني سأفصح عن سبب طرحي هذه المسألة، وهو أني وجدت الأفعال الخمسة إذا أكدت بالنون حذفت منها نون الإعراب بشكل دائم، فقلت في نفسي: ماذا لو أن النحاة قالوا إنها تبنى على حذف النون إذا أكدت؟ هل يوجد مانع حقيقي من ذلك؟
ثم تخيلت أن الأوائل قالوا بالبناء فعلا، وأن أحد المعاصرين خالفهم فزعم أنها معربة قائلا مثل ما قاله الأوائل حين قالوا إنها معربة!
ألسنا رادين على ذلك المعاصر مبرراته لو أن الأوائل قالوا بالبناء؟
فلنتخيل ـ أخي محمدا ـ أن ذلك المعاصر قال:
1ـ يشترط لبناء المضارع أن تتصل به نون التوكيد اتصالا مباشرا!
ألسنا رادين شرطه عليه قائلين إن الأفعال الخمسة حالة خاصة من المضارع فهي حتى في حال إعرابها لا بد أن يفصل الضمير بين لام الفعل فيها وعلامة الإعراب، ومادام الضمير يفصل بين لام الفعل وعلامة الإعراب حتما فإنه لا بد أن يفصل بين لام الفعل وعلامة البناء حتما حين يحضر موجب البناء وهو نون التوكيد.
وسنستدل على أن اتصال ألف الاثنين وواو الجماعة وياء المخاطبة لا يمنع البناء بأن بناء الأمر من الأفعال الخمسة لم يمتنع لاتصال هذه الضمائر مثل: اكتبوا، قوما، اجلسي.
2ـ ولو قال المعاصر إن المضارع إنما يبنى على الفتح إذا اتصلت به نون التوكيد.
ألسنا رادين قوله بأن المضارع إنما يبنى على الفتح مع التوكيد إذا كان في حال إعرابه يعرب بالحركة والسكون أي إذا لم يكن من الأفعال الخمسة، أما الأفعال الخمسة فكما تعرب بالعلامات الفرعية حال إعرابها (ثبوت النون وحذفها) فمن المنطقي مع التوكيد أن تبنى على علامة فرعية هي حذف النون، وكما بنى الأمر على السكون أوحذف حرف العلة إذا لم تتصل به الألف والواو والياء فإنه إذا اتصلت به ألف الاثنين أوالواو أوالياء بني على حذف النون.
3ـ ولو قال المعاصر إن نون الرفع في مثل: لتكتبُنّ لم تحذف للبناء وإنما حذفت لتوالي الأمثال!
ألسنا رادين قوله عليه بقولنا: ولكن العرب حذفت نون الرفع دون توالي ثلاثة أمثال، فهي تُحذف في مثل: لتكتبُنْ إذْ حذفت هنا مع نون التوكيد الخفيفة ولم يتوال إلا مثلان فقط، وتوالي مثلين لا يوجب الحذف.
وإن شئنا ضيقنا عليه الخناق فقلنا: إذا كنت تزعم أن النون حذفت لتوالي ثلاثة أمثال فأكد لنا الفعلين التاليين بالنون الثقيلة (تتفنّنون، تحنيّن).
وعندما يؤكدهما هكذا: (لتتفنَّنُنَّ، لتحنِّنَّ) سنعلن انتصارنا قائلين: هل يُعقل أن يكون العرب حذفوا النون حتى لا تتوالى ثلاثة أمثال فتوالت بعد حذفها خمسة أمثال كما في الفعل الأول، وتوالت أربعة كما في الثاني؟! دعك من هذا! لا بد أنهم حذفوها لسبب أهم مما تزعم!!!
وعندئذ لن يكون بوسع ذلك المعاصر إلا التسليم بأن علة توالي الأمثال لا تصلح هنا، وأن الرأي رأي الأوائل.
ألا ترى ـ أخي محمدا ـ أنْ لو قال الأوائل بالبناء لما وجدنا عناء في رد قول من قال بالإعراب لو أنه معاصر؟
هذا ما تخيلته فطرحته، وأما القول الذي نعلمه طلابَنا فهو حتما ما ارتضاه علماؤنا حتى لو لم نقتنع به.
وتقبلوا أزكى تحياتي.
اسمح لي ان ابدي اعجابي مرارا وتكرارا على الامثلة الباهرة والبراهين الساحرة يا استاذنا
¥