تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[فصيحة لا غير]

ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[27 - 03 - 2008, 05:58 م]ـ

السلام عليكم

في نافذة أشارك في الإعراب , أعربت البيت التالي , وهو لجميل معمّر:

ولا قولها: لولا العيون التي ترى ... أتيتك، فاعذرني، فدتك جدود

فاعتبرت الفاء في " فاعذرني" الفصيحة

وحجّتي في ذلك أنّها أفصحت عن محذوف , وقلت: والتقدير: (لذلك فاعذرني) وقلت: " يمكن تقدير شرط محذوف "

وفي مشاركة أخرى قلت:" يمكن أن نقدّر شرطا محذوفا , كأن نقول: إذا كانت العيون ترقبنا فتحدّ من التقائنا فاعذرني "

المهم أنّ الفاء هنا أفصحت عن محذوف ولك أن تقدّر المحذوف المناسب بما يتفق مع المعنى , كأن تقول أيضا:

" إذن فاعذرني " أو " بما أننا لا نستطيع التلاقي بسبب كثرة العيون التي تراقبنا فاعذرني " وهكذا

ولكن فوجئت وصدمت عندما , اعترض عليّ بعض الأخوة الفصحاء ذوي الخبرة الواسعة , ورفضوا أن تكون الفاء الفصيحة , فمنهم من جعلها عاطفة , ومنهم من جعلها استئنافية!!!!؟؟؟؟

وعجبا , كيف يصح عطف جملة طلبيّة على جملة شرطيّة؟ وما الذي أفاده هذا العطف؟

وإنّ جعلها استئنافية يعني فصلها عن سابقتها , وانقطاعها عنها , وهذا غير متصوّر عقلا.

ولقد تتبعت بعض المواقع التي وقعت فيها الفاء فصيحة في بعض آي القرآن فلم أجد اختلافا في الصورة , والعلاقة بين ما بعدها وما قبلها , مع مثالنا فانظروا وتأمّلوا يا رعاكم الله:

- "وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ " (7) الأنبياء

أي: إذا كنا أرسلنا قبلك رجا لا نوحي إليهم فاسألوا ...

- "قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ " (61) الأنبياء

أي: إذا كان إبراهيم من فعل ذلك فأتوا به

- "إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92) الأنبياء

أي: لذلك فاعبدون أو إذن فاعبدون ...

- "وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ " (28) الحج

أي: لما ذكرت من أسباب فكلوا ...

- "وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " (36) الحج

أي لذلك فاذكروا ...

- "لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ " (67) الحج

أي: إذا كان لكل أمّة منسكا فلا ينازعنّك ...

- "يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ " (73)

أي: إذا كان قد ضرب مثل فاستمعوا له

فلا حظوا جميع الأفعال التي اقترنت بها الفاء الفصيحة طلبيّة

وقد قدّرنا محذوفا شرطا أو غيره

وفي مثالنا:

فاعذرني: اقترنت الفاء بجملة طلبيّة

وقد قدّرنا محذوفا مثل: إذا كانت العيون ترقبنا فلا نستطيع أن نلتقي فاعذرني

إخواني الفاء هنا فصيحة قولا واحدا , لا عاطفة ولا استئنافيّة

إخواني , ما جعلني أهتم بهذه المسألة هي الأمانة العلميّة التي تقتضي إحقاق الحق بالحجّة والدليل

هذه قناعتي , وهذا هو الحق بنظري ولا أتصوّر غيره في هذه المسألة

والله من وراء القصد

ـ[حازم إبراهيم]ــــــــ[27 - 03 - 2008, 10:02 م]ـ

ولا قولها: لولا العيون التي ترى * أتيتك، فاعذرني، فدتك جدود

رفع الله قدرك أخي الفاتح، وبوركت من مفكر مبدع، أما تخريج الفاء على أنها عاطفة فأبعد ما يكون للصواب لعدة أسباب من أهمها: استحالة عطف الإنشاء على الخبر، كما لا يجوز عطف اعذرني على أتيتك لأن الأول ممتنع الحدوث لوقوعه في جواب لولا، بخلاف مراد الشاعر فهو لم يأته بسبب المبتدأ، لكنه يطلب العذر، لذا يصح في الفاء أن تكون واقعة في جواب لشرط محذوف والتقدير كما يراه المعرب كأن يقدر: فإن تأتَّى ذلك مني فاعذرني أو ما شابه ذلك من تقدير ن وذلك هو الأرجح لما يحمل من معاني الاتصال بين الشطرة الثانية والشطرة الأولى من البيت.

والثاني في الفاء أن تكون استئنافية فيجوز للشاعر أن يستأنف كلاما جديدا، أما العطف فبعيد بعد السماء عن الأرض.

أما عن رأيي الشخصي المتواضع هو اعتبارها واقعة في جواب لشرط محذوف.

هذا والله أعلى وأعلم ......... فويتحاه أنا هنا فانتبه:): D.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير