[من شواهد زعم في القران الكريم]
ـ[تأبط شعرا]ــــــــ[23 - 03 - 2008, 01:05 ص]ـ
من شواهد "زعم" في القرآن الكريم قوله تعالى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا} (التغابن: من الآية: 7) المصدر المؤول وهو {أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا} سد مسد مفعولي "زعم".
وفي قوله تعالى: {قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلا تَحْوِيلًا} (الإسراء: 56) المفعول الأول: العائد المحذوف، والثاني تقديره: "آلهة" قل ادعوا الذين زعمتموهم من دونه، فالعائد المحذوف هو المفعول الأول والمفعول الثاني محذوف، وتقدير الإعراب: قل ادعوا الذين زعمتموهم آلهةً من دونه.
وفي قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِي الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ} (الكهف: من الآية: 52) المفعول الأول: الضمير المحذوف العائد على اسم الموصول، والمفعول الثاني محذوف، وتقدير الإعراب: الذين زعمتموهم آلهة، أو زعمتموهم شركائي، فالمفعولان محذوفان.
وفي قوله تعالى: {قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ} (سبأ: من الآية: 22) المفعول الأول: العائد المحذوف، والتقدير: الذين زعمتموهم، والمفعول الثاني: نابت صفته منابه؛ لأن التقدير: قل ادعوا الذين زعمتموهم آلهة من دون الله. فـ {مِنْ دُونِ اللَّهِ} صفة للمفعول المحذوف، ولما حذف المفعول، نابت الصفة منابه.
وفي قوله تعالى: {إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوْا الْمَوْتَ} (الجمعة: من الآية: 6) فالمصدر المؤول سد مسد المفعولين.
وفي قوله تعالى: {وَضَلَّ عَنكُمْ مَا كُنتُمْ تَزْعُمُون} (الأنعام: من الآية: 94)، وفي قوله تعالى: {أَيْنَ شُرَكَائِي الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ} (القصص: من الآية: 62) المفعولان محذوفان، والتقدير: زعمتم أنهم فيكم شركاء، فيكون المصدر المؤول المحذوف سادًا مسد المفعولين.
مما مضى ننتهي إلى أن مفعولي "زعم" في القرآن الكريم إما أن يسد المصدر المؤول مسدهما، وإما أن يحذفا معًا، وإما أن يحذف أحدهما ويبقى الثاني كما في قوله تعالى: {قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ} لأن {مِنْ دُونِ اللَّهِ} صفة نابت مناب المفعول الثاني.
وفي قوله تعالى: {قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ} ذكر صاحب (البحر) أبو حيان ما يلي: "زعم" من الأفعال التي تتعدى إلى اثنين، وذلك إذا كانت اعتقادية، المفعول الأول: الضمير المحذوف العائد على {الَّذِينَ} والثاني محذوف أيضًا؛ لدلالة المعنى، ونابت صفته منابه، التقدير: الذين زعمتموهم آله من دونه، وحسن حذف الثاني قيام صفته مقامه، ولولا ذلك ما حسن؛ إذ في حذف أحد مفعولي ظن وأخواتها اختصار الخلاف، منعه ابن ملكون وأجازه الجمهور، وهو مع ذلك قليل، ولا يجوز أن يكون الثاني: {مِنْ دُونِهِ}؛ لأنه لا يستقل كلامًا لو قلت: "هم من دونه" لا يصح، ولا الجملة من قوله: {لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّة} (سبأ: من الآية: 22)؛ لأنه لو كانت هذه النسبة مزعومة؛ لكانوا معترفين بالحق، قائلين له، وكان ذلك توحيدًا منهم، وذلك إذا كان التقدير: قل ادعوا الذين زعمتم لا يملكون مثقال ذرة، فلو كان: {لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّة} جملة في محل المفعول الثاني لـ "زعم" ويكون هذا من كلامهم؛ لكانوا بذلك موحدين، وهم ليسوا موحدين؛ فلا يصح هذا التقدير.
وفي (الكشاف): "فإن قلت: أين مفعولا زعم؟ قلت: أحدهما: الضمير المحذوف الراجع إلى الموصول، وأما الثاني: فلا يخلو إما أن يكون {مِنْ دُونِ اللَّهِ} أو {لا يَمْلِكُونَ} أو محذوفًا، فلا يصح الأول؛ لأن قولك هم من دون الله، لا يلتئم كلامًا، ولا يصح الثاني وهو {لا يَمْلِكُونَ}؛ لأنهم ما كانوا يزعمون ذلك، فكيف يتكلمون بما هو حجة عليهم؟ وبما لو قالوه قالوا ما هو حق وتوحيد، فبقي أن يكون محذوفًا تقديره: زعمتموهم آلهة من دون الله، فحذف الراجع إلى الموصول، وحذف آلهة؛ لأنه موصوف صفته: {مِنْ دُونِ اللَّهِ} والموصوف يجوز حذفه، وإقامة الصفة مقامه إذا كان مفهومًا،