تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قال الراوي .. تجربة في النحو]

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[04 - 04 - 2008, 11:48 ص]ـ

إخوتي

السلام عليكم

أنقل إليكم ما قرأته عرضا من باب الفائدة:

وهي تجربة فريدة من حقها أن تُسجّل، ومن حق الناس الاطلاع عليها،

لاسيما من لهم علاقة بالتربية والتعليم .. !!

ومن هنا أكاد أجزم أنها تجربة مثيرة، تستدعي التأمل والنظر،

وتثوير عشرات الأسئلة بعد قراءتها، ومعرفة نتائجها .. فتأمل .. !

قال الراوي:

بدأت القصة كالتالي:

كنتُ ذات يوم أناقش مسألةً في منهاج النحو لابنتي الكبرى، وشرعتُ أوضح لها ما خفي عليها فيها،

وفجأة قالت ابنتي الصغرى، وكانت للتو انتهت من الصف الرابع الابتدائي، حيث كنا أيامها في عطلة الصيف ..

قالت: أريد أن أتعلم النحو، وأكون (ممتازة) فيه!

قال الراوي:

فالتقطت الخيط، وسألتها بفرح:

تستطيعين ذلك بسهولة، بشرط أن يكون لديك رغبة جادة في التعلم،

وستجدين أن النحو جميل ويسير، بل وممتع!!

قالت في حماس طفولي رائع: عندي الرغبة ومستعدة للتعلم.

قلت: والصبر مطلوب، والاستمرار ضروري، وعدم اليأس شرط، وكثرة المحاولة فريضة!!

رنت ضحكتها وقالت: جرّبني و (شوف)!!

قال الراوي:

وفكرت مليا في الأمر، كنت أحدثها مازحاً، ولكن!!

لم لا أبدأ معها جاداً، وبشكل مدروس، وفي خطوات متتابعة؟؟

لماذا نهوّل الأمور، وقد تكون هينة سهلة، أكثر مما نتصور؟؟

وشعرت كأن هذا تحدٍ لي أنا بالذات، وليس للصغيرة!

واستعنت بالله، وعزمت أن أبدأ الرحلة معها، واتفقنا على كيفية السير في رحلتنا، والتي ستتضمن أوراق عمل، وأوراق امتحان لكل درس!

وكنت خلال ذلك أكرر عليها باستمرار وبقوة، أنها ستجد دروس النحو:

جميلة، وسهلة، وممتعة أيضاً، تمارس أكثرها وكأنها تلعب .. !

بشرط أن تبقى على حماسها الرائع الذي بدأت به، وأن لا تيأس إذا أشكل عليها أمر، وعليها أن تلح في السؤال والحوار حتى تتضح المسائل ..

وبدأنا باسم الله رحلتنا المباركة ..

وشيئا فشيئا، وخطوة في إثر خطوة، ودرس يتبعه درس.

وكانت المفاجأة التي لم أتصورها شخصياً، ولا تصورتها الصغيرة نفسها، ولا تصورها أي فرد من أفراد العائلة!

بل والتي لم يصدقها أصلا أكثر الذين سمعوا عن هذه التجربة،

وأصر بعضهم على أن يسأل الصغيرة مباشرة في بعض الدروس!!

لقد كانت النتيجة بعد مضي أقل من شهرين فقط __ قرابة خمسين يوماً أو نحو ذلك_ كالتالي:

أصبحت الصغيرة ملمة (إلماماً رائعا وبمهارة واضحة) بالدروس التالية،

_ مع المهارة في تكوين جمل جديدة على كل درس على حدة .. ! _

1. الكلمة وأقسامها (الاسم، الفعل، الحرف) وتحديد كل منها وعلاماتها.

2. تحديد أنواع الفعل (الماضي، المضارع، الأمر) ومعرفة علامة كل منها.

3. معرفة علامات الإعراب (الرفع، والنصب، والجر، والجزم)

4. تحديد الجملة الفعلية من الاسمية .. وتحديد أركان كل منها.

5. تحديد المفرد والمثنى والجمع.

6. تحديد أنواع الجموع (مذكر سالم، مؤنث سالم، جمع تكسير)

7. تحديد الفاعل وإعرابه.

8. تحديد نائب الفاعل وإعرابه.

9. تحديد المفعول به وإعرابه.

10. تحديد المفعول فيه وإعرابه.

11. تحديد المفعول معه وإعرابه.

12. تحديد المفعول لأجله وإعرابه.

13. تحديد المفعول المطلق وإعرابه.

...... (طبعا وتكوين جمل على كل درس)

14. تحديد المبني والمعرب.

15. تحديد الفعل المضارع المنصوب (وأدوات النصب وعملها وإعرابها)

16. تحديد الفعل المضارع المجزوم (وأدوات الجزم وعملها وإعرابها)

17. تحديد الأفعال الخمسة، وعلامات إعرابها (رفعا ونصبا وجزماً)

18. تحديد المبتدأ والخبر وإعراب كل منهما.

19. تحديد الأفعال الناسخة (وحفظها) ومعرفة عملها، وإعراب جملها.

20. تحديد الحروف الناسخة (وحفظها) ومعرفة عملها، وإعراب جملها.

21. تحديد حروف الجر وحفظها ومعرفة عملها وإعراب ما بعدها.

22. تحديد حروف العطف ومعانيها ..

23. تحديد الأسماء الموصولة وحفظها.

24. تحديد أسماء الإشارة وحفظها.

25. تحديد الضمائر بالتفصيل (منفصلة ومتصلة، ضمائر رفع ونصب وجر الخ)

ولعلي نسيت بعض تلك الدروس، التي استطاعت الصغيرة تحصيلها في فترة قياسية جداً، لأني أكتب الآن من الذاكرة ..

المهم ..

أنها كانت تستمتع حقاً بهذه الدروس، وتجد متعة أكبر في مسائل الإعراب، لأنها كانت تقبل عليها كمسألة للتحدي!

كما أنها كانت تستمتع كذلك عندما تكون جملاً جديدة لكل درس من إنشائها!

وهذه يساعدها في درس التعبير بلا شك ..

يبقى أن أضيف شيئاً ..

المفاجأة الأولى ..

عليك أن تعلم أيها القارئ العزيز، أن (أكثر) هذه الدروس إنما أُعطيت لها داخل السيارة!!

حيث كنا نقطع الطريق الطويل بإعطاء درس جديد، ونحرص – معا - على أن يكون ممتعاً شائقاً فيه خفة دم كذلك!!

المفاجأة الثانية

أننا لم نستخدم خلال هذه الدروس (لا سبورة ولا أقلام ملونة)، ولا وسائل إيضاح متعددة، ولا فلاشات، ولا حاسوب، ولا احتجنا لشهادة ICDL!!

كنا نستخدم الحاسوب فقط، لإنجاز أوراق العمل، والأوراق الامتحانية .. !!

والسؤال الآن ..

لماذا نرى طلابنا وطالباتنا، يتخرجون من الثانوية العامة وهم يبغضون النحو،

ولا يطيقونه، بل يجدونه أشبه بالطلاسم، لا يعرفون فك أسرارها!!

وتجد أكثر هؤلاء الطلبة والطالبات يتخرج من الثانوية وهو أضعف ما يكون في دروس النحو بالذات!!

رغم تلك الوسائل الكثيرة والمتنوعة بين يدي الطالب، من شأنها

مساعد ة الطالب على حب النحو والاستمتاع، والاقبال عليه بشغف؟!

فهل من حقي عرض هذا التساؤل؟؟

منقول وبتصرف

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير