تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[التقاء الساكنين في اللغة العربية]

ـ[راكان العنزي]ــــــــ[05 - 04 - 2008, 09:07 م]ـ

:::

[التقاء الساكنين في اللغة العربية]

خليل محمود الصمادي

لا شكَّ أنَّ ظاهرةَ التقاء الساكنين تُحدِثُ تغييراً في بناء الكلمات في اللغة العربية ونطقها وإعرابِها، وهي ظاهرةٌ تستحق الوقوف والدراسة لتَكرارها في كلامنا الفصيح إعرابا ونطقا وضبطا.

فالتخلص من التقاء الساكنين قديمٌ قِدمَ لغتنا العربية، والشواهدُ عليه كثيرة من شعرنا الجاهلي والقرآن الكريم والحديث الشريف وأقوال العرب، أما في القرآن الكريم فقد أخذت ظاهرة التقاء الساكنين اهتماما عند الدارسين على مر العصور.

وخلاصة القاعدة في اللغة العربية تقول: إذا التقى ساكنان فيتم التخلص من أولهما؛ إما حذفا إذا كان معتلا، أو بتحريك أحدهما بالحركات إن كان الساكن صحيحا.

وفي أصل الكلمة الواحدة لا يجتمعُ ساكنان، وإنما الاجتماع يتم بتغيير الكلمة بسبب العوامل الداخلة عليها، أو عند وصلها بكلمة أخرى؛ فالأمرُ من (قَامَ) (قُمْ) ومن (وَفَى) (فِ) ومن (رَأى) (رَ) أو (رَهْ)، والمضارع المجزوم مِن (يقول) (لَمْ يَقُلْ) وهكذا.

مواضع التقاء الساكنين:

قيل: إنَّ العرب لا تبدأ بساكن ولا تقف على متحرك، ولكن عند تصريف بعض الأفعال يطرأ السكون على أوله فيتم التخلص منه بهمزة الوصل، ويغلِبُ ذلك في أمر الثلاثي والخماسي والسداسي (ذَهَبَ يَذْهَبُ اذْهَبْ) , (اسْتَعَانَ اسْتَعِنْ اسْتِعَانَة)، فالقاعدة تقول: يأتي الأمرُ من المضارعِ بعد حذف حرف المضارعة كما في المثال السابق، وبما أنَّ فاء الفعل ساكنةٌ فلا بد من النطق بمتحرك، وتخلصا من هذه المشكلة جيء بهمزة الوصل للنطق بمتحرك بدايةً، وهذه الهمزة تسقط لفظا عند الوصل كما في (وقال لهُ اذْهَبْ). وقول (إنَّ العرب لا تقف على ساكن) ليس على إطلاقه، وقد توسَّع علماء التجويد في ذلك وأجازوا الوقوف على متحرك في الروم أو الإشمام أو هاء السكت.

هل يلتقي ساكنان في الكلمة الواحدة؟

لا يلتقي ساكنان خطّاً في الكلمة الواحدة، وإنما الالتقاءُ يكون لفظا من أجل الوقوف العارض، ويكون ذلك في وسط الكلمة أو في نهايتها، ولا يكون في بداية الكلمة إطلاقا، ففي الوسط لا يكون إلا بعد مدٍّ مع التضعيف؛ كما في (الصَّاخَّة)، (الحاقَّة)، وما شابههما، وفي الطرف إذا وَلِيَ المدَّ سكونٌ عارض مثل (رحيْمْ) (عليْمْ)، ويكون أيضًا مع حرفين صحيحين؛ الأول ساكن أصلي والثاني عارض من أجل الوقف كما في والفجْرْ. وليالٍ عشْرْ [الفجر: 1 - 2].

أما النوع الأول فيُتخلص منه بالمد، وأما الثاني الذي فيه الحرفان الصحيحان فالنطق به صعب؛ إذ تشم رائحة الحرف الأخير شما؛ إذ يصعب نطق الساكن الأخير إذا سبقه ساكن صحيح. ويسمى "رَوْمًا" قال السيوطي: "ولم يَجمعوا (يقصد العرب) بين ساكنين في حشو الكلمة، ولا في حشو بيت، ولا بين أربعة أحرف متحركة؛ لأنهم في اجتماع الساكنين يبطئون، وفي كثرة الحروف المتحركة يستعجلون، والكثيرُ في التقاء الساكنين يكون في الوصل بين الكلمات كما في قالت الأعراب آمنا [الحجرات: 14] ومثله كثير في القرآن وغيره من كلام العرب [1].

إذًا يلتقي ساكنان في كلام العرب ولكن طرفاً، وزاد بعضهم: أنه تلتقي ثلاث سواكن طرفا، واستشهدوا على ذلك بالكلمات المشددة طرفا التي تقع بعد مد كما في (جانّ) (حاجّ) (صوافّ) (تتَّبعانّ) وكذلك في (أراْيْتْ) و (أاْنْتْ) في قراءة ورش بالإبدال.

كيف يتم التخلص من الساكنين؟

هناك طرق عدة للتخلص من الساكنين:

1 - الحذف خطاً:

يُحذف حرفُ العلة إذا وقع آخرَ الأمر (ادْعُ) (اجْرِ) (اسْعَ)، ويعود حرف العلة مفتوحا عند اتصال الفعل بنون التوكيد: (اجرِيَنْ) (ادنُوَنَّ).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير