نِعْمَ و بِئْسَ وما جري مجراهما
ـ[محمد طه عبد الله]ــــــــ[25 - 03 - 2008, 06:07 ص]ـ
نِعْمَ و بِئْسَ وما جري مجراهما
نِعْمَ: فعل جامد يستعمل للمدح علي سبيل المدح وفي القرآن الكريم (ونعم أجر العاملين).
بِئْسَ: فعل جامد للذم ضد نِعْمَ في المدح وفي القرآن الكريم (بئس الشراب وسائت مرتفقا).
نِعْمَ و بِئْسَ في القرآن الكريم:
*وردت نِعْمَ في القرآن الكريم 16 مرة منها:
قال تعالي:
1 - (ونعم اجر العاملين) آل عمران آية رقم 136
2 - (سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبي الدار) الرعد آية رقم 24
3 - (نعم الثواب وحسنت مرتفقا) الكهف آية رقم 31
4 - (ولقد نادانا نوح فانعم المجيبون) الصافات آية رقم 75
*وردت بِئْسَ في القرآن الكريم 16 مرة منها:
1 - (أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير) آل عمران آية رقم 162
2 - (جهنم يصلونها وبئس القرار) إبراهيم آية رقم 29
3 - (ومأواهم النار وبئس المصير) النور آية رقم57
4 - (وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلاً) الكهف آية رقم 50
*اللغات الجائزة في نِعْمَ و بِئْسَ:
يجوز فيهما أربع لغات:
الأولي: نَعِم و بَئِس بفتح الفاء وكسر العين
الثانية: نِعِم وبِئِس بكسر الفاء والعين فيهما
الثالثة: نَعْم وبَئْس بفتح الفاء وإسكان العين
الرابعة: نِعْم وبِئْس بكسر الفاء وإسكان العين وهي اللغة الغالبة
*آراء النحاة في فعلية أو اسمية نِعْمَ و بِئْسَ:
*قد اختلف النحاة في (نِعْمَ و بِئْسَ) هل هما اسمان أو فعلان فذهب الكوفيون علي أنهم اسمان وساقوا لذلك أدلة منها:
1 - دخول حرف الجر عليهما وهذا من علامات الأسماء نحو قولك نعم السير علي بئس العير
2 - دخول حرف النداء عليهما نحو قولك يا نعم المولي
3 - أنه لا يحسن اقتران الزمان بهما فلا يقال نعم أو بئس الرجل أمس
4 - لم يسمع تصرف كل منهما
5 - مجيء نعم علي صيغة فعيل نحو نعيم الرجل زيد
6 - مجيء نعم مبتدأ نحو فيك نعم الخصلة
7 - عطف نعم وبئس علي اسم قبلهما الصالح وبئس الرجل في الحق سواء.
• أما البصريون فقد ذهبوا إلي كل من (نعم وبئس) فعل وأيدوا ذلك بأدلة منها:
1 - إلحاق تاء التأنيث الساكنة بكل منهما نحو نعمت المرأة
2 - اتصال ضمير الرفع البارز بهما نحو أخواك نعما رجلين و أخوتك نعموا رجالاً و الهندات نعمن نساء
3 - بناؤهما علي الفتح من غير عارض لهما
4 - عملهما الرفع والنصب فهما يرفعان المعارف علي الفاعلية وينصبان النكرات علي التمييز.
وبعد طرح أدلة كل من الكوفيين والبصريين أرى أن رأى البصريون وهم القائلين بفعليتهما هو الأقوى و الأقرب للصواب وهذا ما أميل إليه وذلك لأن كل منهما لا يخرج استعماله علي كونه فعلاً في العربية.
* أحوال فاعل نِعْمَ و بِئْسَ:
الفاعل بعد نِعْمَ و بِئْسَ له سبع صور:
الأولي: أن يكون الفاعل معرفا بال نعم الرجل زيد وبئس الرجل عمرو، وقد اختلف النحاة في ال الداخلة قيل أنها دالة علي الجنس وقيل أنها ال الأستغراقية وقيل للعهد.
الثانية: أن يكون الفاعل مضافا لام فيه ال نحو ونعم اجر العاملين.
الثالثة: أن يكون مضافا إلي مضافا إلي ما فيه ال نحو قول أبي طالب عم النبي (ص): فنعم ابن أخت القوم غير مكذب.
الرابعة: أن يكون اسما ظاهراً مضاف إلي ضمير ما فيه ال نحو " القوم نعم صاحبهم أنت " وقول الشاعر فنعم أخو الهيجاء ونعم شبابها وهو يحفظ ولا يقاس عليه.
الخامسة: أن يكون نكرة مضافة إلي مثلها نحو قولك " نعم الغلام رجل زيد " وقد يكون نكرة غير مضافة نحو قولك " نعم أمرؤ زيد " وقد منع بعض النحاة تلك الصورة إلا للضرورة.
السادسة: أن يكون نكرة مفردة (أي غير مضافة) نحو قولك " نعم رجل زيد "
السابعة: أن يأتي مفسراً بنكرة بعده منصوبة علي التمييز نحو " نعم قوماً معشره " وزعم بعض النحاة أن معشره هو الفاعل ولا ضمير فيها وقال بعضهم أن قوماً حال.
*الجمع بين التمييز والفاعل الظاهر في نِعْمَ و بِئْسَ:
قيل لا يجوز الجمع بينهم فلا يقال " نعم الرجل رجلاً زيد وقيل يجوز ذلك واستدلوا بقول الشاعر:
والتغلبيون بئس الفحل فحلهم
فحلاً وأمهم زلاءُ منطيق
¥