ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[09 - 04 - 2008, 11:25 م]ـ
تابع >>>>>
والثالث: أن الرواية:
قادمتا أو قلما محرفا
بألفات من غير تنوين، على أن الأصل قادمتان وقلمان محرفان، فحذفت النون لضرورة الشعر. وعليه اقتصر ابن عصفور في كتاب الضرائر، وقال: هكذا أنشده الكوفيون، ونظروا به قول أبي حناء:
قد سالم الحيات منه القدما
بنصب الحيات وحذف النون من القدمان.
والرابع: أن الرواية: تخال أذنيه لا: كأن أذنيه.
حكى هذه الأجوبة ابن هشام في المغني.
والعامل في إذا ما في كأن من معنى التشبيه. وتشوف:
تطلع. والمراد نصب الأذن للاستماع. ويجوز أن تكون ضمير الأذنين، وأن تكون للإطلاق.
والقادمة: إحدى قوادم الطير، وهي مقاديم ريشه، في كل جناح عشرة. والقلم: آلة الكتابة.
والمحرف: المقطوط لا على جهة الاستواء، بل يكون الشق الوحشي أطول من الشق الإنسي. وهذا المعنى أصله لعدي بن زيد العبادي، وهو:
يخرجن من مستطير النقع داميةً = كأن آذانها أطراف أقلام
والعماني من مخضرمي الدولتين، عاش مائة وثلاثين سنة.
قال ابن قتيبة في كتاب الشعراء: العماني الفقيمي: هو محمد بن ذؤيب، ولم يكن من أهل عمان، ولكن نظر إليه دكين الراجز، فقال: من هذا العماني. وذلك أنه كان مصفراً مطحولاً، وكذلك أهل عمان. وقال الشاعر:
ومن يسكن البحرين يعظم طحاله = ويغبط بما في بطنه وهو جائع
ودخل على الرشيد لينشده، وعليه قلنسوة وخف ساذج، فقال: إياك وأن تدخل إلي إلا وعليك خفان دمالقان وعمامة عظيمة الكور. فدخل عليه، وقد تزيا بزي الأعراب، فأنشده وقبل يده، وقال:
يا أمير المؤمنين، قد والله أنشدت مروان، ورأيت وجهه، وقبلت يده، وأخذت جائزته. ثم يزيد بن الوليد، وإبراهيم بن الوليد، ثم السفاح، ثم المنصور، ثم المهدي؛ كل هؤلاء رأيت وجههم، وقبلت أيديهم، وأخذت جوائزهم، لا والله ما رأيت فيهم يا أمير المؤمنين أندى كفاً، ولا أبهى منظراً، ولا أحسن وجهاً منك. فأجزل له الرشيد الجائزة، وأضعفها له على كلامه، وأقبل عليه فبسطه، حتى تمنى جميع من حضر أنه قام ذلك المقام. انتهى.
وعزا بعضهم هذا الشعر لأبي نخيلة، وتقدمت ترجمته في الشاهد العشرين من أول الكتاب.
وزعم ابن الملا في شرح المغني أن العماني كنيته أبو نخيلة. وهو خلاف الواقع، بل هما راجزان.
وعمان بضم العين وتخفيف الميم:
بلد على شاطئ البحرين، بين البصرة وعدن، وإليه يضاف الأزد، فيقال: أزد عمان. كذا بخط مغلطاي على هامش معجم ما استعجم للبكري.
وقال البكري:
عمان: مدينة معروفة إليها ينسب العماني الراجز، سميت بعمان بن سنان بن إبراهيم عليه السلام، كان أول من اختطها، ذكر ذلك الشرقي بن القطامي. وأما عمان بفتح العين وتشديد الميم، فهي قرية من عمل دمشق، سميت بعمان بن لوط عليه السلام. انتهى.
تتمة:
قول الشارح المحقق:
ويجوز عند بعض أصحاب الفراء نصب الجزأين بالخمسة الباقية أيضاً، تقدم عن أبي حيان، أنه لم يرد نصب خبر أن المفتوحة الهمزة وخبر لكن، فالوارد عندهم، إنما هو في أربعة منها: في ليت، وفي كأن، وتقدما.
الثالث: إن المكسورة.
وأنشدوا:
إذا اسود جنح الليل فلتأت ولتكن = خطاك خفافاً إن حراسنا أسدا
وخرج على حذف الخبر، ونصب أسداً على الحالية، أي: تلقاهم أسداً.
وأما الحديث فقد أورده ابن هشام في المغني كذا:
إن قعر جهنم سبعين خريفاً بلا لام، وقال: خرج الحديث على أن القعر مصدر قعرت البئر، إذا بلغت قعرها. وسبعين: ظرف، أي: إن بلوغ قعرها يكون في سبعين عاماً.
وهذا التخريج والرواية غير ما ذكره الشارح ... ).
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[10 - 04 - 2008, 12:19 ص]ـ
الله، ما أمتع هذه النافذة، فقد تجاذبتموها، كل يقدم فائدة ذات فرادة
أكرمكم الباري
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[10 - 04 - 2008, 12:23 ص]ـ
بارك الله فيك، أخانا المكرام الدكتور مروان، حقا إن الكريم إذا أعطى أغنى.
ـ[الكاتب1]ــــــــ[10 - 04 - 2008, 01:51 ص]ـ
أو خبر كان محذوفة، أي: كانوا أسداً.
بارك الله فيكم جميعا.
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[10 - 04 - 2008, 05:55 ص]ـ
الله، ما أمتع هذه النافذة، فقد تجاذبتموها، كل يقدم فائدة ذات فرادة
أكرمكم الباري
أخي الحبيب الكريم مغربي
شكرا لك
الله يكرمك
ويحسن إليك
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[10 - 04 - 2008, 05:58 ص]ـ
بارك الله فيك، أخانا المكرام الدكتور مروان، حقا إن الكريم إذا أعطى أغنى.
أخانا الحبيب الغالي الفاضل المفضال
الدكتور سليمان خاطر
هلا وغلا ومرحبا
وشكرا لك
ودمت طيبا عزيزا مكرما